10-نوفمبر-2015

تجهيز في دبلن لمجموعة من الفنانين الإيرلنديين كتحية إلى أطفال غزة

كم مرّةً علينا أن نسدل الستائر على نوافذنا
حتى لا نرى صرخات الأطفال في الخارج وقد تحوّلت
إلى أعمدة دخان؟
*

ذات صباح نرحل وفي يدنا وصايا
نُعلِمُ فيها أبناءنا
أن العيش -في الأرض- كالعيش في السماء
كلاهما كاشير عملاق لندفع فيه
ثمن مجيئنا
*

جدّفنا في أرخبيلات الحرب عبر الظلمات الآسنة
بعدما ألقت بنا من قوارب الحبّ
جدّفنا طويلًا، معتقدين
أننا سبّاحون مَهَرة
في بحرٍ كبير يعود
لدموع غرقى سابقين.
*

متى سيلتهم الدّود أجسادنا مثل أشرطةِ الندم 
قبل أن نقول نحن الأحياء، بخشيةٍ بالغة،
العالمُ هو جحيمنا الأبديّ
جحيمنا العميق، المأهول بأحلامنا.
*

استجرنا بالرّب
لما انقطعتْ بنا سبلُ النجاة
استجرناه
مثل كلّ الفلاحين التعساء
الذين استباح الصقيعُ حقولهم
وجلسوا
يطالعُونها بكثيرٍ من الأسى.
*

ألقت بأعينها تحت أرجلنا
وصارت تتنزّه في المدن
بكامل عمائها
مُقادَةً بالرغبة والذاكرة
فقط
*

بعدما سال دمنا على مذابحهم
عبّؤوه في زجاجاتٍ فارغة
وضعوه إلى جانب أسرّتِهم
وظلّوا يحتسونه
ليلةً بليلة
قبل النوم كشرابِ الفودكا 
كانوا يفعلون هذا
ببهجةٍ شديدة
انتقامًا من ذاكرتهم.
*

جسدي العالم
فمي الحرب
وطعامي أولاد البسطاء
لكنّ طاولتي في فلسطين أيها الرّب
وملاعقي جميعها في سوريا.
*

في كلّ خطوةٍ نحو الحبّ ندهسُ آلافًا
من رغبات الحرب
*

انظروا إليّ
أنا أحمق، أنا مهرج، أنا بهلوان
انظروا جيدًا
أنا قبيح، وجهي جامد، أنا ضئيل
أنا مثلكم جميعًا
قد نهشت في لحمي الحرب.

اقرأ/ي أيضًا:

سمّوني قاتلًا مأجورًا

الحرب في خمس عشرة دقيقة