17-نوفمبر-2017

محمود فهمي عبود/ العراق

سخرية

بعد تشريح الجثة

قال لزملائه:

سبب الوفاة أحلام حبيسة.

ثم راح يحصي الندوب في "الجمّار":

ـ هذا خدش وهذا خدش

سخروا من زميلهم ومن الجثة أيضًا.

 

(...)

قلوبهم رخوّة تشبه طينًا ممزوجًا بالعسل

أجسادهم مشتعلة بضوء أخضر كأنها ورق

الذرة أو العنب

 

أظافرهم لؤلؤ الآلهة

وممحاة العدو لن تمحو

مجوهراتهم

المنتشرة

في الهواء

الضاحكة في نوافذ المنازل.

 

(...)

أم الجندي

ما زالت تنتظر

صارت

شجرةً في باب البيت القديم

تهتز أوراقها مثل أمواج مالحة

تزورها طيور

وتغادرها

وتعود

محملة بقصائد العطش.

 

في حديقتي

الشجرة الأولى: العطش

الثانية: الشوق

*

شجرة الأمل تشبه شجرة متسلقة

تمر أغصانها على نافذتي وتمشط مشاعري.

*

شجرة الحب لم تستطع أن تحطمها العاصفة

حتى أن العشّ الجديد

الفارغ من البيض

لم يتفتت.

 

(...)

تعطل

المصعد

فامسكنا خيوط البالونات

كي نصل إلى

غرفة الشاعر.

 

إله أنثوي

منذ طفولته لم يلتزم

بوصايا الأب

ـــ يا ولدي لا تنحنِ

وأنت تحرث.

 

ـــ كيف يظل ظهري مستقيمًا

أنا أحاور إلهًا جميلًا.

 

يطالع قصيدة

يلتهم قدح الماء الكبير

وينقع حقل جسده المحروث

بأظافر أطفال

حادة ومتسخة

 

عازفة البيانو

وأنتم تُعجبون

بالفقاعات

الملوّنة

الطالعة من البيانو

لا تستعملوا أياديكم

استعملوا أرواحكم

ودغدغوا

اللؤلؤ

في حضن البحر.

 

(...)

نساؤنا

مرسوماتٌ بالفحم

أياديهن مقطعة

يحاولن استعادتها

كي يحفرن أنهارًا في الشوارع

أرواحهن

مراثٍ مكتوبة في المنازل

 

تطير

الشارع الفارغ

فجرًا

تملؤهُ

امرأة قادمة

من الحقل والبيت

إلى السوق والجسر.

 

نوارس

الطائر لهذا

أو لذاك البحر

لماذا الإنسان يفرضُ

بحاره اليابسة؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

24 ساعة

كنتَ تأكل كلماتي