سارت أشلي بصعوبة، منحنية أكثر نحو الأرض التي ستبتلع جسدها وروحها قريبًا. وخاصة جسدها. هذا ما كانت تردده دائمًا. لأنه بالنسبة للروح، لم تكن متأكدة مما سيحل بها بعد الموت. لكن ذلك لم يمنعها من مغادرة منزلها الصغير كل يوم بخطى مترددة ولكنها هادئة، للذهاب إلى الموعد الذي ضربته للمقعد القائم على جانب الطريق عند الساعة الخامسة مساء.
كان مقعدًا خشبيًّا، تم طلاؤه باللون الأخضر بواسطة مرمم طرق البلدية. ترك مرور الوقت وسكاكين الشباب أثرهما عليه. ولم ينج من ذلك سوى عدد قليل من رقائق الطلاء القديمة. كان المقعد في الواقع عبارة عن ثلاث قطع من الخشب تم وضعها بشكل مسطح بين طوقين مصنوعين من خردة الحديد المشذبة بشكل سيئ، ورابعة تعمل كمسند ظهر، متصلة بهذين الطوقين بواسطة وَتَدَيْن صدئين.
جلست متكئة على عصاها، منحنية إلى الأمام، تراقب الشمس وهي تمضي. جلست تستنشق هواء قريتها الصغيرة، الذي استنشقته أول مرة قبل تسعين عامًا. راقبت الحمام وهو يحلق في دوائر قبل أن يتجه نحو برج الكنيسة، معقل أجيال من الطيور. قارنت ألوان الأشجار المختلفة التي تصطف على جانب الطريق. كان بصرها لا يزال جيدًا نوعًا ما.
إنها تنتظر مرور السيارة.
لأنه لما يقرب من ستة أشهر، تنطلق سيارة كل يوم ما عدا يومي السبت والأحد بأقصى سرعة من أعلى القرية. كانت تسمعها قبل أن تراها. في البداية كان صوت السيارة يحاكي شخيرًا قويًّا، ثم يزداد انتفاخًا من ثانية إلى أخرى، كما لو كان من طبقة صوت الباريتون، ليستحيل في ما بعد ضوضاء شديدة، تعلو أكثر فأكثر. ثم تظهر السيارة في نهاية المنعطف، أسفل منزل السيدة ويلسون. كانت حمراء، بشريط أسود عريض على الجانب الأيمن. لم تكن أشلي تعرف ما إذا كان هناك شريط مماثل على جانبها الأيسر. كانت ترى هذه السيارة دائمًا نازلة، لترمي نفسها في منعطف آخر، على بعد مائة متر. لم يتبدل هذا المشهد أبدًا. قد يحدث أن تمر السيارة بجوار المقعد في الصباح، قبل أن تنهض أشلي، ومع هذا لم تعرفها بغير هذا المعنى غير القابل للتغيير. سيارة سريعة ومزعجة.
قالت لنفسها: "ذات يوم، سيقتل هذا الشاب نفسه. إنه يسير بسرعة كبيرة".
كانت مقتنعة بأنه يعمل في شركة تشيتشيستر للنجارة، وأنه صغير في السن بالتأكيد.
كل يوم، كانت تخشى مرور السيارة، تمامًا مثلما تخشى عدم مرورها.
كانت تقول: "إذا لم يمر في يوم من الأيام، فهذا يعني أنه قد مات".
وبدأت تحدث عن ذلك من حولها. ونظرًا لعدم وجود مواضيع جديدة للمحادثة، فإنها لم تتوقف عن اجترار هذا الموضوع.
"رجاء لا تخبروني عمن يكون هذا الشخص"، تابعت العجوز أشلي، مخاطبة السيد مور، الأب ستيوارت، والأرملة مارغريت، محاوريها الرئيسيين. أخشى أن أقف على اسمه في الصحيفة، في قسم الموتى. لا تخبروني بأي شيء!
لم تقل "نعي" قط. "هناك كلمات يجب تركها للمثقفين"، لطالما رددت ضاحكة هذه الجملة عند استخدام أحدهم لكلمة "نعي". كانت أشلي تتمتع بروح الدعابة.
ذات يوم، لم تمر السيارة.
كان يوم الإثنين.
"قد يكون في إجازة".
الثلاثاء تلاه الأربعاء. مر الأسبوع.
أين السيارة؟
كانت أشلي قلقة. لم يكن عقلها الهرم يفكر في أي شيء آخر.
"لقد أصبت بالهوس، قالت متذمرة... ربما يكون في إجازة".
ثم همست بعد صمت قصير: "وإلا مات".
لم تعد أشلي تأكل.
عاودت حديثها عن هذا الموضوع كل يوم مع السيد مور أو الأب ستيوارت أو الأرملة مارغريت. لكنهم لم يعرفوا إجابة سؤالها. أو لعلهم كانوا يعرفونها، لكنهم بذلوا قصارى جهدهم لاحترام رغبتها الأولى: عدم إخبارها بأي شيء.
ثم سئموا من حديثها الدائم في هذا الباب! ولكنها مكثت تتحدث وتتحدث، إلى أن انتهى بها الأمر بخلط كل شيء: لون السيارة، اسم شركة النجارة. اليوم. الليل.
في النهاية، ماتت أشلي، بسبب هذا أو بسبب شيء آخر.
قال كل من السيد مور، والأب ستيوارت والأرملة مارغريت: "لم تكن في كامل قواها العقلية".
عندما فتح توم هارينغتون، الذي كان يعمل كل يوم في منجرة تشيتشيستر، الصحيفة، ألقى نظرة سريعة على قسم "النعي"، القسم الذي يذكر فيه الموتى، ولم يتوقف عند اسم أشلي. لم يكن يعرفها.
أغلق الجريدة وغادر. انتهى يوم عمله. كان عليه العودة إلى المنزل. وبعد ذلك، كان عليه أن يدلل سيارته الجديدة، البيضاء، تلك التي تمر بقرب المقعد الأخضر كل يوم دون أن تصدر أي صوت.
كانت جديدة.