07-فبراير-2020

هوارد هودجكين/ بريطانيا

1

‏لديّ ثلاث قصائد

لم تكتمل

كتبتها على عجالة

قبل أن ترتدي ملابسكِ

وتغادري الفندق

اليوم بينما كنتُ أتصفح كتاباتي

فتحت المسودة

وقرأت الثلاث قصائد

دفعة واحدة

لا أعرف

شعرتُ بأنكِ على حق

فالمرأة عليها أن تغادر القصائد

إذا لم يوصلها شاعرها للخاتمة.

 

2

‏في كل مرة

أكتب فيها نصًا طويلًا

أغلق النوافذ

أشعلُ سيجارة

وأضعكِ أمامي

في قصيدة مُتحركة

أترككِ ترقصين حافيةً

على أرضية ملساء فارغة

أخفيكِ في استعارة

وأجعلكِ تتوارين خلف الدخان

أقتبس حركاتكِ كلها

إيماءاتكِ

وشعركِ المتروك في الهواء

أثمل..

وعندما أنتهي

أحذف النص.

 

3

‏لا تُسقطيني من يدكِ

فأنا حبةُ كرزٍ هشة.

 

لا تقولي بأنكِ حزينة

ففيَّ من الحُزنٍ ما يكفي لإحباط بلدة كاملة.

 

لا تغادري قبل أن أبكي أمامكِ

فأنا لم أتعلم السباحة.

 

ولا تكترثي بي أكثر

فخيباتي كثيرة

وغيابكِ لا يموت.

 

4

‏لا أؤمن بالخوف

الخوف قرينّ اللاشيء

واللاشيء ليس موجودًا

ليحدث.

 

5

‏أفرطتُ في التأملِ

حتى صرتُ أحيانًا

أرى وجهكِ في فنجان القهوة

أتركُ الملعقةَ تدورُ في الفنجان

وأنسى أني طلبتُ القهوةَ بلا سُكر.

 

6

‏أنا لا أكبر

أمي مَلّت من ولادتي

تركتني معلّقًا

أولد كل يوم

وأصرخ

بحاجة مريرة لفهم هذا العالم..

أستطيع أن أعبر الحياة وحدي

بلا مخاوف

ولا انكساراتٍ إضافية

أستطيع أن أخفي وجهي

وأمضي إلى مكان مظلم

لأبكي طوال الليل

دون أن يعرف أحد!

أستطيع أن أموت كل يوم

دون أن أعرف أنا

لماذا أموت؟!

 

7

‏دون قصد

أعثرُ عليكِ

على الطريق السريع.

 

دونَ قصد

ألوّحُ لكِ

كمحاولة أخيرة للنجاة.

 

دون قصد

لا تتوقفينَ لنجدتي.

 

ودون قصد

أضرب بقدمي علبة العمر الفارغة

كمحاولة أخيرة

لتسجيل هدف في شِباك الخيبة!

 

8

‏أيمكنُكِ المجيء

في هذه الساعة

فلا جدوى من كُل هذا الوقت

الذي يمرُ بلا حبيبة

حيثُ لا أحد في المقهى

سوى شاعر

يحاول انتشال قهوتهِ

من يدِ النادل.

 

9

‏وإنني ألوكُ الألمَ في فمي

وأتذوقُ قسوتَه

كُلَ يوم.

كما لو أنني كائنٌ يقتاتُ على الحُزن

كما لو أن الحُزنَ وجبة دسمِة

وعليّ ابتلاعها على الفور.

 

10

‏آتيني سُبلَ الوقت

كي أحبكِ أكثر..

كي أحمل قلبي

وأمشي به حذِرًا

في طُرقاتكِ..

 

آتيني سُبلَ الوقتِ

كي أحبكِ أكثر..

كي أُريحَ قلبي

ولو لبرهةٍ

عند محطةِ انتظاركِ.

 

آتيني سُبلَ الوقتِ

كي أضُمكِ

كي أُفتِتَ حُزنكِ

كي أواسي انكساركِ

 

آتيني سُبلَ الوقت

لأوقدَ شمعةً

أطوي بها ظلامكِ..

 

11

‏كان من الممكن أن تقولي لي نعم

لآخذك من يدكِ

ونمشي بلا رجعة.

 

كان من الممكن أن تكفي عن البكاء

وتقولي لي أنكِ خائفة

لأقول لكِ ستكونين على ما يرام

 

كان من الممكن أن نمشي معًا

ونقف على باب الليل

لتقول لنا العتمة مرحبًا

 

كان من الممكن أن يحدث ذلك

قبل أن ترحلي

وقبل أن أسمح لكِ بالرحيل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وجوه غائمة

من حجر وإلى حجر