04-مايو-2016

(Getty)خلال تدريبات أمريكية إسرائيلية مشتركة في منطقة الشريط الحدودي مع شبه جزيرة سيناء

نقل موقع ديبكا الإسرائيلي عن مصادر استخباراتية وعسكرية أن الولايات المتحدة سحبت قواتها من شبه جزيرة سيناء الأسبوع الماضي ردًا على نقل مصر السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية. كما أوردت تلك المصادر أن هذه الخطوة جاءت بعد أن احتجت واشنطن لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على استبعادها من المشاورات والتنسيق العسكري بين مصر والسعودية وإسرائيل بشأن الجزيرتين.

خطوة سحب أمريكا جنودها من سيناء، جاءت بعد أن احتجت واشنطن لدى السيسي على استبعادها من المشاورات بين مصر والسعودية وإسرائيل بشأن الجزيرتين

وقال الموقع المختص بالشؤون الاستخباراتية أن الرسالة الأمريكية كانت واضحة؛ حيث إن الرياض والقاهرة وتل أبيب لا تبلغ واشنطن بتحركاتها العسكرية في شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة والبحر الأحمر فإن الولايات المتحدة بالتالي لا ترى حاجةً إلى إخبارها بتحركاتها العسكرية في سيناء. نقل تلك الرسالة رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد إلى الرئيس المصري خلال لقائهما يوم الأحد الموافق الثالث والعشرين من أبريل في العاصمة المصرية القاهرة.

اقرأ/ي أيضًا: هل ماتت الليبرالية؟

أوردت مصادر الموقع العسكرية يوم الخميس أن الجيش الأمريكي قد سحب سرًا ما يقرب من 100 من ضباطه ومجنديه من قوة حفظ السلام متعددة الجنسيات في الجزء الشمالي من سيناء. فيما يخص الرياض والقاهرة وتل أبيب فإنه ما من شك أن ذلك كان إجراءً عقابيًا.

وتابع الموقع أن المصادر الأمريكية رفضت تحديد الموقع الحالي للجنود. تم سحب القوات الأمريكية من معسكر الجورة، والذي يقع بالقرب من مدينة الشيخ زويد. أبلغ الجنرال دانفور الرئيس السيسي أن إدارة أوباما لم تعد راغبة في الإبقاء على قوات في شمال سيناء عقب القصف الأخير للمعسكر من قِبل التنظيم التابع لداعش في تلك المنطقة المضطربة. مثل الحادث أول هجوم للتنظيم الإرهابي على قواتٍ أمريكية في سيناء، لكنه الثاني على قواتٍ أمريكية في الشرق الأوسط، حيث هاجمت داعش قاعدةً لمشاة البحرية الأمريكية في بلدة مخمور شمالي العراق، على بعد 77 كيلومترًا من عاصمة التنظيم الفعلية في الموصل، وهو الهجوم الذي قتل فيه أحد جنود مشاة البحرية.

وأضاف الموقع أنه لم يكن من قبيل المصادفة قيام الجنرال دانفورد قبل زيارته للقاهرة بزيارةٍ لم تستمر أكثر من 90 دقيقة إلى القاعدة الأمريكية لتكريم أربعة جنود من مشاة البحرية لشجاعتهم خلال قصف داعش.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا بعد هزيمة داعش؟

لكن بينما تعتزم واشنطن الإبقاء على قاعدتها العسكرية في العراق، حيث نشرت قاذفات صواريخ متحركة تستطيع إطلاق صواريخ موجهة عبر نظام تحديد المواقع GPS قادرة على الوصول إلى الموصل، فإنها ليست مستعدة لمعاملة جنودها في سيناء على نفس النحو لأنهم جزء من قوات المراقبين متعددة الجنسيات. لذا بدلًا من تكريمهم سحبت الولايات المتحدة هؤلاء الجنود فورًا عقب أول هجوم لداعش.

في نفس الوقت، شنت المصادر الأمريكية هجومًا شخصيًا غير مسبوق على الرئيس المصري بسبب قراره تسليم الجزيرتين إلى الرياض. بدأت مقالات تهاجم سياسة السيسي في الظهور في وسائل الإعلام الأمريكي، قال أحدها إن "قرار نقل الجزيرتين إلى المملكة العربية السعودية قد يكون المسمار الأخير في نعش السيسي". كما وصفت مصر أيضًا بأنها على حافة ثورة ضد الرئيس السيسي.

من الشخصيات التي شاركت أيضًا في التوصل إلى قرار القاهرة بشأن الجزيرتين كان ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان ووزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، والذي قال مؤخرًا إن القاهرة قد استشارت تل أبيب بشأن نقل الجزيرتين. لكن تقارير وسائل الإعلام الأمريكية لم تنقل تصريحه، كما لو كان غير متعلق بالسعودية أو إسرائيل.

وأوردت مصادر ديبكا أن أحد الأسباب الرئيسية لغضب واشنطن كان حقيقة أن مصر والسعودية والأردن وإسرائيل قررت فيما بينها تأسيس آلية دفاع إقليمية تغطي قناة السويس وخليجي السويس والعقبة والبحر الأحمر والتنسيق بين بعضها البعض.

واختتم الموقع بأن إدارة أوباما تفضل تجاهل حقيقة أن سحب الولايات المتحدة لقواتها البحرية والجوية من تلك المناطق على مدار الأعوام الثلاثة الماضية قد مكّن البحرية الإيرانية من البدء في العمل في تلك المياه.

اقرأ/ي أيضًا: 

هل كان صدام حسين إسلاميًا في أواخر حكمه؟

أوباما يضرب أسس كامب ديفيد