وافقت دولة قطر على العمل على إمداد ألمانيا بالغاز الطبيعي المسال. وفي هذا الصدد أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الذي زار الدوحة الأحد أن بلاده دخلت في شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة مع الدوحة، وذلك ضمن مساعي أكبر اقتصاد في أوروبا إلى تقليل اعتماده على الإمدادات الروسية من الطاقة، خاصة عقب الحرب الحالية على أوكرانيا وتأثر إمدادات الطاقة عالميًا ما أدى إلى زيادة الأسعار.
أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الذي زار الدوحة الأحد أن بلاده دخلت في شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة مع الدوحة
وبحسب وكالة بلومبرغ، فقد قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن حكومته تخطط لتسريع بناء محطتين لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر، وذلك بعد سنوات من التردد الذي أعاق مبيعات الغاز القطري لألمانيا وأوروبا. فعلى الرغم من كون قطر أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم فإن معظم غازها يباع بموجب عقود توريد طويلة الأجل إلى بلدان في آسيا. ويمكن تحويل 10% إلى 15% فقط من الغاز الطبيعي المسال القطري في غضون مهلة قصيرة إلى أوروبا، وستحتاج زيادة نسبة التوريد إلى إذن المشترين المتعاقدين لإرسالها إلى أوروبا.
وتنفق قطر ما يقرب من 30 مليار دولار لزيادة طاقتها الإنتاجية بنسبة 50%، ومن المتوقع أن تكون مستعدة في العام 2025 لتغطية المزيد من احتياجات أوروبا من الغاز، "لتحل إمداداتها في الأمد القصير محل الإمدادات الروسية"، حسب تصريح لوزير الاقتصاد الألماني.
ووفقًا لبيان مشترك بين الجانبين القطري والألماني فإن "الكيانات التجارية الخاصة بهما ستعقد اجتماعات متكررة وتقدم عروضها بشأن إمدادات الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل من قطر إلى ألمانيا". وحول هذا المسار المتقدم قال وزير الاقتصاد الألماني هابيك على تويتر: "الآن الأمر متروك للشركات لتوقيع العقود".
وكان الوزير الألماني والوفد المرافق له التقى بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعلن عقب اللقاء أنه تم الاتفاق "بشكل رائع" على الدخول في شراكة طويلة المدى في مجال الطاقة بين بلاده وقطر، متابعًا القول "اكتسب اليوم زخمًا قويًا"، مشيرًا إلى أن دعم أمير قطر كان قويًا على نحو كبير وبشكل أقوى مما كان متوقعًا.
وفقًا لبيان مشترك بين الجانبين القطري والألماني فإن "الكيانات التجارية الخاصة بهما ستعقد اجتماعات متكررة وتقدم عروضها بشأن إمدادات الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل"
وأضاف وزير الاقتصاد الألماني أنه يعتزم فتح مجالات أمام الاقتصاد الألماني في قطر، مثل التوسع في الطاقات المتجددة وكفاءة الموارد ومجال التقنيات الطبية. يشار إلى أن برلين تحصل على ثُلُثي غازها الطبيعي ونصف فحمها وحوالي ثلث نفطها من روسيا، وفي محاولة أخرى لتنويع مصادر إمداداتها من الطاقة، تفكر ألمانيا والنرويج في بناء خط أنابيب هيدروجين لتقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية. وتواجه ألمانيا تحديًا لإجاد بدائل قصيرة المدى للغاز الروسي هذا العام، على الرغم من أنها لا تمتلك أي محطات استيراد غاز طبيعي مسال خاصة بها بعد سنوات من الجدل حول ما إذا كانت ضرورية.
