28-فبراير-2017

تيسير بطينجي/ فلسطين

طلقات

جنود عائدون توًّا من الحرب
مع نصف ابتسامة
ليست النتيجة مهمة
الأهم أنهم ما زالو أحياء
واحد منهم أو أكثر حزين
وهو يصرخ 
في السماء الزرقاء
لم يكن لدي رغبة أن أقتل أحدًا
لكنها الحرب القاتلة
أصدقاء الحرب 
هم أنفسهم الأعداء وقت السلم
يعرفون بعضهم جيدًا
لحظات الضعف وشهوة القوة العمياء
الابتسامة الآن مقلوبة 
مثل كلام في المرآة
الضحكة من القلب بعيدة
مسافة ألف ميل 
الجنود العائدون 
يجلسون في زاوية الحانة
أخيرًا في لحظة صمت أبدي
يطلقون القهقهات 
كأنَ العالم يندثر 
يقول زبون في الزاوية الأخرى
كم تشبه هذه الأصوات
كم تشبه الطلقات في الهواء.

 

جانب

المطر يضرب نافذتي
ينتحر على شكل أودية دقيقة تسيل
في جانب ما من الحياة
حتى في الموت
هناك
شفافية. 

 

أقدام

إنها تثلج الآن في حلب
يدخل الثلج من نافذتي في البورغ
يأتي من كل مكان
كم تشبه هذه اللحظات
دعسات الأقدام البيضاء البعيدة
كم
تشبه
الحنين.

 

سقوط

هذا العالم 
ليس قرية صغيرة
في الغربة
تكتشف كم هي روحك مترامية الأطراف
هذا العالم غابة متوحشة تمامًا
هذا ما يقوله خريف هذا العام
هذا الذي غطَى بأصفره شواهد القبور
كل شيء على الحافة
هذا العالم جميل جدًا
لكنه
آيل
للسقوط.

 

اقرأ/ ي أيضًا:

القمَر والخُبز والوُجوه

تعويضًا عن حادث