23-ديسمبر-2015

أصبوحة 180(فيسبوك)

في ظل الانشغال عن القراءة كأحد أدوات التثقيف لدى الإنسان، كان بعض الطلاب الأردنيين قد فكروا في مبادرة جديدة لإحياء هذا الجوهر ونشر ثقافة القراءة مرة أخرى في الأوساط الطلابية وغيرها، ساعين إلى تجاوز حدود الأردن لبناء عالم عربي مثقف.

"أصبوحة 180" مشروع تطوعي يقوم على آلية "صناعة القراء" وإثراء الحياة الثقافية والفكرية في المجتمع الأردني

بدأ فريق طلابي يدعى "أصبوحة 180" العمل على هذه المبادرة، وهو مشروع تطوعي يقوم على آلية "صناعة القراء" وإثراء الحياة الثقافية والفكرية في المجتمع الأردني. بدأ المشروع عام 2014 على موقع "يوتيوب" ومن ثم انتقل إلى أرض الواقع مع بداية العام الدراسي في سبتمبر/أيلول من العام الحالي وذلك تحديدًا من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. يحاور "ألترا صوت" ميمونة أبوعمير، وهي إحدى قادة المجموعات في المشروع لنتعرف بشكل أكبر على المشروع وآلياته وما يهدف إليه.

ماهي فكرة "أصبوحة 180"؟

قبل عام، قام أحمد الشمري، وهو طالب بكلية طب الأسنان بالأردن، بعمل حلقات على موقع "يوتيوب" يلخص فيها كل مرة فصلًا من كتاب "the rules of work" لريتشارد تمبلر، في 180 ثانية، ليستفيد به غيره من المشاهدين ويجذب البعض لقراءة الكتب.

ثم تطورت الفكرة إلى أن يقوم متابعو "أصبوحة 180" باختيار كتاب ويقومون بقراءته بشكل مفصل وكتابة أطروحات عنه بصفة يومية، سأتحدث عنها لاحقًا. ومع بداية العام الدراسي الحالي، نالت الفكرة استحسان فئة جيدة ورأى الشمري أنه يجب أن تمر إلى أرض الواقع فعمل على تكوين مجموعة أصبوحة بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.


من هم المستهدفون من "أصبوحة 180"؟

إضافة إلى طلبة الجامعات، نتوسع لنضم طلبة مدارس وشباب فيما بعد مرحلة التعليم الجامعي، وبالفعل لاقى مشروع القراءة قبولًا كبيرًا في هذا الوسط، وانتقلت التجربة من الأردن إلى دول أخرى كمصر، الكويت، المغرب، الجزائر والعراق.

لاقى مشروع القراءة "أصبوحة 180" قبولًا كبيرًا، وانتقلت التجربة من الأردن إلى دول أخرى كمصر، الكويت، المغرب، الجزائر والعراق

ما هي آلية وهيكلة المشروع؟

يترأس الشمري المشروع، وانخرط معه ثمانية وعشرون شخصًا، كل واحد منهم هو قائد مجموعة، وكل قائد يكون مسؤولًا عن عشرة سفراء، ويتلخص دور كل سفير في أن يقوم بقراءة ست صفحات من كتاب معين وكتابة أطروحة أو خاطرة أو تلخيص على جروب فيسبوك الخاص بالسفراء حتى يستفيد من خلال تلك الأطروحات باقي القراء الذين يقومون بقراءة كتب أخرى وكتابة أطروحاتهم عنها أيضًا وذلك خمسة أيام في الأسبوع.
أما دور كل قائد مجموعة فهو نفس دور السفير، إضافة إلى دور المتابعة مع كل عشرة سفراء، للتأكد من التزام الجميع وإبلاغ ذلك لرئيس المشروع بنهاية كل أسبوع.

ألا ترون أن إلزام الشخص بقراءة وكتابة الأطروحات بهذا الشكل قد يمثل عبئًا على كاهله؟

قبل الانضمام إلى "جروب السفراء"، يكون المتقدم قد التحق بداية ب"جروب المرشحين"، يتم من خلاله اختبار مدى التزامه عن طريق إعطائه كتاب "القراءة المثمرة" كتابة أطروحات وتلخيص للكتاب، وفي حال أثبت المرشح جديته في القراءة المتواصلة يتم نقله إلى "جروب السفراء"، ويقدر عدد المرشحين الآن بحوالي ألف ومائتي شخص.

لا نرى أن في القراءة خمسة أيام أسبوعيًا أي تكلف للقارئ، فقراءة "ست صفحات" لا يأخذ أكثر من ثماني دقائق إضافة إلى دقيقتين لكتابة الخاطرة أو الأطروحة وهو وقت ضئيل جدًا بالنسبة لحياة الفرد العادي الذي ينشغل بشتى ملهيات الحياة، ولكن الفكرة التي تكونت لدى الشخص عن القراءة وأنها تحتاج وقتًا طويلًا هي الخاطئة، وقد تتغير ببداية القراءة على النحو الذي قمت بتبيانه.


فيمَ تتمثل الأهداف الرئيسية التي تسعون إلى تحقيقها؟

نسعى لإحياء ثقافة القراءة في الأوساط المختلفة بعد أن غابت مع تقدم الزمن واهتمام الشباب بأمور أخرى، ونرمي أيضًا إلى الوصول إلى مليون قارئ في مسافة زمنية قصيرة في خطوة لجعل المجتمع أكثر وعيًا.

هل تواصلتم مع الجهات الحكومية الأردنية للاعتراف بكم كمؤسسة أو هيئة؟

تواصلنا مع وزارتي الثقافة والتنمية وقابلنا وزيرة الثقافة، التي أيدت الفكرة نظرًا لعدم وجود مجموعات فعلية تهتم بالقراءة وإثراء الحياة الثقافية بشكل فعال، وتعهدت بالنظر في موضوعنا والاعتراف بنا كهيئة ثقافية يكون لها مقار ودعم للنهوض بالفكرة أكثر، وبالطبع الاعتراف بنا سيكون فارقًا حقيقيًا لسهولة التحرك نحو نشر هذا الفكر حتى إلى خارج الأردن وهذا هو هدفنا.

اقرأ/ي أيضًا:

فوضى المناهج التعليمية في الأردن

أعياد الثقافة في الأردن