27-يونيو-2016

من المباراة (باتريك سولارز/ أ.ف.ب)

لم تسر رحلة الماكينة الألمانية بمنحنى واحد خلال يورو 2016 حتى اللحظة، فبعد الفوز بأداء غير مقنع على أوكرانيا بهدفين مقابل لا شيء، وتعادل سلبي عسير مع بولندا، جاء الفوز على أيرلندا الشمالية ليعيد المنتخب الألماني إلى موقعه الطبيعي، فالنتيجة لم تعكس الأداء المميز للمانشافت في تلك المباراة، ولم تنتهِ بهدف دون مقابل سوى بسبب إبداعات حارس أيرلندا الشمالية مايكل ماكغوفرين.

أثبت صاحب الـ 30 هدف في 68 مباراة ماريو غوميز، أن دوره بات أكثر من مجرد خيار طارئ

لكن المباراة التي حكمت اقتراب ألمانيا من الكمال كانت في دور الـ 16 بمواجهة المنتخب السلوفاكي، فمنذ انطلاق المباراة حتى نهايتها تحكمت ألمانيا بكل تفاصيل المباراة وقدمت أفضل أداء بالبطولة قُبيل مواجهتها المرتقبة مع الفائز من إيطاليا وإسبانيا في ربع النهائي.

اقرأ/ي أيضًا: 5 أمور مثيرة للجدل شهدتها بطولة كوبا أمريكا

تفوق ألمانيا جاء بثلاثة مفاتيح رئيسية، وكان أبرزها إسقاط ماريو غوتزه من التشكيلة. فمنذ هدفه الحاسم في نهائي كأس العالم 2014 مرت سنتان أوصلتا مسيرة غوتزه إلى نهاية سيئة. فاللاعب الذي انتقل إلى بايرن ميونخ مقابل 30 مليون باوند بات خارج خيارات بيب غوارديولا إلا أن المدرب الألماني يواكيم لوف منح كل الثقة الممكنة في يورو 2016.

أشرك لوف غوتزه كرأس حربة في بداية اليورو ومن ثم لعب كرقم 9 في مواجهة أيرلندا الشمالية، إلا أنه خرج في الدقيقة 55 وفشل بإضافة أي شيء للفريق. وفي المباراة الأخيرة في ثمن النهائي لم يُشرك المدرب الألماني غوتزه أساسيًا مفضلًا عليه جوليان دراكسلر الذي نجح بصناعة الهدف الثاني للفريق.

بعد فشل غوتزه لجأ لوف لماريو غوميز كرأس حربة صريح، وهو التكتيك الذي اعتمد عليه لوف في السنوات الأربع الأخيرة بوجود ميروسلاف كلوزه. فصاحب الـ 30 هدف في 68 مباراة مع المنتخب أثبت أن دوره بات أكثر من مجرد خيار طارئ، وبات يلعب دورًا محوريًا في هجوم الفريق حيث يشكل نقطة ارتكاز لتمريرات زملائه حيث يسمح له طوله بالوصول إلى الكرات الهوائية وتمريرها بسهولة كذلك هو حاضر في جميع الأوقات ومتحرك داخل المنطقة مما يمنح الأجنحة ولاعبي الوسط حرية أكبر عند استلام الكرة.

اقرأ/ي أيضًا: ويلز.. الرابح الأكبر من يورو 2016

أرعبت ألمانيا، بل بثت الرعب في قلوب الجميع بعد الأداء المذهل الذي قدمته أمام سلوفاكيا

أما نقطة الارتكاز الثالثة للمنتخب فكانت جيروم بواتينغ، فالمدافع الألماني يثبت سنة بعد الأخرى جدارته بمركز أساسي في بايرن ميونخ والمنتخب الألماني، وبعيدًا عن الهدف الرائع الذي سجله ومنح المانشافت التقدم، يساهم بواتينغ بقوة ببناء الهجمات، بإجادته التمريرات المتقنة بقدميه على السواء، كذلك حرفية لعبه للتمريرات الطويلة خلف رؤوس لاعبي الوسط، ينافسه على هذه الشيمة المدافع الإيطالي بونوتشي، وهو ما يجعله نقطة قوة كبيرة في تركيبة 3-5-2 للمنتخب الألماني.

يمكن القول بطمأنينة واسترخاء أن ألمانيا أرعبت، بل بثت الرعب في قلوب الجميع بعد الأداء المذهل الذي قدمته أمام سلوفاكيا، ورفع مستوى التحدي المرتقب أمام إسبانيا وإيطاليا إلى مكان آخر، وربما يمكن القول إن من سيعبر معركة النجوم سيكون الأقرب للظفر بالتتويج على العرش الأوروبي.

اقرأ/ي أيضًا:

 سقوط التكنولوجيا في ليلة انهيار البرازيل

لماذا لا يتابع اللبنانيون يورو 2016