09-مارس-2023
getty

الرئيس الأوكراني قال إن الليلة الماضية كانت صعبة (Getty)

كثفت القوات الروسية من هجماتها التي تستهدف البنية التحتية في كافة أنحاء أوكرانيا، في أكبر ضربة صاروخية منذ منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي، بالتزامن مع معارك باخموت، التي تخوضها القوات الروسية بكل ثقلها سعيًا للسيطرة على المدينة.

كثفت القوات الروسية من هجماتها التي تستهدف البنية التحتية في كافة أنحاء أوكرانيا

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "لقد كانت ليلة صعبة.. الهجمات على البنية التحتية الحيوية والمباني السكنية.. للأسف هناك جرحى وقتلى". مضيفًا: "أطلق العدو 81 صاروخًا في محاولة لترهيب الأوكرانيين مرة أخرى، عائدًا إلى تكتيكاتهم البائسة، يمكن للمحتلين فقط ترويع المدنيين، هذا كل ما يمكنهم فعله، لكنها لن تساعدهم، لن يتجنبوا المسؤولية عن كل ما فعلوه".

getty

ووصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الضربات الروسية بأنها بلا أهداف، قائلًا: "شنت روسيا هجومًا مكثفًا بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على أوكرانيا، مما أدى إلى خسائر في الأرواح وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية. لا هدف عسكري، فقط البربرية الروسية. سيأتي اليوم الذي ستتم فيه محاسبة بوتين ورفاقه أمام محكمة خاصة".

وقالت مصادر أوكرانية إن وابلًا من الصواريخ الروسية سقط على عدد من المناطق الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، عبر حسابها على تليغرام أن 81 هجومًا بالصواريخ والمُسيّرات استهدفت أوكرانيا اليوم.

getty

وشمل القصف العاصمة كييف ومدينة خاركيف وميناء أوديسا على البحر الأسود والمناطق المحيطة بمحطة زاباروجيا النووية ومنطقة لفيف ودنيبروبتروفسك، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في تلك المناطق.

وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، أن 40% من سكان العاصمة حاليًا بدون تدفئة بسبب الهجوم الصاروخي الروسي صباح اليوم، وأضاف أن انفجارات سُجلت في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة.

getty

وكتب حاكم أوديسا ماكسيم مارتشينكو على حسابه في تليغرام، أن هجومًا صاروخيًا أصاب منشأة للطاقة في المدينة الساحلية مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي، كما أصيبت مناطق سكنية.

بدوره، قال حاكم منطقة خاركيف أوليه سينيهوبوف، إن روسيا "شنت هجومًا صاروخيًا واسعًا على خاركيف، حيث استهدف 15 صاروخًا على الأقل من طراز S-300 البنية التحتية المهمة في المنطقة، ما أدى إلى تضررها"، وأضاف "على خطوط التماس الوضع تحت سيطرة القوات المسلحة.  المدافعون عننا يحتفظون بمواقعهم بثقة ويصدون الغزاة".

كما أفاد حاكم مقاطعة دنيبروبتروفسك، بأن القوات الروسية هاجمت بالطائرات المُسيّرة والصواريخ، مناطق دنيبرو وبافلوغراد وكريفوريسكي ونيكوبول، مما أدى دمار كبير في البنية التحتية للطاقة والمؤسسات الصناعية، وسقوط عدد من القتلى والجرحى. 

أمّا رئيس الإدارة الإقليمية في مقاطعة لفيف فقد أعلن عن  ارتفاع عدد القتلى الهجوم الصاروخي إلى خمسة مدنيين.

وانقطع التيار الكهربائي عن محطة زاباروجيا النووية  في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية، حسب ما أعلنت مؤسسة إنيرغواتوم، المشغلة للطاقة النووية في أوكرانيا، اليوم الخميس في بيان لها، قالت فيه إنها تعمل حاليًا على مولدات من المحروقات، مضيفةً: "انقطعت حلقة الربط الأخيرة بين محطة زاباروجيا للطاقة النووية المحتلة، ونظام الطاقة الأوكراني"، وأوضحت أن العمل توقف في المفاعلين الخامس والسادس، ويتم توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المحطة من خلال 18 مولدًا تعمل بالديزل، وبها وقود يكفي 10 أيام، محذرة من "عواقب إشعاعية".

الصراع على باخموت

وتتواصل المعارك العنيفة في محيط باخموت شرق أوكرانيا. وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، قال الجيش الأوكراني إن قواته تمكنت من صد الهجمات الروسية المكثفة على المدينة، على الرغم من الإعلان الروسي عن  السيطرة على النصف الشرقي من المدينة.

وكان مالك مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، قد أعلن أمس أمس في تسجيل صوتي عبر حساب المكتب الإعلامي للمجموعة عن سيطرتها على القسم الشرقي من باخموت، وجاء في التسجيل "كل شيء شرق نهر باخموتكا تحت سيطرة فاغنر تمامًا"، وأضاف أنه بـ"سقوط باخموت ستنفتح أمام القوات الروسية آفاق عملياتية واسعة، وأن العالم لم يواجه بعد الجيش الروسي المجهز بأحدث الأسلحة والتقنيات"، على حسب تعبيره.

getty

هذا ونشر المعهد الأمريكي لدراسة الحرب أول أمس الثلاثاء خرائط تظهر أن قوات  فاغنر تسيطر على نحو 40% من مدينة باخموت، وقال المعهد إن "القوات الأوكرانية نفذت أمس الأول انسحابًا منظمًا من الضفة الشرقية للنهر"، مضيفًا أن "قرار الدفاع عن باخموت يجبر الجيش الروسي على التورط في حرب مكلفة ودموية".

وتوقع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، سقوط مدينة باخموت في الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن روسيا ترسل المزيد من الجنود من إلى جبهات القتال، موضحًا: "روسيا ترسل المزيد من القوات والمزيد من القوات وما تفتقر إليه روسيا من حيث الجودة تحاول تعويضه بالكم. لقد تكبدوا خسائر كبيرة، لكن في الوقت نفسه لا يمكننا استبعاد سقوط باخموت في نهاية المطاف خلال الأيام المقبلة".

ما بعد باخموت

من جهته، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي عبر الفيديو في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، إن "معركة باخموت ومنطقة دونباس هي أولويتنا الأولى".

وفي مقابلة مع شبكة CNN News الأمريكية، حذر الرئيس الأوكراني من أن الطريق سيصبح مفتوحًا إلى مدن شرق أوكرانيا الرئيسية إذا احتلت روسيا باخموت. مؤكدًا إصرار الدفاع عن المدينة.

وأوضح الرئيس الأوكراني، نحن "نفهم أنه بعد باخموت يمكنهم الذهاب إلى أبعد من ذلك. يمكن أن يذهبوا إلى كراماتورسك، ويمكنهم الذهاب إلى سلافيانسك، سيكون طريقًا مفتوحًا للروس بعد باخموت إلى مدن أخرى في أوكرانيا، في اتجاه دونيتسك".

وأضاف زيلينسكي، إنه على الرغم من أن باخموت لا تحمل قيمة استراتيجية كبيرة في حد ذاتها، فإن وصلات الطرق الخاصة بها إلى كراماتورسك وسلافيانسك، وهما محورين حضريين صناعيين مكتظين بالسكان سيكونان في مرمى القوات الروسية.

وأشار الرئيس الأوكراني، إلى أنه إذا كانت روسيا قادرة على "وضع علمها الصغير" على قمة باخموت، فسيساعد ذلك على "تعبئة مجتمعهم من أجل خلق فكرة أنهم جيش قوي".

getty

يذكر أن القيادة العسكرية العليا الأوكرانية قررت خلال اجتماع عقدته هذا الأسبوع تعزيز المواقع الدفاعية في مدينة باخموت، وأيد القرار قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالونجي وقائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال ألكسندر سيريكي، الذي زارها مؤخرًا، واطلع على مقومات صمود المدينة.

كما دعا زيلينسكي رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، إلى زيارة كييف مع تزايد الانتقادات الجمهورية لتمويل أوكرانيا والتشكيك بها. من جانبه، قال مكارثي إنه لا يخطط لزيارة أوكرانيا، شارحًا موقفه، بالقول: إنه يدعم أوكرانيا لكنه لا يؤيد "شيكًا على بياض"، في إشارة إلى ضرورة التدقيق المالي عليها.

دعا زيلينسكي رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، إلى زيارة كييف مع تزايد الانتقادات الجمهورية لتمويل أوكرانيا والتشكيك بها

أمّا عن المفاوضات مع روسيا، فقد استبعدها زيلينسكي في هذه الفترة، قائلًا: "يجب أن تغادر روسيا أراضينا. وبعد ذلك، يسعدنا الانضمام إلى المسارات الدبلوماسية".