سيكون المنتخب المغربي على موعد مع فرصة صناعة التاريخ، عندما يواجه مساء الثلاثاء المنتخب الإسباني على استاد المدينة التعليمية في مدينة الريان، ضمن ثمن نهائي كأس العالم فيفا قطر 2022، حيث ستكون الفرصة أمامه تاريخية لبلوغ الدور ربع النهائي، وهو الأمر الذي لم يحققه أي فريق عربي في السابق.
أسود الأطلس بلغوا دور الـ 16 بجدارة واستحقاق، بعدما تصدّروا المجموعة الخامسة القوية التي ضمّت وصيف العالم كرواتيا، وثاني التصنيف العالمي بحسب الفيفا بلجيكا، حيث جمع حكيم زياش ورفاقه سبع نقاط من فوزين على بلجيكا وكندا، وتعادل سلبي مع كرواتيا، ولم يتلقَ الفريق سوى هدف واحد في دور المجموعات، وهو أفضل أداء دفاعي لمنتخب عربي في هذا الدور على امتداد نسخ كأس العالم، كما أنها المرة الثانية التي يتصدر فيها المنتخب المغربي مجموعته بعد مونديال 1986، مع العلم أنه لم يسبق لأي منتخب عربي غير المغرب تصدّر مجموعته في كأس العالم.
صدارة المجموعة لم تجنّب المغرب مواجهة منتخب من العيار الثقيل في الدور الثاني، فخصمها هو منتخب إسبانيا بطل العالم في نسخة 2010، وأحد المرشحين الكبار للظفر بكأس العالم تحت قيادة لويس إنريكي الذي وصل باللاروخا إلى نصف نهائي يورو 2020، ونهائي كاس الأمم الأوروبية 2021.
إسبانيا افتتحت البطولة بفوز كاسح على كوستاريكا بسباعية نظيفة، وهي أكبر نتيجة في كأس العالم حتى الآن، لكن مستوى المنتخب تراجع بعدها، فتعادلوا مع ألمانيا وخسروا أمام اليابان، بل أنهم وجدوا أنفسهم خارج المسابقة لعدة دقائق، عندما كانت كوستاريكا متقدّمة على ألمانيا.
فرصة تاريخية للمغرب
الجهاز الفني للمنتخب المغربي، بقيادة المدرب الشاب وليد الركراكي الذي استلم المهمة قبل فترة قصيرة، سيدرس بدقة مباريات المنتخب الإسباني، لمعرفة مكامن الضعف فيه وكيفية ضربه، كما حصل في مباراة بلجيكا عندما سيطر أسود الأطلس على الشوط الثاني، وهددوا كورتوا في عدة مناسبات ونجحوا بالتسجيل مرتين في مرماه.
المنتخب الإسباني سيبحث كما العادة عن الاستحواذ على الكرة، واعتماد التمريرات القصيرة في منتصف ملعب المغرب، بانتظار إيجاد الثغرات. المغرب مطالب بالمحافظة على تركيزه، وانتظار هفوات الإسبان وضربهم في المرتدات، خاصة مع وجود لاعبين إسبان متقدمين في السن لا يملكون السرعات الكافية في الارتداد، مثل بوسكيتس، كارفاخال، وجوردي ألبا.
مهارات وسرعة سفيان بوفال وحكيم زياش سيكون لها دور كبير في نقل الهجمات، وإمداد يوسف النصيري بالتمريرات القاتلة، أو التسديد على مرمى أوناي سيمون الذي يرتكب الهفوات تحت الضغط، فيما سيكون محور الارتكاز محميًا بتواجد سفيان مرابط.
ديربي جبل طارق
يفصل بين المغرب وإسبانيا مضيق جبل طارق الذي يمتد على طول 13 كلم فقط، يوسف النصيري وياسين بونو وُلدا في إسبانيا، وعدد من لاعبي منتخب المغرب يلعبون في الدوري الإسباني، وحتى المدرب وليد الركراكي مثّل راسينغ سانتاندر في الليجا بين عامي 2004 و2006، وهو أشار قبل المباراة إلى أن إسبانيا بلد مهم بالنسبة للمغاربة، وأن عدد من اللاعبين وُلدوا في إسبانيا، لكنهم ينتمون للمغرب في النهاية، وأن منتخبه لا يحتاج لمحفزات إضافية، فيكفيهم أنهم يلعبون لصالح المغرب، وهم سيستفيدون من الدعم الجماهيري في الملعب من العرب والأفارقة، كما المباريات السابقة.
لويس إنريكي معجب بمنتخب المغرب
من جهته أبدى لويس إنريكي مدرب إسبانيا إعجابه بأداء ومستوى المنتخب المغربي، الذي تصدّر مجموعة صعبة، مشيرًا إلى أنه راضٍ عن منتخبه حتى الآن، ومقتنع بقدرتهم على تحقيق نتيجة جيدة والمضي قدمًا.
سيخوض المغرب المباراة بصفوف مكتملة على الأرجح، خاصةً بعد تعافي أشرف حكيمي الذي تمرّن لوحدة السبت. الأجواء في المعسكر المغربي إيجابية، والآمال بتحقيق على الفوز على إسبانيا كبيرة، في المواجهة الثانية ضدها في كأس العالم، الأولى كانت في النسخة الماضية في دور المجموعات وانتهت بالتعادل 2-2.
