20-يناير-2025
سوريا

المستشفى الوطني في دير الزور (الترا صوت)

قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن أكثر من 70% من سكان سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشيرةً إلى أن العمل الإنساني يواجه تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل واحتياجات السكان المتزايدة.

وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح كارلوس أرياس، منسق الشؤون الطبية في سوريا لدى المنظمة، أن "التمويل المتوفر لا يغطي سوى ثلث الاحتياجات الضرورية"، ما يعكس فجوة كبيرة في الموارد اللازمة لتلبية احتياجات السكان. وأضاف أن انتشار الأمراض الناجمة عن نقص المياه والصرف الصحي يفاقم الأوضاع الصحية المتردية في البلاد.

منسق الشؤون الطبية لأطباء بلا حدود في سوريا: "اليوم، يموت الناس بسبب نقص أدوية لعلاج أمراض يمكن الشفاء منها بسهولة"

ومع حلول موسم الشتاء، حذر أرياس من أن العديد من السكان قد يضطرون إلى بيع ممتلكاتهم الأساسية لشراء الوقود أو مستلزمات التدفئة، ما يجعل الوضع أكثر مأساوية. وقال: "اليوم، يموت الناس بسبب نقص أدوية لعلاج أمراض يمكن الشفاء منها بسهولة"، مؤكدًا أن نقص الأدوية وارتفاع أسعار الوقود يزيدان من صعوبة حصول الطواقم الطبية على الموارد اللازمة لعلاج المرضى.

ووصف أرياس الوضع الصحي في سوريا بأنه "حرج للغاية"، خاصةً في مدينتي حلب ودمشق، حيث أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية أن 20 مستشفى توقف عن العمل تمامًا، بينما يعمل 38 مستشفى بشكل جزئي فقط. وأكد أن المستشفيات التي ما زالت تقدم خدماتها تواجه صعوبات كبيرة بسبب نقص الأدوية والوقود.

وأكد منسق الشؤون الطبية أن منظمة "أطباء بلا حدود" وسّعت أنشطتها إلى مناطق جديدة كان الوصول إليها مستحيلاً في عهد النظام السابق. وقال: "نحن الآن نقدم المساعدات في مناطق تشمل تبرعات للمستشفيات ومواد غذائية لمخيمات النازحين". كما أشار إلى أن المنظمة تعمل بالتنسيق مع السلطات الجديدة لضمان الوصول إلى جميع المناطق، مع التركيز على حلب ودمشق.

وشدد أرياس على الحاجة الملحة لزيادة التمويل الدولي لدعم إعادة إعمار سوريا. وقال: "هناك نقص حاد في تمويل إعادة البناء، وعلى المجتمع الدولي التحرك وزيادة دعمه المالي لسوريا". وأعرب عن أمله في أن يتحسن الوضع مع مرور الوقت، وأن تصبح سوريا أقل اعتمادًا على المساعدات الإنسانية كما كانت من قبل.

تصريحات كارلوس أرياس توافق ما تحدث به المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، خلال زيارته إلى سوريا، الأسبوع الماضي، حيث أوضح أن الوضع في سوريا بالغ الصعوبة، إذ يعاني معظم السوريين من فقر مدقع نتيجة النزاع المستمر والعقوبات المفروضة على البلاد.

وقال المفوض السامي: "اليوم، 90% من السوريين يعيشون في فقر، وهم بحاجة إلى دعم عاجل لإعادة بناء حياتهم ودولتهم". وأكد أن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا أصبح يمثل ضرورة ملحة لتحسين الوضع الإنساني في البلاد، وتخفيف معاناة الشعب السوري.

كما أشار تورك إلى ضرورة العمل على دعم إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، مثل التعليم والصحة والإيواء، التي تضررت بشكل كبير خلال سنوات النزاع. وقال إن الأمم المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم اللازم في هذا المجال، ولكن العمل يتطلب تعاونًا وثيقًا بين جميع الأطراف المعنية.