08-نوفمبر-2016

يتعرض أطفال سوريا اللاجئون لأشكال مختلفة من الاضطهاد (غايل أورنستين/NurPhoto)

قام فريق التحقيقات والتقارير الصحفية في "بي بي سي" بالتحقيق، بشكل خفي، في أحد المصانع التركية ووجدوا أن أطفالًا كانوا يعملون في هذه المصانع لصالح ماركات عالمية كـ"ماركس آند سبنسر" و"آسوس". كما وجد الفريق الصحفي أيضًا مجموعة أخرى من اللاجئين يعملون لصالح ماركات مثل "زارا" و"مانجو". في المقابل، تؤكد كل الماركات العالمية أنها تراقب بعناية خطوط إمدادها ولا تتهاون في استغلال اللاجئين.

كشف فريق تحقيقات صحفية أن عددًا من المصانع التركية تشغل أطفالًا لاجئين في خطوط إمدادها ولا تتهاون في استغلالهم

وقد صرحت شركة "ماركس آند سبنسر" أن التفتيش الذي قامت به على فروع خطوط الإنتاج في تركيا لم يكشف عن لاجئ واحد يعمل هناك. ولكن فريق برنامج "بانوراما" على "بي بي سي" وجد أن سبعة سوريين يعملون في مصانع التجزئة البريطانية الرئيسية، ويجني اللاجئون جنيهًا إسترلينيًا واحدًا فقط في الساعة وهو أقل بكثير مما يجنيه العامل التركي. وقد تم تشغيلهم عن طريق وسيط يدفع لهم المال في الشارع.

اقرأ/ي أيضًا: أطفال سوريا اللاجئين إلى دول الشمال.. إنه الألم

غير مقبول

قال واحد من اللاجئين لفريق "بانوراما" إنه يتم التعامل معهم بشكل سيئ وأضاف: "إذا حدث أي شيء لسوري فإنه يتم الرمي به بالشارع وكأنه قطعة ملابس". أصغر عامل هناك كان عمره 15 عامًا، كان يعمل في كي الملابس، التي يتم شحنها لاحقًا إلى بريطانيا وكان يعمل لمدة 12 ساعة يوميًا.

متحدث باسم شركة "ماركس آند سبنسر" قال إن النتائج التي توصل إليها فريق "بانوراما" في البي بي سي، هي جد خطيرة وأن الشركة تعرض العمل بشكل قانوني على أي لاجئ سوري كان يعمل في المصنع". وأضاف: أن "الأخلاق المهنية هي أمر أساسي بالنسبة لماركس أند سبنسر وأنهم يوفرون لكل عمالهم عقودًا تتماشى مع مبادئ التمويل العالمية التي تغطي ما نتوقعه ونطلبه من موظفينا ومن التعامل الذي يتلقونه في مصانعنا، ونحن لا نتهاون مع مثل هذه الخروقات في مبادئنا وسوف نفعل كل ما بوسعنا حتى نتأكد من أن ذلك لن يتكرر أبدًا".

يقول دانيال ماكميلان، من مركز الأعمال ومصادر حقوق الإنسان: " يجب أن يفهم القائمون على الماركات أنهم مسؤولون عما يحدث وليس أن يصرحوا أنهم لم يكونوا على علم بما جرى، إن ما يحدث هو دائمًا مسؤوليتهم". وأضاف: "تقع على عاتقهم مسؤولية مراقبة أين تُصنع ملابسهم وفي أي ظروف".

أجور يُرثى لها

الكثير من الملابس اليوم تُصنع في تركيا لقربها من أوروبا ولأنها معتادة على تسليم طلبات اللحظات الأخيرة، مما يتيح لمصانع التجزئة أن تنزل موديلات جديدة بالأسواق أسرع من أي مكان آخر. ولكن تركيا تعد مكانًا صعبًا لإنجاز الأمور وذلك نظرًا لارتفاع عدد اللاجئين، الذين وصلوا إليها خلال الحرب السورية والذين يقدر عددهم بحوالي ثلاثة ملايين لاجئ.

يعمل الكثير من اللاجئين، دون تصاريح عمل وحماية، في مصانع الملابس في تركيا

كثير من اللاجئين كذلك يعملون دون تصاريح عمل في مصانع الملابس. مراسل برنامج "بانوراما" تحدث مع الكثير من العمال السوريين العاملين في مصانع الملابس التركية وقد أشاروا إلى أنه يتم استغلالهم، فوضح: "لقد تحدثوا عن أجور يرثى لها وظروف عمل رهيبة"، ثم أضاف: "إنهم يعرفون أنهم يتم استغلالهم ولكنهم أيضًا لا يستطيعون فعل شيء حيال ذلك".

في خلفية أحد الأسواق في إسطنبول، وجد فريق البرنامج مجموعة من الأطفال السوريين العاملين، كما وجدوا بين أيديهم أحد قطع ملابس شرطة "آسوس العالمية". في وقت سابق، كانت هذه الشركة قد قبلت ملابس معدة في هذا المصنع على الرغم من عدم اعترافها به، ومنذ ذلك الوقت، كانت الشركة قد حققت في الوضع واكتشفت أن 11 شخصًا سوريًا يعملون بالمصنع وأن من بينهم ثلاثة أطفال، تحت السادسة عشرة.

اقرأ/ي أيضًا: الالتفات إلى ألم الآخرين

مواد كيميائية خطرة

شركة آسوس صرحت أن الأطفال العاملين سيتم دعمهم ماديًا حتى يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس، وأن العاملين من الكبار سوف يتم دفع رواتب لهم حتى يجدوا عملًا قانونيًا. وقال متحدث رسمي باسم شركة آسوس: "لقد اعتمدنا هذه البرامج الإصلاحية على الرغم من أن المصنع لا علاقة له بشركة آسوس".

وقد كشفت التحقيقات أن هناك لاجئين سوريين يعملون 12 ساعة في مصانع جينز "زارا" و"مانجو" في ظروف محزنة. كان اللاجئون يعملون بمواد كيميائية خطرة لطلاء الجينز في المصانع دون حتى واقيات تحميهم. وقد صرحت شركة "مانجو" أنها قامت بعمل تحريات للكشف عن وجود لاجئين بالمصانع وأنها لم تجد أي لاجئ يعمل بها وأن كل ما وجدته هو بعض التهاون في السلامة الذاتية للعمال.

وتقول شركات "زارا" الأم و"انديتكس" أن عمليات التفتيش في مصانعها كانت وسيلة فعالة لرصد وتحسين ظروف العمل وأنها عثرت على تهاون كبير بالفعل في بعض المصانع في حزيران/يونيو الماضي وأنها أمهلت المصانع حتى كانون الأول/ديسمبر لإدخال تحسينات على الالتزام بالتعليمات.

اقرأ/ي أيضًا: 

التعليم.. حل أطفال اللاجئين الأفارقة بالجزائر

اللاجئون الفلسطينيون والأونروا.. إلى الشارع دُر