17-أكتوبر-2022
هواتف قديمة

تشكل النفايات الإلكترونية أزمة بيئية خطيرة (Getty)

عندما تملأنا بهجة شراء هاتفٍ جديد، لا يكون هناك متسعٌ في البال للتفكير بسؤالٍ بسيط: ماذا سنفعل بهاتفنا القديم، وماذا سيكون مصيره؟ 

20% فقط من النفايات الإلكترونية عالميًا يتم جمعها لأغراض إعادة التدوير، في حين يتم التخلص من الباقي بطرق غير سليمة ومضرة بالبيئة 

السواد الأعظم منّا، إن لم يحظ بفرصة سهلة للبيع، سيترك هاتفه القديم مرمياً هنا أو هناك، أو منسياً في درجٍ أو كراتين قديمة، وفي النهاية يكون مصيره سلة المهملات. وإن كان هذا حالك، فهاتفك لن يختلف مصيره عن مصير 5.3 مليار هاتفٍ آخر وفقاً لـ"منتدى معدات المخلّفات الإلكترونية والكهربائية" (WEEE) الذي يقدّر أن ما يقارب 5.3 هاتف تحوّلت إلى مخلّفات في عام 2022 فقط. 

ومعظم هذه الهواتف التي تتوقّف عن العمل ويلقيها الناس في القمامة يكون مصيرها في النهاية إما مكبات النفايات أو الحرق، وهو ما يكوّم كميةً هائلةً من المخلّفات التي تحتاج إلى كميةٍ كبيرةٍ من الطاقة والموارد لمعالجتها بالمقابل.

أطلقت المنظّمة هذا الرقم الصادم في محاولةٍ منها لتسليط الضوء على هذه الظاهرة الضارة بالتزامن مع يوم المخلّفات الإلكترونية الذي يوافق 14 تشرين الأول/أكتوبر. وكان شعار المنظّمة لحملتها لهذا العام "أعد تدوير كل شيء، كبر حجمه أو صغر" (Recycle it all… no matter how small).

مكب نفايات في أفريقيا

وقال "باسكال ليروي" المدير العام للمنظّمة أن التركيز في حملة هذا العام على الأغراض الصغيرة "لأنه من السهل جداً أن نراكم هذه الأشياء المهملة غير المستخدمة في منازلنا أو أن نرميها ببساطة في سلة مهملاتٍ عادية. ولا يدرك الناس أن هذه الأغراض التي قد تبدو عديمة النفع لها قيمةٌ كبيرة، وأنها تتحوّل إلى كمياتٍ هائلة على مستوى العالم."

وتقول المنظّمة محاولةً تصوير ضخامة هذا الرقم، أننا لو أخذنا معدّل عمق الهاتف المحمول الذي يبلغ 9 مم، وقمنا بتكويم الـ5.3 مليار هاتف فوق بعضها البعض، فسوف نبني برجاً طوله 31 ألف ميل (تقريباً 50 ألف كم)، أي أنه أطول من المحطة الفضائية الدولية بـ120 ضعفاً، وسنستطيع بذلك أن نقطع ثمن الطريق إلى القمر.

ولا يعرف الكثيرون أن إعادة أشياء مثل هواتف المحمولة له فائدةٌ كبيرةٌ جداً، لأن المصنّعين يستطيعون استخدام ما فيها من موارد خام غير متجدّدة كالذهب والنحاس والفضة والبلاديوم، هذا طبعاً غير أجزائها الصالحة التي يمكن الاستفادة منها في تصنيع أجهزةٍ أخرى.

تحاول العديد من الدول فرض قواعد صارمة على عمليات التخلص من النفايات الإلكترونية 

كما قامت منظّمة IEEE بإجراء استفتاءً شمل 8,775 منزلاً في ستة دولٍ أوروبيةٍ مختلفة سألوا فيه الناس عن سبب الإبقاء على هواتفهم القديمة بدلاً من إعادة تدويرها أو محاولة إصلاحها، وقال 46% من الناس أنهم يُبقونها في المنزل لأنهم قد يستخدمونها مجدّداً في المستقبل، فيما قال 15% أنهم يخطّطون لبيعها أو إهدائها لشخصٍ ما، وكان هناك 13% ممن طُرح عليهم السؤال وقالوا أنهم يحتفظون بهواتفهم القديمة لما لها من قيمةٍ معنويةٍ بنظرهم، وقال 9% أنهم يعتقدون أنه قد يكون لها قيمةً في المستقبل، وأخيراً قال 7% أنهم لا يعرفون كيف يتخلّصون منها.