10-فبراير-2022

(Getty Images)

ما يبدأ فكرة عابرة على تويتر قد يتحوّل إلى تريند واسع ومتصدّر، يهم مشاركة عشرات الآلاف من الحسابات ويغري بالتعليق والجدل بين آلاف آخرين، ويبدو أن خيرَ تريندات تويتر كثيرًا ما تبدأ من مصر، وهذا ما قد حصل مع فكرة "أغلفة موازية" التي اجتاحت الإنترنت في اليومين الماضيين.

في أجواء معرض الكتاب الدولي في القاهرة بدأ أحد الكتّب المصريين فكرة بسيطة وعفويّة تحوّلت إلى تريند اجتاح وسائل التواصل 

ففي أجواء معرض الكتاب الدولي في القاهرة الذي اختتمت فعالياته يوم الأحد الماضي، 6 شباط/فبراير، بدأ أحد الكتّب المصريين فكرة بسيطة وعفويّة، تتمثّل في إنزال عنوان أحد الكتب العربية أو الأجنبية المعروفة، على صور ميمات من ذخائر الصور العربية في ذاكرة الناس المشتركة القريبة والبعيدة، من السينما والأغاني والسياسة وحتى من تيك توك وإنستغرام.

الحالة التي خلقها الهاشتاغ على تويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، تحوّلت إلى نشاط شبه طقوسي. إذ وجد رواد وسائل التواصل الاجتماعي أنفسهم أمام فكرة هي أقرب إلى اللعبة أو اللغز، الذي يغري الآخرين بالتفكير به ومحاولة إبداع مثله. فما أن ينجح حساب بالجمع بين صورة وعنوان كتاب، حتى تنهال محاولات أخرى لإبداع تجميعة جديدة في التقاطة غير مسبوقة أو صادمة، كهذه الأمثلة أدناه: 

في هذه الصورة، التي نشرتها الشيف سلمى سليمان، استخدام لصورة مشهورة على منصّة تيك توك، لسيّدة مصريّة تطبخ داخل غرفة النوم. أما العنوان المستخدم، فهو لكتاب "Eat Pray and Love" الشهير. وقد حصدت الصورة تفاعلًا جيدًا على تويتر، وحفزت على محاولات وتنويعات أخرى على نفس العنوان. 

وتحت عنوان كتاب "The Pianist" وهو كتاب مذكّرات تحوّل إلى فيلم شهير، نشر أحد الحسابات صورة لغلاف موازٍ، تستخدم صورة ميم شهير آخر على وسائل التواصل الاجتماعي. 

كيف بدأ تريند "أغلفة موازية"

رغم أنّه يصعب عادة تحديد وفهم رواج تريند على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنّ ثمة اتفاقًا واسعًا على أن تريند "أغلفة موازية" قد بدأ بين المثقفين، وهو شيء نادر. ففكرة "أغلفة موازية" بدأت من حساب المترجم والصحفي المصري محمد الفولي، قبل أن تتحوّل الفكرة الطريفة إلى موجة اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وصفها كثيرون بأنها أجمل ما حصل على الإنترنت خلال الفترة الماضية.

وقد تحدث الفولي إلى مواقع صحفية محليّة، مشيرًا إلى أن الفكرة على بساطتها قد "كسرت صورة المثقف الكئيب"، وأنها تخالف تلك "الاتهامات المعلبة عن المشتغلين بالقطاع الثقافي". كما أن الفكرة بحسب الفولي قد "فجرت طاقة إبداعية قوية من المشتغلين بالمهن الإبداعية".

كما أثار التفاعل مع فكرة "أغلفة موازية" على الإنترنت اهتمامًا متجددًا بالكتب والسينما، وربما أثبت التريند بشكل غير مباشر أن الكتب وعناوينها حاضرة بشكل قويّ في أذهان عدد كبير من وراد وسائل التواصل الاجتماعي، وإلا لما كان للفكرة أن تحقق مثل هذا التفاعل الضخم رغم مادته الثقافية الخام، المتعلقة بالكتب وعناوينها، وغيّر طريقة التعاطي معها رأسًا على عقب. فالكتب وعناوينها ترتبط بإسقاطات من عوالم مختلفة، من السينما وكرة القدم والمطبخ والشارع والسياسة، وصولًا إلى ميمات تيك توك وإنستغرام، وهو ما يفتح بابًا واسعًا للملاحظة والتفكير بكيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي العميق والجذري على كلّ شيء من حولنا، وكيف أن لتريند عفوي مثل "أغلفة موازية" أن يحقّق أثرًا ثقافيًا حقيقيًا، في التذكير بالكلاسيكيات من الرواية والشعر والسينما، وعلى نحو قد تعجز عنه فعاليات ثقافية رسميّة وشبه رسميّة كبرى، ونقل هذه الثقافة الكتبية، على مستوى العناوين على الأقل، إلى أجيال جديدة على منصات التواصل الاجتماعي، قد تكون سمعت بها لأوّل مرّة. 

نستعرض هنا عددًا من أبرز الإبداعات الطريفة التي انتشرت تحت هاشتاغ #أغلفة_موازية على تويتر وفيسبوك. 

 

ويتواصل التفاعل مع تريند "أغلفة موازية" على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، وينضمّ إليه المزيد من الكتّاب والمترجمين والقرّاء من دول عربيّة مختلفة، لمنح حياة جديدة مختلفة للكتب وعناوينها. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أرشيفنا الثقافي: ترجمات غائب طعمة فرمان

نيويورك تايمز تشتري لعبة "ووردل" في صفقة سريّة تقدر بالملايين