01-ديسمبر-2020

عمل فني لـ جوزيف بويز/ ألمانيا

لا ساقانِ تحتَ جسدي

ولا كلابٌ تعوي في الذاكرة

هناكَ فقط ترحالٌ متئدٌ

بينَ عالمين..

في إيهما أجدُ نفسي؟

وأنا: الذي أعيشُ كي لا أوجد!

مثلَ الضبابِ، في الصباحات

أغبّشُ الزجاجَ الملوّنَ

بوجودي الشفيف

وأختفي في اللامكان

الليلُ مأواي، والسهدُ قدري

واللذّةُ التي أرتجيها

تشبه الثمرةَ المحرّمة

أنا الذي ارتحلت كما السندباد

لكن، بلا بحرٍ تحتي، ولا سماء

الذي يراني، رآني، والذي لم يرني

كأنه لم يرَ شيئًا، ومن لم يرد رؤيتي؛

فها أنا ماثلٌ هناك، كما الشيطانُ

في أولِ الخلق، فلا جدران يخترقها

ولا إنسانَ ليوسوسَ له

أنا الفراغُ الموحش بين الموتِ

وما تسمّى حياة، أنا النزق الذي يعتري

أصحابّ اليمينِ أحيانًا

وأنا الجنديُّ الذي اختار المعركة بيتًا له

المرايا تراني ولا أرى نفسي

ولا أهتم؛ فأنا أُدعى اللاوجود أحيانًا

هذا الذي لا دليلَ على عدمه، أو وجوده

وأنا المشكلة الكبيرة للكثيرين

وأنا الخيطُ الذي يربطُ الحذاء

النسور ذاتُ الأعناق البيضاء

والشياهُ الضائعة في وادي الموت

لا تراني أيضًا؛ فأنا الحياةُ القصيرةُ للموت

وأنا الموتُ الطويلُ لتلكَ الحياة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كحبتيْ مطر تتعرفان على اليتم سويًا

لحظةَ أُعانِقُ الموتَ لأُعانِقَك