08-ديسمبر-2018

تعكس لعبة السلك الحديدي الإلكترونية معاناة اللاجئين (رويترز)

من الاستغلال السياسي إلى الاستغلال الإعلامي إلى أنواع شتى من الاستغلال للاجئين الذين باتت قضاياهم حول العالم أمرًا يؤرق ضمير الإنسانية، خاصة في ظل انتهاك عالمي ممنهج لحقوقهم في كل بقاع الأرض تقريبًا، إنهم مثلًا محاصرون بين الولايات المتحدة وبلدانهم في خيام ويحيط بهم المحيط من ناحية وجيوش ترامب المدججين من ناحية أخرى، وهم على حدود أوروبا يعانون التهميش وندرة الفرص وصعوبة التأقلم، وانتهاكات لحقوقهم أيضًا، وهم في منطقتنا العربية يعانون اتنهاكات وتمييز لا نهائيين.

لطالما أراد اللاجئون أن يكونوا مرئيين بالنسبة للعالم كبشر وليس كشريط أخبار نزق يتحرك بسرعة تحت مذيع مرهق في أخبار التاسعة

لطالما أراد اللاجئون أن يكونوا مرئيين بالنسبة للعالم كبشر وليس كشريط أخبار نزق يتحرك بسرعة تحت مذيع مرهق في أخبار التاسعة. ابتكر اللاجئون حول العالم كل الطرق غير التقليدية، لتصبح مآسيهم مرئية حول العالم، و ليخاطبوا الآخرين متجاوزين حدود اللغة، من تلك الطرق أن يتم تحويل رحلة عذاب لاجىئ إلى لعبة إلكترونية.

سلك شائك.. حكاية لاجىئ لا يصل!

في لعبة اللاجئ، أو المهاجر على اللاعب أن يجتاز ثلاث مستويات، أولها الفرار من الحرب في بلده، ثم عليه مواجهة تحدي الشرطة التي تقتحم خيمته، وآخرها "الأكثر رعبًا" هو عبور نهر وهو يتفادى جثث من سبقوه وفشلوا.

اقرأ/ي أيضًا: لاجئون على الطريق

عدة رسائل تحملها اللعبة للاعبيها، إحداها أن اللاعب لا يملك سوى روح واحدة كما في الحقيقة تمامًا. اللعبة تسمى Razor Wire  أو السلك الشائك بالعربية. كباحث عن القصة على الإنترنت أو حتى كقارئ عادي، إذا قمت بالبحث باستخدام ريزور واير أو السلك الشائك فإنك ستتعثر  في كثير من القصص المأساوية عن لاجئين تحدوا السلك الشائك أو تحداهم. القصص في جميع أنحاء العالم من أقصى يمين الكرة إلى أقصى يسارها.

على أي حال، فإن الفوز في اللعبة لم يكن أحد أهداف مصمميها كما تحكي رويترز، كما أن الطريقة التي صُممت بها ليس من بين أهدافها إبهار محبي ألعاب الكومبيوتر القدامى.

اللعبة في الأساس مشروع لمجموعة سلوفينية لحقوق الإنسان تأمل أن تزيد من خلالها الوعي بالمحن التي يواجهها المهاجرون واليأس الذي يصيبهم، وأن تساعد في حملة لإقناع الحكومة بتفكيك سياج على الحدود بين سلوفينيا وكرواتيا.

اللعب الالكترونية التي لطالما وُصفت أنها نوع من المسكنات أو الملهيات عن الواقع، تتحول اليوم إلى أداة توضيحية عن مآسي المهاجرين

ماجا سيمرمان مديرة مشروع "اليوم هو يوم جديد" تقول عن هذا السياج الحدودي، أنه قائم على الحدود السلوفينية منذ ثلاثة أعوام، ويبدو الأمر وكأننا توقفنا عن الاهتمام.. يبدو الأمر وكأننا قبلنا وجوده كأمر واقع". في هذا السياق لا يبدو أن هذه اللعبة هي الأولى من نوعها ولكن كيف؟

عبد الله يصمم لعبة تحاكي طريقة هروبه من سوريا إلى النمسا

في العام الماضي نُشرت قصة الشاب عبد الله كرم السوري البالغ من العمر 21 عامًا، الذي صمم لعبة يحاكي فيها قصة هروبه من سوريا إلى النمسا.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم الثمن.. استغلال رخيص للاجئين السوريين في مصر

كانت لعبته تسمى Path out  أو ما يعني بالعربية طريق الخروج، يقوم فيها اللاعب بدور عبد الله حيث يواجه تحديات عاش عبد الله أغلبها في طريقه إلى النمسا، تتخلل اللعبة توضيح جوانب يفرضها السياق وتبرهن على أن هناك إنسانًا وراء القصة وأنه عايش فعلًا الأحداث التي تعرضها اللعبة.

تدعم شركة كوسا كريشنز في مدينة كارلسروه اللعبة، وتتخصص هذه الشركة في الألعاب التي توصل رسائل اجتماعية، حيث تحتوي اللعبة على مقاطع توضيحية عن بعض جوانب الثقافة الشرقية.

اللعب الالكترونية التي لطالما وُصفت أنها نوع من المسكنات أو الملهيات عن الواقع، تتحول اليوم إلى أداة توضيحية عن مآسي المهاجرين، التي صنعها ويصنعها العالم كل يوم ثم تتبرأ منها سلطاته الرسمية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

معنى الذلّ

لاجئة سورية سرقت 1000 يورو!