24-سبتمبر-2016

رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي(جاس أزنار/Getty)

رودريغو دوتيرتي (71 عامًا) هو محامٍ ذو شخصية مثيرة للجدل، تولى منصب رئاسة الفلبين يوم 30 حزيران/يونيو الماضي، بعد حصوله على حوالي 39% من أصوات الناخبين في بلده. يشتهر دوتيرتي بتصريحاته الإعلامية ومواقفه الحادة وغير المألوفة، إضافة إلى استخدامه عبارات نابية وشتائم، والتي عادة ما تثير الكثير من الجدل في الأوساط العالمية. كما عرف أيضًا بحربه الضروس ضد المخدرات والجريمة في بلده، والتي لا يتمسك فيها بالإجراءات القانونية أو بإجراء محاكمات، وهو ما جعله محل انتقادات لاذعة دوليًا. فيما يلي أشهر خمسة مواقف له، كانت قد أثارت جدلًا واسعًا خلال الأشهر القليلة الماضية.

يشتهر رئيس الفلبين بتصريحاته الإعلامية التي تعتمد عبارات نابية وشتائم، والتي عادة ما تثير الكثير من الجدل في الأوساط العالمية

1ـ القوى الاستعمارية السابقة منافقة وتحاول التكفير عن خطاياها

آخر مواقفه "الحادة" والشهيرة كانت مهاجمة النقد الموجه لسياسته المعتمدة تجاه تجارة المخدرات والجريمة في بلده من قبل الاتحاد الأوروبي، هذا الأخير الذي أعرب عن "قلقه بسبب أعمال القتل والإعدام التي تجرى دون محاكمات في البلاد ودعاه للتوقف عنها".

وكانت ردة فعل الرئيس الفلبيني كالعادة "غير مألوفة" إذ اتهم الاتحاد الأوروبي بـ"النفاق" ملوحًا بيده ومشيرًا بإصبعه في "حركة بذيئة"، موضحًا أن "القوى الاستعمارية السابقة المنافقة مثل فرنسا وبريطانيا تحاول التكفير عن خطاياها وتتصرف بناء على شعورها بالذنب"، وأضاف أن "كتب التاريخ تملؤها أمثلة الأعمال الوحشية التى يرتكبها الأوروبيون"، في إشارة إلى العرب الذين قتلوا خلال الفترة الاستعمارية أساسًا.

ومنذ توليه منصبه في موفى حزيران/يونيو الماضي، قُتل نحو ثلاثة آلاف شخص في الفلبين من قبل الشرطة أو متعاونين معها، في إطار ما يسميه دوتيرتي "حربه ضد الإرهاب والمخدرات".

اقرأ/ي أيضًا: تجارب فرنسا النووية.. جرح الجزائر الغائر

2ـ أوباما "ابن عاهرة" ومد وجزر مع الولايات المتحدة

قبل انتقاد الاتحاد الأوروبي، كان الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي قد هدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حال أبدى رأيه في أسلوبه في مكافحة المخدرات، وسياسته في ذلك والتي تقضي بقتل المشتبه بهم بالاتجار بالمخدرات دون محاكمة. وصرح دوتيرتي حينها أنه "رئيس دولة ذات سيادة، وهو مسؤول أمام الشعب الفلبيني فقط"، وأضاف موجهًا خطابه لأوباما: "لا تسألني عن الموضوع، وإلا سأشتمك يا ابن العاهرة".

ونتج عن ذلك أن ألغى الرئيس الأمريكي لقاءً مقررًا مع نظيره الفلبيني الثلاثاء 6 أيلول/سبتمبر الجاري على هامش "قمة آسيان" بعد الألفاظ النابية التي نعته بها دوتيرتي، والتي كانت ردًا عن قول مساعدي الرئيس الأمريكي إن "أوباما قد يعرب خلال اللقاء عن قلقه من السياسة المعتمدة من رئيس الفلبين وارتفاع عدد القتلى".

وقد ميز التوتر العلاقة الأمريكية الفلبينية في ظل حكم دوتيرتي، إذ سبق أن طالب بمغادرة القوات الخاصة الأمريكية من جنوب الفلبين، وهي التي تقوم بتدريب الجيش الفلبيني للقضاء على جماعة أبو سياف الإسلامية. قبل أن يتراجع دوتيرتي ويصرح مسؤولون في حكومته أن "مانيلا لن تقطع علاقاتها مع واشنطن وأنها ستلتزم بتعهداتها في إطار التحالف العسكري بين البلدين". كما أوضح الرئيس الفلبيني أنه "لم يكن يقصد الرئيس الأمريكي باللفظ النابي المستعمل"، مؤكدًا أنه "ليس في معركة مع أمريكا".

3ـ دوتيرتي: بان كي مون "أحمق"

وصف رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي، الجمعة 9 أيلول/سبتمبر الجاري، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ"الأحمق"، حسبما نقلته وكالة "فرانس برس". واسترسل دوتيرتي: "حتى بان كي مون أدلى بدلوه وبتصريحات قبل عدة أسابيع عن انتهاكات حقوق الإنسان، أنت مجرد أحمق آخر". وأضاف: "أنا سأستمر بحملتي ضد المجرمين وأنا لست مشفقًا عليهم. أنا رئيس الفلبين ولست رئيس جمهورية المجتمع الدولي". وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أصدرت ما يفيد بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان في الفلبين.

منذ توليه منصبه في موفى حزيران/يونيو الماضي، قُتل نحو 3000 شخص في الفلبين، في إطار ما يسميه دوتيرتي "حربه ضد الإرهاب والمخدرات"

اقرأ/ي أيضًا: المغرب نحو التصعيد مع الأمم المتحدة.. إنها الصحراء

4ـ دوتيرتي: الإعدام شنقًا هو "الأكثر إنسانية"

كان دوتيرتي قد أكد عند انتخابه رئيسًا للبلاد إعادة العمل بعقوبة الإعدام. واعتبر نفسه "مجنونًا"، وأوضح أنه يرى أن "الإعدام شنقًا هي الطريقة الأكثر إنسانية مقارنة مع تنفيذ العقوبة رميًا بالرصاص"، ومتوعدًا المجرمين بـ"الجحيم"، على حد تعبيره. وكان من أغرب تصريحاته أيضًا أن "الذين يحكم عليهم في جريمتين سيشنقون مرتين".

كما أعلن دورتيتي في ذات السياق أنه سيمنع تناول المشروبات الكحولية في الأماكن العامة بعد الساعة العاشرة ليلًا وسيمنع خروج الأطفال إلى الشوارع بمفردهم في ساعة متأخرة، موضحًا أن "أي طفل سيكون في الشارع سيعرض والديه للسجن".

5ـ يتوعد بتقطيع "الإرهابيين" وأكلهم أحياء

في مستهل شهر أيلول/سبتمبر الجاري، توعد رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي بـ"تمزيق مقاتلي جماعة أبو سياف الإرهابية إربًا وأكلهم أحياء"، في رد غاضب على الهجمات ضد الجيش، والتي راح ضحيتها 15 جنديًا في آب/أغسطس الماضي في مدينة دافاوو وتبنتها الجماعة. وقال دوتيرتي يوم الاثنين 5 أيلول/سبتمبر، على هامش مشاركته في "قمة آسيان": "سيدفعون الثمن، عندما يحين الوقت سآكلكم على مرأى من الناس، إذا أغضبتموني، بكل صراحة سآكلكم أحياء، سآكل لحمكم نيئًا". وأعلن الرئيس الفلبيني، إثر تلك الهجمات، "حالة انعدام القانون" في البلاد، مؤكدًا أن إعلانه يسمح له بمطالبة الجيش بمساندة الشرطة في إقامة نقاط تفتيش وزيادة الدوريات الأمنية.

وتنشط جماعة أبوسياف، التي أعلنت مجموعات فيها مبايعتها لتنظيم "داعش"، في الجزر الجنوبية للفلبين، وتصنف كمنظمة إرهابية اشتهرت بخطف الأجانب وقامت بقطع رأس رهينتين كنديين خلال العام الحالي.

اقرأ/ي أيضًا:

خطط مكافحة الإرهاب في تونس.. الجدل متواصل

هل تحمينا الاعتقالات السياسية من الإرهاب؟