بخلاف الكثير من المدن الأمريكية، مدينة نيويورك لها وضعها الخاص ومكانتها الخاصة لدى مواطنيها سواء كانوا أمريكيين أو أجانب، ومما لا شك فيه أنه لم يصورها أحد كما صورها مارتن سكورسيزي.
كاميرا مارتن سكورسيزي كانت تركز على الوجه القبيح للمدينة: العنف والدموية، ولقطات طويلة للمباني والشوارع تشعرك بالوحدة وعدم الارتياح.
بخلاف الكثير من المدن الأمريكية، مدينة نيويورك لها وضعها الخاص، ومما لا شك فيه فأنه لم يصورها أحد كما صورها مارتن سكوريزي
وإكمالًا لما قد بدأناه من تأريخ سكورسيزي للمدينة في أفلامه عبر العصور والحقب الزمنية المختلفة، تركز مقالة اليوم على فترة زمنية أحدث مما ذكرناه في المقالة السابقة، وهي فترة السبعينات.
وتناول مارتن سكورسيزي هذه الفترة في ثلاثة أفلام ومسلسل:
"الشوارع اللئيمة" فيلم لم يحظَ بشعبية أفلام أخرى لسكورسيزي، ولكنه يملك مقومات تفرد بها ولم تتح لغيره من الأعمال، حيث ركز الفيلم الأول على إظهار المدينة بشوارعها في شكل قاتم و منحط للمافيا الأمريكية الإيطالية.
الشوارع مليئة بالقمامة والحوائط تعج بالشخبطات والكتابات بشكل مؤذٍ للنظر. بالطبع شهد الفيلم تعاونًا آخر لسكورسيزي مع روبرت دينيرو، مع ظهور مميز للعظيم هينري كافيل، والممثل الصاعد حينها ديفيد بروفال.
وقصة الفيلم الرئيسية تتمحور حول ديفيد بروفال وعمله في بار مع عمه في تحصيل الديون بطريقة دنيئة عن طريق استعمال العنف ومحاولة تطبيق نظم المافيا الإيطالية في نيويورك بمساعدة صديقه مايكل الذي قام بدوره ريتشارد رومانوس.
تدور الأحداث في مواجهات وظهور خاص لروبرت دينيرو، حتى تتفجر الأحداث لتشهد مواجهة بين الصديقين المقربين.
أعظم أفلام مارتن سكورسيزي بتقييم النقاد وقطاع كبير من المشاهدين أيضًا، حيث يعتبر هذا الفيلم أيقونة سكورسيزي الأهم.
اقرأ/ي أيضًا: فيلم Spirited Away رحلة شجاعة يقودها السحر
مشاهد هذا الفيلم العظيم تظل عالقة في الوجدان لفترة طويلة، إخراج سكورسيزي في أبهى صوره مع روبرت دينيرو في دوره الأهم في حياته المهنية، مع بعض الارتجالات مثل مشهد "هل تتحدث إلي؟" الذي قالها دينيرو لنفسه في المرآة، وأعجبت مارتن فضمها لأحداث الفيلم.
قصة الفيلم تدور حول ترافيس الذي يفضل الوحدة والعزلة، نتيجة لما رآه في الحرب، وأثر على شخصيته وجعلها شخصية انطوائية.
ترافيس الذي يقود سيارة أجرة، ويصطحبنا معه في رحلاته ومغامراته الليلية، مع استعراض للعنف في شوارع المدينة بل وينجر ترافيس نفسه للعنف في بعض الأحيان.
نال فيلم Taxi Driver 4 ترشيحات "أوسكارية" ولم يفز بأي منها، ويعتبر هذا الفيلم أكبر دليل على أن الأوسكار ليست مقياسًا لجودة الأفلام.
فيلم Goodfellas هو الفيلم المفضل لمارتن سكورسيزي نفسه عند سؤاله عن أي أفلامه أقرب إلى قلبه. قصة هذا الفيلم مبنية على قصة (الرجل الحكيم) لنيكولاس بيليجيني، وتدور أحداثه في مدينة نيويورك وتتبع قصة صعود الغوغائي هنري هيل وأصدقائه، وكيفية تكوينهم العصابه الخاصة بهم.
فيلم Goodfellas فاز بجائزة وحيدة في الأوسكار (أفضل ممثل مساعد لجوي بيتشي) ضمن 6 ترشيحات، ويصنف في قائمة أفضل 250 فيلم لموقع imdb
تلك العصابة التي تورطت في عدة عمليات سرقة وقتل بطرقه منظمة وممنهجة، حيث يصبح هنري هيل من أبرز المطلوبين للعدالة. نيويورك في هذا الفيلم لم تكتف بمشاهدة هنري الذي قام ببطولته راي ليوتا بل وحولته إلى رجل عصابات عتيد، وبلقائه مع تومي ديفيتو (جوي بيتشي) مع ظهور مميز لأبرز من قام بأدوار رجل العصابات "روبرت دينيرو" في دور ثانوي إلا أنه كلما ظهر خطف الأضواء من بقية فريق التمثيل.
الفيلم فاز بجائزة وحيدة من جوائز الأكاديمية (أفضل ممثل مساعد لجوي بيتشي) من ضمن 6 ترشيحات، ويصنف في قائمة أفضل 250 فيلمًا لموقع imdb الشهير في المرتبة السابعة عشر.
اقرأ/ي أيضًا:
"محمود حميدة" فارس التمثيل الذي لم يجد حصانه
فيلم "إيميلي": تفاصيل صغيرة في عالم خاص