05-نوفمبر-2017

الروائية التركية أليف شفق

حذت الروائية التُركية إليف شفق، حذو مارغريت أتوود، وديڤيد ميتشيل، وسيجون، في تأليف عملٍ سينشر للمرةِ الأولى بعد 97 عامًا من آلان. المقال مترجم عن "الغارديان".


من المتوقَع أن تحذو الروائية التُركية الشهيرة إليف شفق، حذو مارجريت آتوود، وديڤيد ميتشيل، وشون، كواحدةٍ من ضمن 100 مُساهِم في إنشاء مكتبة المُستقبل؛ وهو مشروع فني أدبي لن يطلِّع عليه سِوى قُراء عام 2114، والذي سيُكشَف عنه بمجرد اكتمال نمو أوراق أشجار الراتنج لهذا العام.

مكتبة المُستقبل مشروع فني أدبي لن يطلِّع عليه سِوى قُراء عام 2114

لطالما حلمت الفنانة الأسكتلندية كاتي بيترسون بما يُسمّى مكتبة المستقبل، والتي قالت إنها: "أعمال فنية، عضوية، تتنفس، وتظل على قيد الحياة، يُكشَف عنها الستار بعد مئة عام".

اقرأ/ي أيضًا: "شجرة لا أعرف اسمها".. قصائد بالإنجليزية لجولان حاجي

بدايةً من عام 2014، وفي كل عام تلى ذلك العام،  قرّبت كاتي بيترسون أو اتخذت كاتبًا لإكمال أو المساهمة في مخطوطة المشروع مع النصوص الخاصة به لتبقى سِريةً حتى عام 2114، عندما يكتمل نمو أشجار غابة نوردماركا في أوسلو، والتي زُرعت شتلاتها الألف عام 2014، لتُستخدَم في صناعة أوراق الكتاب الذي سيُطبع للمرة الأولى.

تقول كاتي بيترسون عن المشروع: "سوف يعيش ويتنفس من خلال نمو هذه الأشجار، أتصور حلقات وجُذوع تلك الأشجار بمثابة فصول هذا الكتاب، فهذه الكلمات غير المكتوبة التي ظلت طيّ الكتمان طوال هذه السنين سوف تنشط من جديد، وتُصبِح حقيقةً ملموسة، وتلك التجرُبة التي يعيشها زُوار الغابة، سوف يتغير معناها على مر العُقُود المُتتابِعة، ليُدرِكوا مع بُطء نُمو أوراق هذه اللأشجار، أن ثمة طاقة غير مرئية نابعة من أفكار هؤلاء الكُتاب تقبع ساكنةً في طيات هذه الأشجار، وأن هُناك شيئًا قيِّم سيأتي إلى حيز الوُجودِ يومًا ما".

وتُضيِف كاتي بيترسون: "إن أمد هذا المشروع 100 عام، وهي مُدةً ليست بطويلة مُقارنةً بالأزمنة الكونية، وعلى الرغم من ذلك فإن مئة عام بالنسبة للبشر تُعدّ تحديًا من طُرقِ شتى، فهي تتعدى حياة الكثير مِنّا، إلا أنها أقرب للإدراك بما فيه الكفاية إذا ما نظرنا لها بصورةٍ أشمل، وأكثر نسبيةً".

وقد وقع الاختيار على المؤلفة الروائية أليف شفق، صاحبة روايات "لقيطة إسطنبول"، و"قواعد العشق الأربعون"، وآخر أعمالها "بنات حواء الثلاثة" لتكون بذلك الكاتبة الرابعة التي تنضم للمشروع، وتصف كاتي بيترسون سبب اختياره أليف شفق: "بأن أعمالها تتخطى أو تُذيِب الحدود الثقافية والجغرافية والسياسية والأيديولوجية والدينية والروحانية، وتحتضن عددًا كبيرًا من الأصوات، تسلسُل سردها للقصة ساحر وعميق، يُوجِد رابطًا بين الأشخاص والأماكن، ويُرسِل إشارة أمل في الوقت المناسب".

تقول أليف شفق إنها تشرفت بالانضمام لآتوود، وميتشل، وسيجون في هذا المشروع، وتقول: "إنه مشروع غير عادي، فقد وضعوا الكثير من الأفكار والمشاعر في هذا المشروع - والكثير من الإيمان كذلك"، وتُضيِف: "إن فكرة كتابة نص على أمل قراءته في المستقبل، بالنسبة لي، بمثابة كتابة رسالة وإلقائها في النهر. لا تعلم إلى أين ستذهب، أو من سوف يقرأها - إنك تؤمن بمرور الوقت فحسب".

كما أشادت أليف شفق بالانفتاح الدولي للمشروع، حيث تم اختيار كُتّاب من كندا والمملكة المتحدة وأيسلندا والآن تركيا قائلةً: "إنه مشروعٌ عالمي، في الوقت الذي تُوجَد فيه الكثير من الانقسامات في العالم"، وأشارت لما قاله أحد المنظمين إنه مشروع يُشبِه شجرة العائلة، وعلقت لقد أعجبني ذلك التشبيه كثيرًا.

يتم اختيار المؤلفين من قبيل الثقة بمساهماتهم البارزة في الأدب والشعر وقدرتهم على جذب خيال هذا الجيل والأجيال القادمة، وطول الأعمال الأدبية التي يكتبونها هو أمرٌ متروكٌ لهم حسب نوعها كأعمال.

وقالت أليف شفق إن كتابة النص - الذي بدأت بالتفكير فيه ولكنها لم تكتُب شيئًا منه بعد - سيكون تحديًا كبيرًا، "ربما أكتُب شيئًا في الروايات الخيالية والواقعية، أريد أن تكون ذات معنى بالنسبة للأشخاص الذين سوف يقرأونها في المستقبل، ربما نوع ما يعكس مخاوف عصرنا... شيئًا ما يمنحهم الشعور وكأنهم يعيشون في هذه الأوقات"، وتابعت: "عندما تكتب فأنت تخاطب أشخاصًا لن تلتقي بهم أبدًا، ولكن في الوقت نفسه تكتب لنفسك أيضًا، لذلك تشعُر بطريقةٍ ما وكأنه مشروع شخصي جدًا، حميمي، أنت لا تفكر في رد الفعل، فقط تكتُب ما تشعر به، تكتب لأنك تؤمن بما تكتب، وهذا هو الجوهر من هذا المشروع".

إليف شفق: عندما تكتب فأنت تخاطب أشخاصًا لن تلتقي بهم أبدًا، ولكن في الوقت نفسه تكتب لنفسك أيضًا

وستُقدم أليف شفق مخطوطاتها خلال الاحتفال المنعقد بالغابة في حزيران/يونيو المقبل، وسُيعقد هذا المؤتمر، جنبًا إلى جنب مع أعمال أتوود، وميتشل، وسيجون وجميع الأعمال المستقبلية المساهمة، وسيتم ذلك في غرفة في المكتبة العامة الجديدة ديتشمانسك التي ستُفتتح في عام 2019 في بجورفيكا، أوسلو. وستظل محتوياته سِريةً حتى عام 2114، عندما تتم طباعة تلك المختارات.

اقرأ/ي أيضًا: الصفحة الثقافية وسؤال الجدوى

وقال أتوود عن المشروع: "من الغريب أن أُفكر في صوتي - بعد فترة صمت طويلة - يتم إيقاظه فجأة، بعد 100 عام. ما هو أول شيء سوف يقوله هذا الصوت، كدليلٍ غير متجسد ترسمه إحدى الأيادي من خلال فتح المخطوطة والوُلوج إلى الصفحةِ الأولى؟". وفي الوقتِ نفسه، وصف ميتشل المشروع بأنه تصويت الثقة؛ على الرغم من الظلال الكارثية التي نعيش فيها، سيظل المستقبل دائمًا مكانًا مشرقًا مُستعِدًا وقادرًا على إكمال المساعي الفنية التي بدأها شعب مات منذ أمدٍ بعيد".

 

اقرأ/ي أيضًا:

رواية "أثر على أثر".. تقلبات روسيا المعاصرة

"المكشوف والمحجوب".. التاريخ كصراع بين العري والاحتشام