05-أغسطس-2017

استخدم تنظيم داعش بانتظام القُصَّر في حملاته الدعائية (Getty)

نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرًا خبريًا يشير لاكتشاف قوات الأمن العراقية قائمة تحتوي على أسماء 173 انتحاريًا محتملًا خلال القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في شمال العراق، وقد احتوت هذه القائمة على حوالي 20 من الفتيان القاصرين. وهذا نص ترجمتنا للتقرير.


حصلت الاستخبارات الأمريكية على القائمة السرية، التي أعدها التنظيم لتحديد هؤلاء القادرين على الوصول إلى أوروبا وتنفيذ هجمات هناك.

يواصل تنظيم داعش خسارة أراضيه في سوريا والعراق أمام القوات المدعومة بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة

مررت الاستخبارات بعد ذلك القائمة إلى المنظمة الجنائية الدولية "إنتربول"، التي وزعتها بدورها على أجهزة الأمن الأوروبية. وقد بدأت تتكشف التفاصيل المتعلقة بالقائمة.

استخدم تنظيم داعش بانتظام القُصَّر في حملاته الدعائية، مشيرًا إليهم بـ"أشبال الخلافة". ولا يتوفر سوى القليل من المعلومات حول أعمار هؤلاء الفتيان الواردة أسماؤهم في القائمة.

قال مصدر فرنسي على اتصال بأجهزة الأمن في البلاد في تصريحات لمجلة نيوزويك إن القائمة تضم عددًا من الجهاديين من مواطني الدول الفرانكفونية.

اقرأ/ي أيضًا: استراتيجية داعش للتجنيد..الشباب أولًا

ولا يحمل الإفصاح عن هذه التفاصيل أي دهشة نظرًا لأن الهجمات القاتلة التي نُفذِّت باسم داعش، في باريس وبروكسل، قام بها مواطنون فرنسيون وبلجيكيون ذوو أصول تعود إلى شمال إفريقيا. وقد رفض المتحدث باسم مكتب المدعي العام الفرنسي التأكيد على وجودهم بالقائمة.

في هذا السياق، ذكرت صحيفة دي فيلت الألمانية يوم الخميس إن القائمة تضم شخصًا واحدًا من حملة الجنسية الألمانية ويبلغ من العمر 27 عامًا وهو من مدينة زولينغن شمال الراين- فيستفالن، والذي سافر من ألمانيا إلى مصر عام 2012 قبل أن يدخل سوريا عبر تركيا للانضمام إلى داعش مع زوجته وطفله.

وتضم جنسيات الأشخاص الواردة أسماؤهم بالقائمة كلًا من العراق، التي تحظى بأكبر نصيب في هذه القائمة، وأيضًا تونس والمغرب والأردن وطاجكستان والسعودية وبلجيكا وهولندا. وأورد الإنتربول صورًا للمشتبه فيهم والمساجد التي يُعتقد أنهم كانوا يرتادونها في بلادهم.

وصرح مصدر من الإنتربول لموقع دويتشه فيله الإخباري الألماني أنه بمجرد استقبال المنظمة لمثل هذه المعلومات، تقرر "أيًا من بين الهيئات الأخرى ينبغي أن تشاركها معها على المستوى الوطني. قد يتضمن هذا، على سبيل المثال، الهيئات الحدودية ووحدات مكافحة الإرهاب المتخصصة والجمارك".

وقد نفذ المهاجمون، الذين ألهمهم تنظيم الدولة أو وجههم، عديدًا من الهجمات الانتحارية في أوروبا. كان أكثرها دموية ذلك الهجوم الذي وقع في الثالث عشر من كانون الثاني/نوفمبر 2015، عندما هاجمت خلية من الانتحاريين العديد من المواقع في العاصمة الفرنسية.

اقرأ/ي أيضًا: تل معروف.. شهادة على كفر داعش

في أعقاب ذلك الهجوم، هاجم جهاديون -على صلة بشبكة باريس- العاصمة البلجيكية بروكسل في آذار/مارس 2016. إذ هاجم حينها انتحاريون محطة مترو مالبيك والمطار الدولي، مخلفين وراءهم 32 قتيلًا.

وفي أيار/مايو، فجر بريطاني من أصول ليبية - يبلغ من العمر 22 عامًا - عبوة ناسفة في حفل غنائي للمغنية الأمريكية أريانا غراندي في مانشستر بإنكلترا، ليترك وراءه 22 قتيلًا كثير منهم من الأطفال.

في أيار/مايو، فجر بريطاني من أصول ليبية -يبلغ من العمر 22 عامًا- عبوة ناسفة في حفل غنائي للمغنية الأمريكية أريانا غراندي

قد تتسبب القائمة، التي وزعها الإنتربول في أيار/مايو، في زيادة المخاوف بين أجهزة الأمن في أوروبا حول عودة المقاتلين الأجانب واحتمالية تنفيذهم لهجمات تخلف خسائر كبيرة. لكنها تقدم لهم معلومات استخباراتية إضافية حول هؤلاء الأشخاص الذين تُحتمل عودتهم إلى بلادهم.

يواصل تنظيم داعش خسارة أراضيه في سوريا والعراق أمام القوات المدعومة بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وهو ما يؤدي إلى هروب المقاتلين إلى مناطق أخرى تحت سيطرة الخلافة التي أعلن التنظيم نفسه عن إقامتها، أو إلى مناطق المعارضة، متخفين في هيئة مدنيين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصة داعش.. "تمدد" سريع وانحسار مُكلف و"بقاءٌ" محتمل

هل سيحارب العالم داعش؟