06-أكتوبر-2016

مقطع من لوحة لـ بدر محاسنة/ الأردن

كان الشر يومًا أقوى من الخير، وما زال..

يواسي الضعفاء أنفسهم بالقول إن الجبابرة الأشرار لا تلبث أن تغمض أجفانهم بعد عراك مضن مع كوابيس اليقظة، حتى تطاردهم كوابيس الأحلام أثناء الليل فلا يهنؤون بنومهم.
وهل تنام أنت مرتاح البال أيها الضعيف؟
أنت ضعيف وأبله، أو ضعيف ومخادع.. تخدع ذاتك!

ألست أنت أنت من يكابر أمام الناس ويتصنع البسمة إخفاء لحزنه؟
ألا تتأوه صباحًا ومساء؟
ألا تتقلب في مضجعك كل الليل؟
ألا يؤلمك العالم؟ 
ألا تؤلمك الحياة؟ 

ألا تملأ الدموع قلبك حين تحاول أن تظهر قوتك وتماسكك أمام الناس خلال نهارك العارم بالضجيج مثل جبل لا تضير ثباته العواصف العاتية، وفي حقيقتك أنت يابس وهش مثل ورقة خريف، تطلع عليك الشمس تحت شجرة على جبل، وتمسي عليك بين الوديان بعد أن تلاعبت بك وحملتك الريح إلى هناك؟

ألا تتهرب بعينيك دائمًا من عيني أمك لكي لا ترى ما فيها من حزن دفين؟

ألا تنتظر ساعات الخلوة بشوق طوال اليوم لتسكن إلى حزنك وتشكو لنفسك ما بنفسك؟

أيها المغضوب عليك منذ الأزل وحتى الأزل،
أيها الإنسي المسكين، يا ضحية القدر منذ أن اختارك للحياة..

هل كنت ستوافق لو خيرت أن تكون دمية بيد القدر ليلعب بك لعبته التي لن تفهمها مهما حاولت؟
هل كنت ستختار إن خيرت غير العدم؟

ألا تموت كل ليلة حسرة؟ 
حسرة على ما لم يكن وما لن يكون..
أنت تموت كل يوم بكاء على أحلامك التي لم تتحقق، وعلى أحلامك التي لن تتحقق. 
ألم يملأ الحزن ماضيك الذي كان يومًا مستقبلك؟
ألا يعني لك ذلك شيئًا؟

عندما كنت طفلًا كنت ترسم في خيالاتك مستقبلك الهادئ في بلد وادع وبين أناس أطياب تحبهم ويعيدون إليك الحب بالحب، وما زلت على هذه العادة السخيفة كأنك أحمق لا تتعلم، فيجيء المستقبل صافعًا إياك على خدك صفعة يظن من يراك حينها بأنك لن تقوم منها أبدًا. مستقبلك الذي صار ماضيك، وحاضرك جاء وسخر منك ومن أحلام سذاجتك. لقد سحقك تحت قدميه كالمارد يسحق قزمًا، ثم نظر إليك بعينيه الغاضبتين وملامح وجهه الحادة الجشعة وأنت مستسلم بين قدميه راجيًا إياه أن يكف، فيصرخ بوجهك أن عليك أنت أن تكف عن تفاهاتك، عليك أن تكف عن الأحلام!

اقرأ/ي أيضًا:

كبئرٍ جفّ ماؤه باكرًا

علم نحو الخبز