07-أغسطس-2017

من الصفحة الرسمية لنادي الوحدات (فيسبوك)

مع زيارة "نادي الوحدات" إلى فلسطين، برزت أغنية ألتراس النادي الذي جاء من مخيم للاجئين الفلسطينيين ليكون أحد أندية الدرجة الممتازة في الأردن. قفزت الأغنية فوق طابور طويل من الأغاني التي تمتلأ الدنيا وتشغل الناس، وباتت الأغنية الأولى في الأعراس وحفلات التخرج، وعلى شرفات المراهقين. أزاحت أغاني عمر العبداللات إلى الخلف، وتركت الأغاني المصرية واللبنانية في ذيل القائمة، أما أغنية محمد عساف "عليّ الكوفية" فقد طواها النسيان أخيرًا.

قدمت أغنية مشجعي "نادي الوحدات" نفسها كابنة طبيعية للمخيم الفلسطيني

قدمت الأغنية نفسها كابنة طبيعية للمخيم، تحمل ما يحمله من تنافر للأشياء في داخله، وتؤكد على تيمته المعروفة بالرفض والعناد. استطاعت بالنار والبرد والإيقاع أن تعيد المخيم إلى قلب المدينة، ولو عبر أغنية. هذا سرها، المخيم في الخلفية، لم يظهر، لم يقم بمظاهرة ولم يشعل الإطارات في الشوارع، لم يحتج. ذاب في الأغنية التي أشعلت أفراح المدينة التي ترفض المخيم. ولأول مرة في تاريخ المخيم بعد نكبات الثورة الفلسطينية، لم يعد موجودًا كمكان معزول لا يذهب إليه أحد إلا للتسوق، ولا يفكر به أحد إلا في المناسبات الوطنية. على الأقل، خلال أربع دقائق هي مدة الأغنية، استدعي المخيم هذه المرة ليحضر على حساب الفرح.

اقرأ/ي أيضًا: فتى الخشب.. الهمسات تهدرُ في الرمل

بالتأكيد لا يأتي إيقاع الأغاني من الفيزياء أو الكيمياء، بل يأتي من الجمهور، ومن المؤكد أن انتشار الأغنية جاء لأنها أغنية أفراح وحفلات وجماهير. ما يهم أنّ المخيم لم يعد غريبًا وبعيدًا، بل إنه موجود الآن كما كان موجودًا في السابق، وهو ليس وجود حاجة، وليس وثيقة تاريخية، ولا فلكلورًا، بل رغم كل التنكيل المتعدد الذي تعرض له المخيم منذ وجوده، لا يزال يؤكد على مخيلته ويدفعنا للشك بكل المحاولات التي تحاول تقييض حريته أو التقليل من مظلوميته.

على أية حال، ما يقال في أروقة مشجعي كرة القدم على الفيسبوك، أروقة غريمي نادي الوحدات، مشجعي "النادي الفيصلي" بالتحديد، هو أن لحن الأغنية سرق من نشيد نادٍ في المغرب العربي. لكن من يحفل بذلك؟ من يحفل إن كان لحن الأغنية سطي عليه فعلًا من قبل نادي المخيم أو جماهيره، الأغاني الشعبية سريعة الانتشار دائمًا ما تكون ألحانها مسروقة.

ورغم العلاقة الإشكالية بين المخيم والمدينة، وجدت الأغنية صداها عند أبناء المدينة، ورغم المسافة التي احتفظت بها المدينة لنفسها بعيدًا عن المخيم. ولم يكن ليحدث هذا الإيقاع في الأفراح، لو لم تكن الأغنية جميلة فعلًا، لو لم تعكس المخيم وأشياءه، خصوصًا الرفض والعناد.

اقرأ/ي أيضًا:

"يا لطيف".. أغاني التعب

عامر سبيعي وأسئلة الأغنية السورية