31-ديسمبر-2019

خيمت الأزمة الاقتصادية على احتفالات أعياد الميلاد في لبنان (قنطرة)

حلّ أسبوع عيدي الميلاد ورأس السنة على اللبنانيين في وقت يعانون فيه أوضاعًا اقتصادية خانقة وأزمة سياسية في ظل استمرار الفراغ الحكومي، بالتوازي مع الإجراءات المصرفية التي حددت سقفًا للسحوبات النقدية المسموح بها أسبوعيًا، ما يؤثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين.

التحسن النسبي في حركة الأسواق اللبنانية يعكس إصرار اللبنانيين على إحياء الاحتفالات رغم الصعوبات التي يواجهونها

وفي الأيام الأخيرة، شهدت الأسواق اللبنانية تحسنًا محدودًا في حركة البيع والشراء، انعكس في زيادة حركة السيارات في المدن، وخاصة العاصمة بيروت، وعودة النشاط التجاري بشكل محدود إلى المجمعات التجارية التي عانت من انعدام الحركة التجارية لأسابيع.

اقرأ/ي أيضًا: بيروت في فترة الأعياد.. شارع مزدحم بالسيارات

التحسن في حركة الأسواق، والذي يمكن رصده بوضوح؛ يعكس إصرار اللبنانيين على إحياء المناسبات رغم الصعوبات التي يواجهونها، خاصة مع الرمزية الكبيرة التي تحملها أعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة.

المصارف تحتجز أموال المواطنين في فترة الأعياد

قبل أكثر من أسبوع على نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر المتمم لسنة 2019، حولت الدولة اللبنانية رواتب الموظفين الحكوميين إلى المصارف، وكذا فعلت الكثير من شركات ومؤسسات القطاع الخاص.

ويُعد هذا إجراءً روتينيًا نهاية كل عام، يسمح للمواطنين بالاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة بأريحية. لكن الجديد هذا العام، أن المصارف حجزت على أجزاء من رواتب الموظفين ضمن سياسة السحوبات المحددة.

ومنذ إعلان تنفيذ هذه السياسة المصرفية، نظمت مجموعات من المواطنين احتجاجات أمام المصارف واعتصامات داخلها، وخاصة مصرف لبنان المركزي، مطالبين بالإفراج عن أموالهم، في ظل زخم احتجاجي كبير يُحمّل المصارف اللبنانية جزءًا أصيلًا من الأزمة التي تمر بها البلاد، ما انعكس بوضوح في هتاف "يسقط حكم المصرف".

اعتصامات المصارف في لبنان
اعتصام داخل إحدى المصارف في لبنان

شجرة الكريسماس في ساحات الانتفاضة

تتميز احتفالات أعياد الميلاد بشجرة الكريسماس. وهذا العام، وتماشيًا مع زخم الانتفاضة اللبنانية المستمرة منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، زيّنت شجرة الكريسماس ساحات التظاهر الرئيسية في مختلف المدن اللبنانية.

وصنع المتظاهرون في بيروت شجرة ميلاد من بقايا المواد البلاستيكية المعاد تدوريها. وقال متظاهرون إن الهدف من ذلك، التأكيد على ضرورة الحفاظ على البيئة في بلد يُعرف بأزمة النفايات فيه.

وفي ساحة النور بطرابلس، زُيّنت شجرة الميلاد بألوان العلم اللبناني، وجُمع لها المال اللازم من متبرعين من المتظاهرين ومن متعاطفين مع الانتفاضة.

شجرة الكريسماس في ساحة النور بطرابلس
شجرة الكريسماس في ساحة النور بطرابلس

حسومات الأعياد

تعرف كذلك فترة أعياد الميلاد إعلان المحال التجارية عن حسومات كبيرة على السلع والمنتجات، لتشجيع المواطنين على الاستهلاك.

وهذا العام، وفي ظل الأزمة التي يعرفها لبنان، أعلنت المحال التجارية حسومات غير مسبوقة على منتجاتها، يُرجعها البعض سببًا في تحسن حالة البيع والشراء نسبيًا، في الأسواق اللبنانية، خلال الأيام القليلة الماضية.

لكن، رغم هذا التحسن الملحوظ في حركة البيع والشراء، يبقى زخم الأجواء الاحتفالية بأعياد الميلاد أقل مما اعتادته شوارع لبنان، التي كانت تشهد ازدحامًا كبيرًا في هذا الوقت من كل سنة، بينما عرفت هذا العام ركودًا يعكس واقع الأوضاع في البلاد.

أعياد الميلاد في لبنان

من جهة أخرى، أما بالنسبة إلى اللبنانيين المغتربين الذين اعتادوا قضاء إجازاتهم السنوية في لبنان خلال هذه الفترة، فقد عزف كثير منهم هذا العام عن هذه العادة، بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية غير المستقرة في البلاد.

يدخل لبنان مرحلة مصيرية ترسم ملامحها أزمة اقتصادية متفاقمة على ضوء إصرار السلطة على نفس السياسات التي خلقت الأزمة

وعلى كل حال، لم يكن عام 2019 عاديًا على لبنان واللبنانيين. ومع حلول العام الجديد، يدخل لبنان مرحلة مصيرية، ترسم ملامحها أزمة اقتصادية متفاقمة على ضوء تحركات سياسية يقول المنتفضون اللبنانيون إنها السبب فيما آلت إليه الأوضاع، وإن الاستمرار على تمسك المجموعة الحاكمة بخطابها وسياساتها سيزيد من تفاقم سوء الأوضاع.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مصارف تحكم لبنان.. الجريمة دون عقاب!

التشبيح يخيم فوق بيروت.. الأمن والميليشيات يعتدون على المنتفضين