تقدّم محامٍ كويتي بدعوى قضائية ضد وزارتي الإعلام والمواصلات وهيئة تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات، تطالب بحجب منصة نتفلكس في الكويت، على خلفية نشر المنصة لفيلم "أصحاب ولا أعز" الذي يرى فيه مقدم الدعوى ويُدعى عبد العزيز السبيعي، أنه يدعو إلى انحلال أخلاقي في عدة مشاهد منه. ويرى السبيعي أن المنصّة " تستقطب فئة الشباب والمراهقين وتهدف لفرض اتفاقية سيدوا في وطننا العربي المخالفة لتعاليم الإسلام، والتي لا تجرم العلاقات خارج إطار العلاقات الزوجية"، ويرى السبيعي أن المنصة تنشر الرذيلة وتشجّع على المثلية وإباحة ما حرم الله ولا تتماشى مع قيم المجتمع المحافظ، كما أنها تمثّل دمارًا لكل القيم والآداب العامة بحسب وصفه.
انقسام في الرأي العام الكويتي حول الدعوى
الدعوى ضد نتفلكس شغلت الرأي العام الكويتي وقسمته بين مؤيد لها ورافض، ليستمر بالتالي الجدل حول الفيلم الذي طرحته المنصّة في الشهر الماضي، وتعرّض لانتقادات كبيرة عبر مواقع التواصل في العالم العربي بسبب بعض المشاهد والأفكار التي وردت خلاله، فيما كان قسم من الجمهور يدافع عن الفيلم، ويرفض سياسة وضع القيود على الأعمال الفنية، وخاصةً أن الفيلم يعرض على منصة غير متوفرة إلا للمشتركين بها، وبالتالي يُمكن لأي شخص أن يلغي اشتراكه بها دون أن يفرض رأيه على الآخرين.
في أبرز التعليقات في هذا المجال، استغربت المغرّدة خولة البلوشي رفع دعوى في الكويت ضد منصة نتفليكس بسبب فيلم أصحاب ولا أعز، في الوقت الذي تُعرض أفلام ومسلسلات تحتل المراتب الأولى في المشاهدة، وتتضمن مشاهد " أقوى من جدى" ، بينما هذا الفيلم " حاكي الواقع و يبين أحداث حقيقية موجودة نتستر عنها كل يوم و نسوي روحنا مو شايفينها بتحجبون منصة كاملة ".
الكاتب والناقد الكويتي أحمد الصراف انتقد المطالبة بحجب منصة نتفليكس في الكويت، وقال إن الفيلم متوفر على يوتيوب مجانًا، كما أن الدعوى ستكون أفضل دعاية يحلم بها منتج الفيلم ونتفلكس بحسب وصفه.
وتساءل الإعلامي ماجد بن جعفر الغامدي إذا كانت منصة نتفليكس تدعم الشذوذ، وإذا كانت تقوم بإعادة تشكيل القيم في العالم العربي، من خلال ثريد نشره على صفحته، واعتبر في أحد التعليقات أن نيتفلكس مصرّة على معاكسة الفطرة السليمة والتيار العام الرافض للشذوذ على حدّ وصفه.
المغردة هيا راضي اعتبرت بدورها أن الحكومة الكويتية تغفل قضية البدون والمعتقلين والاستهتار والتربية التي أصبحت تستهتر بمصير الطلبة، ومشاكل التركيبة السكانية ومشكلة وزارة الأشغال، وتهتم بحجب موقع نتفليكس الذي يجد يالمواطن الكويت فرصة للترفيه عن نفسه.
كما سخر المغرد أبو خالد من احتمالية حجب نتفليكس في الكويت، حيث سيفرض على المواطن مشاهدة التلفزيون الكويتي، وأضاف: " ماعندي مشكله تحجبون نتفلكس بس عطونا مسلسلات كويتيه محترمه نتابعها".
المغرّدة مريم الثويني أعربت عن صدمتها من المطالبة بحجب نتفليكس في الكويت، المنصة التي يتسلى من خلالها الناس في وقت فراغهم، وقالت إن الناس كان يستطيعون الوصول إلى كل المواد حتى قبل ظهور نتفليكس، داعيةً الحكومة والسلطات إلى العمل على حل المشكلات الحقيقية التي تمر بها البلاد، وترك الناس وشأنهم.
الضجة حول الفيلم مستمرة
الضجة حول فيلم " أصحاب لا أعز " لم تقتصر على الكويت، ففي مصر طالت الانتقادات الممثلة منى زكي بسبب ظهورها مطلع الفيلم وهي تحمل سروالها الداخلي، بالإضافة إلى انتقادات طالت المضامين التي تناولها الفيلم، من بينها المثلية الجنسية وتعدد العلاقات. وتقدّم النائب في البرلمان المصري محمود قاسم، ببيان عاجل لرئيس مجلس النواب، المستشار حنفي الجبالي، لتوجيهه إلى وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، بشأن مضمون فيلم "أصحاب ولا أعز"، بتهمة أنه يروج للمثلية الجنسية.
يُذكر أن المحكمة الكويتية حدّدت جلسة 25 أيار/مايو المقبل، موعدًا للنظر والبت بقضية المحامي عبد العزيز السبيعي. فهل ستكون الكويت الدولة العربية الأولى التي ستحجب نتفليكس؟
اقرأ/ي أيضًا:
فيلم "أصحاب ولا أعز" يثير جدلًا واسعًا ومنى زكي في مرمى انتقادات المصريين