14-أكتوبر-2021

الروائي والإعلامي مراد بوكرزازة

ألتراصوت- فريق التحرير 

أنهى المدير العام للإذاعة الوطنية الجزائرية، محمد بغالي، مهام أربعة موظّفين في إذاعة قسنطينة "سيرتا أف أم"، على خلفية بث أغنية للمطربة اللبنانية فيروز، وُصفت بأنها ترانيم تمجّد الديانة المسيحية.

وصف ناشطون الإجراءات المتخذة بحق كادر الإذاعة بأنه "انتقامي" ويخدم أغراضًا "شعبوية" 

وأفادت وسائل إعلام  محلية بأن المدير العام للإذاعة الوطنية الجزائرية قد قرر إنهاء مهام مدير الإذاعة نفسها، الكاتب والروائي البارز مراد بوكرزازة، ومقدّمة برامج "أغاني الزمن الجميل"، عن العمل، فيما تمت إحالة مخرج الحلقة والتقني المختص إلى مجلس تأديبي.

تفاصيل الحادثة

تتعلق ملابسات الأمر بالحلقة التي جرى بثها يوم السبت الماضي، والتي كانت محل تحقيق إداري صدرت بنهايته قرارات إيقاف مدير إذاعة "سيرتا" مراد بوكرزازة والذي وترأس المحطة الإذاعية المحلية منذ العام 2020. وما تزال القضية تثير قدرًا كبيرًا من الجدل في الشارع الجزائري.

رسميًا، رأت إدارة الإذاعة الوطنية في الجزائر أن تلك الأغنية التي تم بثها بصوت اللبنانية فيروز تعد "إشادة بتعاليم الديانة المسيحية على منبر الإذاعة"، وهو ما استدعى في نظرها تلك الإجراءات العقابية بحق المسؤولين عن بثها، وإنهاء خدمات مدير الإذاعة المحلية في قسنطينة، مراد بوكرزازة، وهي إجراءات وصفها ناشطون وقانونين بأنها "متطرّفة"، وتخدم أغراضًا "شعبوية"، وأن ما جرى بثّه لا يستدعي أي تحرّك إداري ضدّ القائمين على الإذاعة. 

من جهة أخرى، أثارت قرارات الفصل استهجان قطاع واسع من الجزائريين، وصفوا ما حصل "بالمهزلة"، وأنها قرارات "تنم عن جهل"، وتهدد الاستقرار والتماسك المجتمعي، خاصة وأن في قسنطينة، حيث الإذاعة المحلية، كنيستين، ومكتبة تابعة للكنيسة.

 

 

الكاتب الجزائري عبدالعزيز غرمول وصف ما حدث بأنه "موقف كيدي" ضد بوكرزازة، وأنها مجرّد "غيرة بسبب كفاءته وثقافته وشهرته". وختم غرمول منشوره الدفاعي عن بوكرزازة بالقول بأن هذه "هي حال الكفاءات في هذا البلد".

 

 

أما الكاتب حمد الصبحي، فعلق على المسألة على صفحته على فيسبوك، وقال: "ماذا حدث، يا جزائر الحب والشهيد؟". وأضاف: "يبدو أننا في زمن الانحطاط أكثر منه تعصب".

 

 

الكاتبة والصحفية سلمى عمار أكدت في منشورها على فيسبوك على أنّ مراد بوكرزازة "من أحسن الصحافيين والإعلاميين"، وعبرت عن تضامنها معه قائلة: "مراد بوكرزازة الطيب والخدوم، الناس ملاح بزاف والمحب للإذاعة التي هي بيتك.. لن يضرك أبدا ما فعله هؤلاء. ربي معاك وربي يظهر الحق". 

 

 

من جهته، أكّد الكاتب الصحفي كريم قندولي إن مراد بوكرزازة، لم يكن أصلًا في قسنطينة وقت بث الحلقة التي أثارت الجدل، بل كان في العاصمة للمشاركة في اجتماع مديري الإذاعات الجهوية. وقال قندولي: "كيف يحاسب شخص ما، على فعل لم يكن على علم به، ولم يشارك فيه؟". ودافع قندولي عن بوكرزازة بالقول: "وصلنا إلى زمن، يقال فيه جبل إذاعي، قل مثيله في الوطن العربي، لسبب كيدي يتعلق ببث أغنية للسيدة فيروز، قيل أنها ترانيم مسيحية، بثت على الواحدة صباحا، ضمن برنامج لأغاني الزمن الجميل". 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

انتقادات للجهات الرقابية بعد تسمّم جماعي جديد بمياه ملوّثة في الأردن

كيف انتشرت المسيحية في كوريا الجنوبية؟