أعلنت أمازون عن إطلاق "أليكسا بلس"، أحدث إصدارات مساعدها الصوتي الذكي، الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقديم تجربة أكثر تفاعلية. وبحسب عملاق التجزئة العالمية، فإن المساعد الجديد يتميز بقدرة أكبر على فهم اللغة الطبيعية، مما يجعله أكثر ذكاءً وتكيفًا مع احتياجات المستخدمين.
توضح أمازون أنه يمكن لـ"أليكسا بلس" إجراء حجوزات، تلخيص المعلومات، إدارة المهام اليومية، والتحكم في الأجهزة الذكية، مما يجعله "مساعدًا شخصيًا يسهل الحياة اليومية"، مضيفة أن الإصدار الجديد يُعزز من تجربة التسوق عبر الإنترنت، من خلال تقديم اقتراحات ذكية ومخصصة بناءً على اهتمامات المستخدمين.
يمكنه التعامل مع مهام متعددة
تُشير أمازون إلى أنه بفضل دمج نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة، يمكن لـ"أليكسا بلس" فهم الجمل غير المكتملة والتعبيرات العفوية والتفاعل كـ"صديق ذكي". وأضافت أنه لم يعد مجرد أداة لتنفيذ الأوامر، بل أصبح قادرًا على التعامل مع مهام متعددة في وقت واحد، مثل إدارة المنزل الذكي، وإجراء الحجوزات، وتشغيل الموسيقى، والبحث عن المعلومات دون الحاجة إلى تدخل المستخدم.
تُشير أمازون إلى أنه بفضل دمج نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة، يمكن لـ"أليكسا بلس" فهم الجمل غير المكتملة والتعبيرات العفوية والتفاعل كـ"صديق ذكي"
وأكدت أمازون أن "أليكسا بلس" مصمم وفقًا لأعلى معايير الأمان عبر لوحة تحكم خاصة بالخصوصية تتيح للمستخدمين التحكم في بياناتهم، وضبط الإعدادات حسب رغباتهم. إضافة إلى ذلك، يستطيع المساعد تذكر التفضيلات الشخصية للمستخدمين، مثل عادات التسوق، الأنظمة الغذائية، والأعياد العائلية، مما يجعل تجربة المستخدم أكثر تخصيصًا دون المساس بخصوصيته.
ستكون متاحة بالمجان لخدمة "أمازون برايم"
وقال رئيس قطاع الأجهزة والخدمات في أمازون، بانوس باناي، خلال حفل الإعلان عن الإصدار الجديد في نيويورك: "أليكسا يعرف جميع الأدوات تقريبًا في حياتك، وجدولك الزمني، ومنزلك الذكي وتفضيلاتك والأجهزة التي تستخدمها، والأشخاص الذين تتواصل معهم، والترفيه الذي تحبه، وتستخدم العديد من التطبيقات التي تستخدمها والكثير من الخدمات التي تحتاجها"، موضحًا أنهم أطلقوا على الخدمة الجديدة "أليكسا بلس" تماشيًا مع تسمية الباقات الأعلى للعديد من عروض التكنولوجيا وخدمات البث، بحسب وكالة "رويترز".
وكانت أمازون قد استثمرت مليارات الدولارات في تطبيق المساعدة الصوتي منذ إطلاقه لأول مرة في عام 2014، حيثُ تسعى إلى دمج الخدمة في مجموعة متنوعة من الأجهزة، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة المبيعات على موقعها الرئيسي للتجارة الإلكترونية.
سيكون "أليكسا بلس" متاحًا بالمجان لمشتركي خدمة الفيديو حسب الطلب "أمازون برايم" (Amazon Prime)، بينما سيبلغ سعرها 19.99 دولارًا شهريًا للمستخدمين غير المشتركين في الخدمة. ومن المقرر أن يتم إطلاق الخدمة في آذار/مارس المُقبل لعدد محدود من المستخدمين في الولايات المتحدة، على أن تكون متاحة للاستخدام العالمي خلال الأشهر القليلة المُقبلة.
مشكلات في الاختبارات الداخلية
وفقًا لوكالة "بلومبيرغ"، فإن باناي أجرى محادثة مباشرة مع الإصدار الجديد أمام الحضور في حفل الإطلاق، في محاولة لإثبات كفاءتها المتزايدة، مؤكدًا أنها أصبحت أكثر تفاعلية وسلاسة من النسخ السابقة التي اعتمدت على استجابات محدودة. وكانت أجهزة المكبر الصوتي الذكي "إيكو" (Echo) المدعومة بـ"أليكسا" من أكثر المنتجات شعبية في أواخر العقد الماضي. وقد استثمرت أمازون بشكل كبير لتوسيع استخدام المساعد الصوتي وتحفيز المستخدمين على الإنفاق عبر منصتها.
📌 شركة "أنثروبيك" أعلنت إطلاق نموذجها الجديد من برنامج الذكاء الاصطناعي "كلود 3.7 سونيت".
📌 يعتبر "كلود 3.7 سونيت" أول نموذج يجمع بين الاستجابة الفورية والتفكير العميق، وفقًا لما أفادت به الشركة.
📌 وفقًا لـ"أنثروبيك"، فإن "كلود 3.7 سونيت" حقق تطورًا ملحوظًا في مجال البرمجة… pic.twitter.com/jnl9bEqlAJ
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 26, 2025
لكن رغم الجهود المبذولة، لم تحقق ميزة التسوق الصوتي عبر "أليكسا بلس" النجاح المتوقع، وبالمثل ذكرت "رويترز" نقلًا عن أشخاص عملوا على الإصدار الجديد أنه قدم أحيانًا إجابات غير صحيحة لأسئلة المستخدم. كما أن مصادر الإيرادات الأخرى لم تكن وفق توقعات الشركة. وعانى فريق تطوير "أليكسا" من قيود في التوظيف وتسريح آلاف الموظفين، مما أثر على معنويات العاملين.
وتشير "بلومبيرغ" إلى منافسة تطبيق الذكاء الاصطناعي المنافس "تشات جي بي تي"، الذي أطلقته "أوبن إيه آي" في عام 2022، زاد من الضغط على أمازون، خاصة أن مستخدمي "أليكسا" ظلوا يعتمدون عليها كمؤقت للطهي أو للإجابة عن أسئلة ترفيهية، دون تحقيق تفاعل أوسع كما كانت تأمل الشركة.
أعلنت أمازون عن نسخة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي في سبتمبر 2023، وكان من المفترض إطلاقها في أوائل 2024. لكن التأخير استمر نحو عام بسبب عدم جاهزية البرنامج. ومع ذلك، يرى المستخدمون الأوائل أن "أليكسا بلس" أقل كفاءة من "تشات جي بي تي"، كما أنها تقدم إجابات طويلة وغير دقيقة أحيانًا. ويرجع ذلك إلى صعوبة التكيف مع تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تعتمد أليكسا على قاعدة بيانات تسترجع ردودًا مكتوبة مسبقًا، بينما تعتمد النماذج الحديثة على توليد الإجابات لحظيًا، مما تسبب في توقف بعض الأجهزة خلال الاختبارات الداخلية.
