15-فبراير-2017

فيث رينغولد/ أمريكا

جريغ كوزما (1944) شاعر وكاتب ومحرّر أمريكيّ، له أكثر من ثلاثين كتابًا في الشعر والنثر، وقد نشرت أشعاره في أهمّ الصحف والمجّلات العالميّة الصادرة باللغة الإنجليزيّة، كما ترجمت أشعاره إلى العديد من اللغات العالميّة. 


النحل

تودّ لو أنّ كلّ موسمٍ يلتزم بميقاته. 
هل اليوم ممكن؟ نعم، 
والمساء يحلّ سريعًا في حدائق البازلاء. 
والأزهار تعلمت أن ترى 
الظلمة بعين الرضا، 
لتغلق فيه أفواهها الشاحبة. 

كيف للسماء أن تبقى ثابتة في مكانها، 
حتى ليبدو أننا، لو استطعنا الذهاب إليها، 
لوجدنا الخدم وقد أعدّوا الطاولات، 
ووضعوا عليها مفارش الشمع، 
ولم نجد أيّ لون في غير مكانه، 
أو مبالغًا في كثافته. 

تودّ لو أنّ كلّ لون يحقّق بعض الأبديّة، 
في الشكل، في السرعة والإبطاء، 
في البتلة التي أذوتها الشمس أو بللها المطر. 
تودّ لو أنّ الأرض تبقى كما هي، 
وتومض في نضارة كمالها. 

الليلة خرجت أمشي عبر الوادي 
وفوق الجبل، لأجد الأبواق تهدر 
في العشب، وأرى النحل في حركته
الدائبة بين وجوه الأزهار البهيّة، 
أو راجعًا عبر طريق طويل محمّلًا بالعسل. 

أغنية أفريقيّة 

الصحّة معتلّة- قل لي
ما الصحّة- نفد المال- لفترة 
وأنا خارج في الظلام
عاصمة الليل- 
من ذا يخاف حين تحرس 
الليلَ كلاب ثلاثة- 
أسمع خشخشة سلاسلها- 
نفد الوقت- اليوم على الأقل- 
فالساعة تدقّ، تك تك
تك تك- وأسمع عندها صوت أنفاسي- 
نفد الصبر- اللحظةَ- ونفد الصيف- 
كان طويلاً جدًّا- خوفي أنّه سلب أفضل ما فينا- 
كل غرائزنا المقيتة تنطلق حول جرح 
ما آن له أن يشفى- نفد الحبّ- يتعلّق بأوتار 
بين القلب والعظم، بقدمين فوق العالم، 
ويد في الجيب التي فيها محفظة رثّة الحال
تخبرنا الحقيقة- نفد الحظّ الحسن- مؤقتًا- 
بعد موت أغنية أفريقية- محرومًا من ليلة هانئة- 
بل أسوأ- محرومًا من نوم عام بأكمله- 
حيث نجد أنفسنا- نتضاءل- بذاك القدر- 
الذي ينقص منّا بقدر الفقد 
وينتهي بنا إلى آمال أصغر- 
وأبجديّة مختصرة- وتنحني الظهور أكثر
وأرى ظلالنا تغذّ السيرَ لتسبقنا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

يُكتب في خانة الاسم: مجهول

رسمت يدًا من الحناء على دفها