25-مارس-2022
عبود سمعو

اللوحة لـ عبود سمعو

1

ظنّوا أنّها حلوى

مضغوا المسافةَ واسترسلوا فيها

قالوا سنرجعُ...

وقدْ صدَّقتْهمْ خُطاهمُ والطريقُ

وأنا بطبعي لا أُكذّبُ رغبةَ الأطفالِ والعشّاقِ حين يُفْلِتونَ طَرَفَ ثوبِ الأغنياتِ

 

قالوا سنرجعُ...

حينَ يشربُ العصفورُ من فمِ الصّيّادِ

وألّا يصيبَ تطورٌ في الدِّلالةِ بعضَ المفرداتِ

فنجان قهوتنا، بساطُ الريحِ،البالون في يدِ الطفلةِ، واسمُ فلسطينَ كذلكَ.

قالوا سنرجعُ..

حينَ يشقُّ النّدى"زيجَ" البنفسجِ في الصباحِ

وحينَ يَفُلُّ الحديدَ القُبل.

 

2

أدرّبُ كلابَ الذّاكرةِ على النّومِ باكرًا

 

أمسحُ فراءها الداكنة

أقرأُ لها قصص تشيخوف

فتتثاءبُ مثلَ قططٍ فوقَ أريكةٍ

أمامَ مدفأةٍ في بيتِ أرستقراطيّ

أُقسّمُ الزّادَ بيننا بالتساوي

أُريدُها أنْ تتعلّمَ المواءَ في أقرب وقتٍ ممكنٍ

نُبَاحُها يعضُّ أُذُنَ وحدتي

نضعُ أذْرعنا على أكتافِ بعضٍ ونركضُ

في شوارعِ بيروتَ الخاوية

خلف أمسنا

نقرعُ الأبوابَ ونهربُ

بأعوادِ الحور الطريّة نصطادُ الخفافيشَ

ونشتهي رائحةَ بواعثِ عرباتِ "الدّيزل"

ننقشُ أسماءنا على قبورٍ رومانيّةٍ

غطّاها الترابُ ولم تنْدثرْ

نَطْلِي أظافرَ بؤسِنا ببتلةِ أشجار الشّفلّح الأرجوانيّة

ونضحكُ

كلّما أفرغتْ شاحنةٌ حمولتها

ونبكي على رغيف الخبز

 

3

رنّةُ الإبرةِ

في الضوضاءِ أسمعُها

وأعجبُ كيف لا ترى أُذُني

صوتَ سُعالِ الغيمِ

في كانون

 

لي عينانِ تقرآنِ في المدى شفاهَ البرقِ

فينسكبُ المطر

أسألُ وأُلحُّ أكثر في السؤالِ

فيجيء صمتُكِ من خلفِ اللثامِ مُبلّلًا

فلا عيني تتهجى

ولا أذني يسعفُها النظر

وأظلُّ أبحثُ عن جواب.