16-مارس-2022
الثورة السورية

"Getty"

أحيا سوريون الذكرى السنوية الـ 11 للثورة السورية التي انطلقت ربيع 2011 ضد بشار الأسد ونظامه، في وقت تعيش فيه المنطقة العربية والعالم واحدة من أكثر من المراحل دقة في القرن الحالي، مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية عالميًا، بالإضافة إلى زيادة منسوب التشاؤم في مباحثات فيينا بين إيران والمجتمع الدولي، وانهيار الحوار السعودي والإيراني، ما يشي بأن الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حبلى بتطورات خطيرة على المستويات كافة، لن يسلم الشعب السوري داخل البلاد وفي المنافي ومخيمات اللجوء من تبعاتها.

الثورة السورية

استخدم بشار الأسد آلته العسكرية لقمع الثورة السورية على امتداد السنوات وحتى اليوم، فأمعنت فيهم قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا، وتشابكت العوامل الداخلية والخارجية، وتدخّلت أجهزة الاستخبارات العربية والدولية، ما ساهم في تفريق الثوار وتشتيت أهدافهم، في وقت كان حلفاء الأسد يساعدونه في ارتكاب مجزرته الدموية بحق شعبه، في مقدمهم إيران وروسيا. الأخيرة منغمسة  الآن في حرب شاملة على جارتها أوكرانيا، تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والطيران لدكّ المنازل والأسواق والمراكز التجارية، ما يعيد إلى الأذهان دور الطيران الروسي في تدمير حلب وتهجير أهلها، انتقامًا من أهلها الذين انضموا إلى الثورة وطالبوا بإسقاط النظام.

الثورة السورية

تتزامن الذكرى الـ 11 للثورة السورية أيضًا مع أزمة اقتصادية خانقة تعيشها سوريا اليوم، في ظل ارتفاع جنوني في الأسعار، وإلغاء أو تعديل بطاقات الدعم للمواطنين، ما أدى إلى خروج أصوات رافضة للوضع المعيشي الخانق وخاصة في محافظة السويداء، في وقت بات شبح الجوع والفقر يخيم حتى فوق دمشق، ما يثبت أن بشار الأسد، وإن نجح في البقاء في السلطة نتيجة لتخاذل العالم، قد فشل بشكل ذريع في تنفيذ وعوده، وزجّ ببلاده بمحور يعاني الأمرين لمواجهة الأزمات الاقتصادية من طهران إلى بيروت مرورًا بدمشق.

بين الحنين والأسى .. هكذا تذكّر السوريون ثورتهم

الناشطون والمدونون السوريون المنتشرون في أصقاع الأرض، أعادوا إحياء ذكرى ثورتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمين وسم #الثورة_السورية بعدة لغات، وفي أبرز التعليقات في هذا المجال، نشر الناشط محمود زياد صورًا قال إنها تعود لتظاهرات نظمت اليوم في شمال سوريا، في الذكرى الـ 11 للثورة، مشيرًا إلى أن عشرات الآلاف خرجوا في حلب وإدلب بهذه المناسبة.

 ونشر الصحفي السوري قتيبة ياسين، مقطع فيديو يظهر مشاهد التظاهرات في سوريا ضد نظام الأسد وعلّق بالقول : " طوبى للراكبين برحلك "

وعلى صورة لتظاهرة حديثة في إدلب بمناسبة الذكرى نفسها، وصف الناشط محي الدين لالا الثورة السورية بأنها أعظم ثورة من ثورات العصر الحديث.

علّق المغرد عبد الله غليون وعلى الصورة نفسها قائلًا : " "لا تنس ، فالذاكرة عتاد الثائرين" .. وأعرف أن للحكاية اسم واحد "ثورة" .. ١١ عام ، عقد و عام .. و ما زالت الحناجر تهتف بنفس القوة ، الأمل ، التفاؤل .. مستمرة .."

صفحة " الأنبار اليوم " أعلنت وقوف أهلها إلى جانب الثوار السوريين، الذي خرجوا في مثل هذا اليوم من العام 2011 لإسقاط نظام بشار الأسد، معتبرة أنهم يفخرون كأنباريين بأنهم كانوا من القلة القليلة التي وقفت إلى جانب السوريين في ثورتهم، كما نشرت الصفحة مقطع فيديو تعود للعام 2011، قام بها أهل الأنبار نصرةً للثورة السورية.

اهتمام عالمي بذكرى الثورة السورية

أعادت الحرب الروسية على أوكرانيا القضية السورية بشكل أو بآخر إلى الواجهة، فالمجتمع الغربي الذي يواجه اليوم روسيا بشتى الوسائل، ويقاطعها ثقافيًا ورياضيًا وفنيًا ويقدم الدعم العسكري للجيش الأوكراني، بدون أن يصطدم معها بشكل مباشر، وقف قبل سنوات متفرجًا على المقتلة الأسدية بحق الشعب السوري، وبالتالي تلجأ الدول الغربية اليوم لاستغلال ذكرى الثورة السورية، لتوجيه ضربات جديدة ضد الروس وحلفائهم، حتى وإن لم تتخطَ البيانات الورقية، حيث صدر أمس الثلاثاء بيانًا عن الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا وإيطاليا، أكّدوا من خلاله " رفض التطبيع مع نظام الأسد وأهمية تفعيل آلية المحاسبة للجرائم المرتكبة في ظل النزاع السوري"، معتبرين أن "ما حدث في سوريا وما يحدث الآن في أوكرانيا يبرز سلوك روسيا المدمّر".

الثورة السورية

ودعا البيان إلى وقف ما وصفه بالهجوم الوحشي الذي يشنّه بشار الأسد وحلفاؤه على الشعب السوري، وفي مقدمهم روسيا وإيران، مؤكّدًا على دعم العملية التي يقودها السوريون بوساطة الأمم المتحدة، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 2245"، وطالب بوقف إطلاق النار في الأراضي السورية، احترام ميثاق حقوق الإنسان، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية من بينها آلية توفير المساعدات عبر الحدود التي أقرها مجلس الأمن، والإفراج عن المعتقلين قسرا وتوضيح مصير المفقودين، كذلك ذكّر البيان بأن الدول الخمس لن تطبع علاقاتها مع نظام بشار الأسد، ولن تموّل إعادة البناء أو ترفع العقوبات، حتّى يتمّ التوصل إلى حل سياسي للأزمة.