05-نوفمبر-2015

يمكن اعتبار اللعب لأكثر من ساعتين في اليوم سلوكًا طبيعيًّا (Getty)

"التكنولوجيا تقلب الموازين"، وهي بالفعل كذلك حيث أنها تغيّر القواعد وتجعلها منقلبةً رأسًا على عقب دون أي إنذار أو تنبيه. ولكن هل من الممكن أن يحمل الإدمان منافع؟ في الحقيقة، قد تكون الإجابة بسيطة وسريعة ولكن مع التكنولوجيا والأجهزة الذكيّة بات كلّ شيء يتطلب الكثير من التفكير والتوقف عند أدق التفاصيل والحالات، حيث أن العديد من الإصدارات التكنولوجية باتت جزءًا أساسيًا في حياة الكثير بالمجتمع أهمّها ألعاب الفيديو التي أصبحت الصديق اليومي للصغار والكبار.
بداية، استقرت بعض الدراسات الأكاديمية على اعتبار إدمان ألعاب الفيديو مرضًا نفسيًّا يتطلب ساعتين متتاليتين من الاستخدام، وهو ظاهرة اجتماعية بدأت بالانتشار بمختلف أنواعها وأشكالها، وكثرت الأقراص التي تحتوي على هذه الألعاب حتى إنها لا تعد بالمئات.

ساعتان من اللعب تحمل المنافع

ومن ناحية مقابلة، توصلت بعض الدراسات العلمية والجامعية إلى اعتبار ساعتين أو ثلاثًا من اللعب المتواصل في اليوم -وهو الإدمان وفقًا لعدد من الدراسات- ثروة حقيقية تحمل منافع عديدة للمستخدم، أهمّها يطال العقل والقدرات الذهنية.
فقد أشارت دراسات مختلفة إلى أن لألعاب الفيديو أثرًا كبيرًا على تحسين  النظر والرؤية لاسيما في الألعاب الحربية وتحديدًا عند إطلاق النار، مضيفةً أنها تساهم في تحسين قدرات المصابين بالجلطة كما أنها تنشط العقل وتمنح قدرات إضافية بالتفكير والحركة.

أشارت دراسات مختلفة إلى أن لألعاب الفيديو أثر كبير على تحسين  النظر

ولجهة الأطفال، فتساهم ألعاب الفيديو بالتغلب على الصعوبات التعليمية ومساندة مرضى السرطان عبر زرع بذور الطاقة الإيجابية لديهم، عدا عن تعزيز قدرة الأطفال على الحركة.

وتعتبر الدراسات أنه يوجد الكثير من المنافع النفسيّة أبرزها التخفيف من التوتر والاكتئاب، خفض الشعور بالألم إذ تساعد على الاسترخاء، إبطاء عملية الشيخوخة.

ومن الناحية المادية للمستخدم، أشار الشاب الأردني عدي (خمسة وعشرين عامًا) ، في حديث إلى موقع  "الترا صوت"، إلى أنه يوجد إقبال كبير على مباريات ألعاب الفيديو خصوصا لعبة "فيفا" وكأنك على ملعب حقيقي تنافس وتصارع من أجل اللقب والجوائز المالية.

 اقرأ/ي أيضًا: GTA5.. تحريض على (اللعِب) العنف

الإدمان لن يحمل المنافع

وفي سياق مناقض لما تقدّم، اعتبرت المرشدة الاجتماعية والمتخصصة في علم النفس لانا قصقص، في حديث خاص إلى موقع "الترا صوت"، أنه "بالمبدأ لا يوجد أي منفعة من الإدمان"، موضحةً أن "جميع الدراسات التي تشير إلى المنافع قد تكون صحيحة إلى حدّ كبير، فألعاب الفيديو ليست فعلًا ضارًّا بالمطلق ولكن لا يمكن الأخذ بالدراسات التي تعتبر ساعتين من اللعب هو إدمان.

فرأت قصقص أن "الإدمان هو عبارة عن سلوك اعتيادي مرضي على أمر أو تصرف معيّن بحيث يصبح الشخص تحت تأثيرها في كل سلوكيات حياته اليومية ولا يستطيع ولا حتى يتخيل الاستغناء عنها"، مشددةً على أن "الأمر ليس بعدد ساعات بقدر الأثر الذي يترتب على شخص المستخدم ومدى عرقلة حياته وعدم القيام بالوظائف الأساسية من أجل اللعب، كأن يتخلى الطفل عن واجباته المدرسية، تناول الطعام، أو ابتعاد الشاب عن أصدقائه مثلًا".

ألعاب الفيديو لها منافع عديدة إذا تم ضبط الاستخدام

وأشارت إلى أنه "بعيدًا عن إطلاق الوصف الخاطىء للإدمان، فهي تجد بألعاب الفيديو منافع عديدة إذا تم ضبط الاستخدام"، كاشفةً أنها "تمارس هذه العادة نظرًا للمنافع العديدة التي قد تحملها للعقل ولاسيما بالنسبة للأطفال الذين قد يأخذوا منها الكثير من الإيجابيات، ومنها: التحفيز وتعزيز الثقة بالنفس عبر تخطيّ المراحل وكسب النقود الافتراضيّة، تعزيز القدرة على التفكير ووضع الاستراتيجيات، قبول فكرة الخسارة والربح، عدم الخوف من التحديّ والدخول في المخاطر".

وعليه، يمكن اعتبار اللعب لأكثر من ساعتين في اليوم سلوكًا طبيعيًّا يحمل الكثير من المنافع ولكن  تبقى الوقاية خير من ألف علاج، ممّا يتطلب من المستخدم  نفسه أو العائلة الانتباه إلى هذا السلوك وضبطه، فبكل شيء يوجد النافع والضّار وحتى القمر له جانب مظلّم.

اقرأ/ي أيضًا:

ألعاب الحرب.. الدعاية الأمريكية أم خيالها؟!

رسميًا.. إدمان ألعاب الفيديو "اضطراب عقلي"!