15-فبراير-2017

تظل المؤسسات المغربية الحكومية والخاصة عاجزة عن تأمين الشغل للشباب(فاضل سنا/أ.ف.ب)

في مجتمع يمثل فيه الشباب نسبة مهمة، تظل المؤسسات المغربية، الحكومية والخاصة، عاجزة عن تأمين متطلباتهم، فيما يخص توفير الشغل الذي يجنبهم ويلات البطالة. في هذا الإطار، كشفت دورية إخبارية، للمندوبية السامية للتخطيط، وهي مؤسسة أبحاث حكومية بالمغرب، أرقامًا صادمة، بخصوص حجم البطالة في صفوف الشباب، منذ أيام قليلة.

ارتفعت معدلات البطالة في المغرب حسب إحصاءات رسمية أخيرة مؤكدة أن أكثر من مليون ونصف دون شغل في سن ما بين 15 و24 سنة

إذ أعلنت المندوبية عن ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب خلال السنة الماضية، البالغين من العمر ما بين 15 و24 سنة، إلى 1.685.000 أي أكثر من مليون ونصف بمعدل 22.9%. وأكدت أن البطالة في صفوف الشباب، تتمركز أكثر في أوساط الإناث والمتعلمين والوافدين الجدد على سوق العمل، على المستوى الوطني، كما شملت أيضًا الفئة التي لا تتوفر على عمل وتتابع الدراسة أو التكوين المهني.

اقرأ/ي أيضًا: البطالة بين الشباب في الوطن العربي

وبلغت نسبة الشباب المغربي، دون عمل وغير المتمدرس حوالي 44%، في صفوف الإناث (1.319.000 شخصًا)، و11,7% في صفوف الذكور (366.000 شخصًا).

وأوضحت المندوبية، أنه من بين الساكنة، في سن التمدرس بالتعليم الثانوي التأهيلي، (15-17 سنة) 14,2% (300.000 شاب) لا يعملون ولا يدرسون ولا يتابعون أي تكوين. وسجلت المندوبية، في ذات التقرير، أن هذه النسبة تبلغ 24,6%، لدى الإناث (243.000 شخص) و5,1% لدى الذكور (58.000 شخص).

ومن بين الأشخاص البالغين من العمر 18 و24 سنة، تبلغ هذه النسبة 34,6%(1.385.000 شخص) و53,5% لدى الإناث (1.077.000 شخص) و15,5% لدى الذكور (308.000 شخص).

في نفس السياق، قالت مريم الزومي، باحثة في علم اجتماع، إن هذه الأرقام التي كشفت عنها مؤسسة رسمية، "تعتبر فعلًا أرقامًا صادمة ومخيفة". وأضافت الباحثة، خلال حديثها لـ"ألترا صوت"، أن "الشباب البالغ أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، والذين لا يعملون ولا يدرسون يعتبرون قنابل موقوتة تهدد المجتمع". مشيرة أن "من واجب الدولة أن تلتفت إلى هذه الفئة، وتهتم بمتطلباتهم، لأنهم مستقبل البلاد"، وتؤكد الزومي أن "أسباب البطالة يصعب تحديدها بشكل واضح ودقيق".

وتابعت حديثها لـ"ألترا صوت" في قراءة لهذه الأرقام: "قد تكشف هذه الأرقام أيضًا عن فشل المنظومة التعليمية بالمغرب، فهي منظومة تؤدي إلى ترك الكثيرين لمقاعد الدرس أو مواصلتهم التعليم لكن دون وظائف ودون تحضر لسوق الشغل".

اقرأ/ي أيضًا:

البطالة تدفع شباب الجزائر إلى الصحراء

"أسواق البطالين" في الجزائر.. عبقرية الحاجة