"أشبال الأطلس" يطيحون بفرنسا.. المغرب إلى نهائي كأس العالم تحت 20 عامًا
16 أكتوبر 2025
كتب المنتخب المغربي تحت 20 عامًا فصلًا جديدًا في تاريخ الكرة الإفريقية، بعدما تأهل لأول مرة إلى نهائي كأس العالم للشباب، إثر فوزه المثير على فرنسا بركلات الترجيح بنتيجة 5-4، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، في لقاء جرى فجر الخميس بالعاصمة التشيلية سانتياغو.
بذلك بات المغرب على بعد خطوة واحدة فقط من تحقيق إنجاز غير مسبوق، يتمثل بالتتويج ببطولة العالم لتحت 20 عامًا، وللمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية، كما أصبح ثاني فريق عربي يصل إلى نهائي البطولة، بعدما فعلتها قطر في نسخة عام 1981.
سيواجه "أشبال الأطلس" في نهائي كأس العالم تحت 20 عامًا منتخب الأرجنتين، والذي تخطى كولومبيا بهدف
الحدث الأبرز في المباراة جاء من الحارس الثالث عبد الحكيم المصباحي، الذي لم يشارك في أي مباراة سابقة خلال البطولة، لكنه دخل في اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي خصيصًا لركلات الترجيح. المصباحي لم يأتِ خالي الوفاض، بل حمل معه زجاجة ماء عليها صور لاعبي فرنسا ومخطط بياني لمواقع تسديداتهم المحتملة. هذه الاستراتيجية الذكية أثمرت عندما تصدى للركلة الأخيرة من دجيليان نغيسان، مانحًا المغرب بطاقة العبور إلى النهائي.
إصابات وتبديلات حاسمة
المباراة شهدت تغييرات اضطرارية في مركز حراسة المرمى، حيث تعرض الحارس الأساسي يانيس بن شاوش لإصابة في الدقيقة 64، ليحل محله إبراهيم غوميس، قبل أن يُستبدل هو الآخر بالمصباحي في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي، في خطوة تكتيكية جريئة من المدرب محمد وهبي.
وهبي عبّر عن مشاعره بعد المباراة قائلًا: "حافظنا على تركيزنا وهدوئنا، وانتظرنا لحظتنا. الآن نحن في النهائي، وهذا إنجاز تاريخي، لكننا نريد أن نذهب أبعد ونفوز بالكأس".
طريق المغرب إلى النهائي
لم يكن وصول المغرب إلى النهائي محض صدفة، بل نتيجة أداء استثنائي منذ دور المجموعات، حيث تصدر مجموعته بعد الفوز على إسبانيا والبرازيل، ثم أطاح بكوريا الجنوبية والولايات المتحدة في الأدوار الإقصائية. هذا الأداء يعكس تطورًا كبيرًا في الكرة المغربية على مستوى الفئات السنية، ويعيد للأذهان إنجاز 2005 حين احتل المنتخب المركز الرابع.
نهائي مرتقب ضد الأرجنتين
في المباراة الأخرى من نصف النهائي، فازت الأرجنتين على كولومبيا بهدف نظيف سجله ماتيو سيلفيتي في الدقيقة 72، لتبلغ النهائي للمرة الثامنة في تاريخها، وهي تسعى لتحقيق لقبها السابع. اللافت أن المنتخب الأرجنتيني يحقق هذه النتائج رغم غياب اثنين من أبرز نجومه: كلاوديو إتشيفيري (باير ليفركوزن) وفرانكو ماستانتونو (ريال مدريد).
نهائي المغرب ضد الأرجنتين سيكون مواجهة بين طموح إفريقي تاريخي وقوة لاتينية تقليدية. المغرب يدخل المباراة مدفوعًا بروح الإنجاز، بينما الأرجنتين تسعى لتأكيد هيمنتها على البطولة. وبين هذا وذاك، تبقى قصة المصباحي عنوانًا للذكاء، الجرأة، والإيمان بأن لكل لاعب لحظة قد تغيّر مجرى التاريخ.