01-مايو-2017

صورة لاحتجاجات طلبة التكليف (فيسبوك)

تصدر هاشتاغ #أطباء_التكليف_مش_هيسجلوا على تويتر بسبب ما وصفه أطباء التكليف الشباب تعنتًا من وزارة الصحة وتعمد خلق مشاكل مع طلاب دفعات التكليف الجديدة. والحقيقة أنه إلى الآن ورغم تعدد التغطيات الإعلامية لاحتجاجات الطلبة الأطباء إلا أنها لم تُفهم طبيعتها ومطالب الطلبة الحقيقية. وقبل رصد وتحليل التفاعل على الهاشتاغ وتحركات الطلبة على الأرض، وجدنا أنه من المهم أن نشرح للجمهور طبيعة هذه المواجهة وإحداثياتها.

يواصل أطباء تكليف 2017 احتجاجاتهم في مصر معترضين على التغييرات التي أحدثتها وزارة الصحة في مسارهم الدراسي والمهني

مروة نوفل، طبيبة بكالوريوس طب من دفعة التكليف التي شملتهم التغييرات الجديدة لوزارة الصحة وعضو لجنة الشباب في نقابة الأطباء تحدثت إلى "ألترا صوت": "في كل عام تعلن وزارة الصحة احتياجاتها من الأطباء الخريجين تمهيدًا لتوزيعهم على المستشفيات والوحدات الصحية على مستوى الجمهورية وهو ما يسمى التكليف".

وتضيف: "هذا العام عدد الأطباء الذي أعلنت عنه وزارة الصحة أقل من العادة، وهو ما يعني أولاً أن هناك الكثير من الوحدات الصحية في الأماكن النائية التي لن يكون بها أطباء مكلفون وثانيًا أن الكثير من أطباء التكليف سوف يلتحقون بما يُسمى الجهات الخارجية (مستشفيات خارجية غير تعليمية ولا يتم بها عادة تدريب الطلبة)".

تفاعل أطباء التكليف 2017 مع القرارات الجديدة في حقهم

اقرأ/ي أيضًا:  بعد الدولار.. سوق سوداء لـ"علب الدواء" في مصر

يذكر أن عدة امتيازات تقدم للأطباء في "المناطق النائية" مثل سيناء ومطروح ومنطقة البحر الأحمر، إذ يحظون بالتقديرات المالية الجيدة، ولكن بعد العمل لمدة عام في المناطق النائية يحظون بالتوزيع الجيد على مستشفيات متميزة وهي مرحلة تسمى "النيابة" أي أنهم يحظون بنيابات جيدة. هكذا تعتبر حركة النيابات الاستثنائية، التي يحصل عليها الأطباء بعد عملهم في الأماكن النائية، امتيازًا يسعى له الكثير من الطلبة، لكن أين تكمن المشكلة إذن؟

المشكلة تكمن في تقليص الوزارة لعدد الاحتياجات في هذه الأماكن تمهيدًا لغلقها، أي غلق الوحدات الصحية الموجودة في هذه الأماكن النائية وهو الأمر الذي لم يتم التأكد منه حتى الآن. وهو ما يعني أن الفقراء في هذه المناطق لن يجدوا أماكن يتلقون فيها العلاج!

المشكلة الثانية هي ما قامت به الوزارة من "فصل تعليمي" لبعض المستشفيات بجعلها غير تابعة لهيئة المستشفيات التعليمية الملحقة بوزارة الصحة. ففي السابق، عديد المستشفيات كمستشفى المطرية ومستشفى الساحل ومستشفى حلوان العام ومستشفى عين شمس العام، كانت مؤسسات استشفائية تعليمية تابعة لوزارة الصحة، يقيم فيها الطبيب الذي تطلق عليه صفة "نائب" ويقضي فيها فترات تعليم جيدة تساعده في اكتساب خبرات تدريبية ومهنية. لكن هذه المؤسسات لم تعد تتبع وزارة الصحة انطلاقًا من هذا العام وأصبحت لا تستقبل الطلبة من كليات الطب في فترة النيابة التي تعقب فترة التكليف (في الأماكن النائية) وهو ما اعتبره الطلبة يضر بهم ويخرب العملية التعليمية الطبية ويحرم الطلبة من التدريب المهني.

تفاعل أطباء التكليف 2017 مع القرارات الجديدة في حقهم

تفاعل أطباء التكليف 2017 مع القرارات الجديدة في حقهم

اقرأ/ي أيضًا:  تفاقم كارثة نقص الدواء في مصر.. أي حلول؟

عديد المستشفيات المصرية لم تعد تستقبل الطلبة من كليات الطب وهو ما اعتبره الطلبة حرمانًا لهم من التدريب المهني

ما شُرح أعلاه يمثل القواعد التي يتحرك بناء عليها طلبة كلية الطب في مصر وهي حسب الكثيرين اعتراضات مبررة. ورغم كل هذا قامت كلية الطب بفتح باب التسجيل للدفعة وقام 13% فقط من مجموع طلبة دفعة كلية الطب على مستوى الجمهورية بالتسجيل، ثم أغلقت الوزارة باب التسجيل. وهو ما يعني أن بقية الدفعة، المعترضين ضمنيًا، لم يسجلوا في التكليف، وهو ما يعني أيضًا أن أفضل الأماكن المتاحة قد تم حجزها بغض النظر عن مجموع درجات الطبيب التي كانت سابقًا الفيصل الأول في التوزيع على أماكن التكليف.

بعد اعتراض الطلبة واعتصامهم في نقابة الأطباء وتحت ضغطهم، قامت الوزارة بفتح باب التسجيل مرة أخرى وهو ما رفضه الأطباء الشباب، وحاولوا التواصل مع الوزير، ترافقهم الدكتورة منى مينا، المنسق العام لحركة أطباء بلا حقوق وعضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، لكن جهودهم فشلت في تغيير الواقع.

ولن تكون هذه أول ولا آخر المواجهات بين الأطباء الشبان ووزارة الصحة المصرية، التي تحاول هيكلة نظام صحي تعليمي جديد، يظن الكثير من الأطباء أنه لن يكون في صالح مستقبل المهنة.

بيان أطباء تكليف 2017

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المرض المنتشر الآن في مصر: فيروس مجهول يقتل الأطفال!

تجارة الأعضاء في مصر والعالم.. شهادات مرعبة