09-أغسطس-2018

صورة لأسماء الأسد وزوجها في المشفى العسكري (فيسبوك)

ألترا صوت – فريق التحرير

أثارت زوجة رئيس النظام السوري أسماء الأسد، الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، بعدما أعلنت رسميًا إصابتها بمرض سرطان الثدي، ما دفع صحفيين عبر صفحاتهم الرسمية للتشكيك بصحة الخبر، كون الإعلان عن الإصابة جاء بعد يوم واحد من إعلان الفنانة إليسا تعافيها من المرض الذي شخصت إصابتها به قبل ثمانية أشهر، وشهدت بعد إعلانها الإصابة تعاطفًا عربيًا على نطاق واسع.

شكك صحفيون في مصداقية خبر إصابة أسماء الأسد بسرطان الثدي، معتبرين أنها محاولة لجذب التعاطف معها

وكتبت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية العربية السورية على فيسبوك منشورًا يقول: "بقوة وثقة وإيمان.. السيدة أسماء الأسد تبدأ المرحلة الأولية لعلاج ورم خبيث بالثدي اكتشف مبكرًا"، أرفقتها بصورة مع زوجها بشار الأسد، وهي تتلقى حسب ما يظهر العلاج في مستشفى 601 العسكري الذي شهد مقتل مئات المعارضين للنظام السوري.

اقرأ/ي أيضًا: أسماء الأسد.. "سيدة الجحيم الأولى" التي خدعت العالم الغربي

أسماء الأسد بدورها، قامت بعد بضعة ساعات بإطلاق أول تصريح قالت فيه: "أنا من هذا الشعب الذي علّم العالم الصمود والقوّة ومجابهة الصعاب. وعزيمتي نابعة من عزيمتكم وثباتكم كلّ السنوات السابقة"، ولطالما سعت زوجة الأسد التودد لمؤيدي النظام بالظهور في الإعلام الرسمي، وهي تقوم باستقبال عوائل العناصر الذين قتلوا أثناء قتالهم مع النظام السوري خلال السنوات السبع الفائتة، ويبدو ذلك واضحًا من تصريحها الذي تعمّدت أن يكتب بالعامية التي تخاطب بها مؤيدي النظام السوري عوضًا عن العربية الفصحى.

من هي أسماء الأسد؟

تنحدر أسماء الأسد (الأخرس) من حمص، حيث ولدت عام 1975 لعائلة ثرية. والدها هو الطبيب فواز الأخرس، ووالدتها سحر العطري التي كانت تعمل في السفارة السورية بلندن، وهو ما أتاح لها تلقي تعليمها في أشهر مدارس لندن، والحصول على شهادة بكالوريوس في علوم الكومبيوتر من جامعة كينغز كوليدج، وهناك التقت ببشار الأسد للمرة الأولى ما بين عامي 1992 و1994.

استطاعت أسماء أن تلعب خلال السنوات الأولى لحكم زوجها دور "السيدة العصرية" التي تريد أن تساهم بتطوير بلدها من خلال برامج الدعم المستدامة، كما أنها ساعدت على تقديم الأسد الابن للعالم الغربي، ولعبت دورًا بارزًا في تبديل النظرة السلبية التي أبداها الغرب تجاه الأسد بعد حادثة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في 2005.

لكن صورة الزوجة العصرية تبدّلت كليًا ابتداءً من آذار/مارس 2011، حين بدأ الأسد الابن بقمع الاحتجاجات الشعبية التي كانت تنادي برحيله، وتطورت لاحقًا لقصف المدنيين بالأسلحة المحرمة دوليًا، حيثُ أسفرت جرائمه عن مقتل وتهجير وإخفاء قسريًا مئات الآلاف من السوريين، الأمر الذي جعل الغرب ينقلب عليها نتيجة صمتها على جرائم زوجها حتى وصل في النهاية لوصفها بـ"سيدة الجحيم الأولى".

أسماء الأسد ليست إليسا

وفتحت أسماء الأسد بعد إعلان إصابتها بالمرض، السجال على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيدي النظام السوري الذين أبدوا تعاطفًا معها واصفين إياها بـ"ياسمينة الشام"، مقابل اندهاش معارضي الأسد كونها أعلنت عن إصابتها بالمرض بعد أقل من 24 ساعة عن نشر إليسا لمقطع فيديو قالت فيه إنها تعافت من مرض سرطان الثدي، والتساؤل عن سبب الإعلان في مثل هذا التوقيت تحديدًا، والذي يشهد إعادة توزيع للأطراف المتصارعة في الخارطة السورية.

فقد كتب طارق أبو صالح على حسابة: "مش طبيعي بعد أقل من 24 ساعة على خبر إليسا تعلن صفحات النظام إصابة السرطان بمرض أسماء الأسد، ويحطوا صورة بشار وأسماء قاعدين على كراسي وهي عم تاخد العلاج وعم يطلعوا ببعض نظرات حب وخبث".

أما الإعلامية علياء منصور، فرأت أن "الأمر لا يتعدى كونه كذبة وجزء من حملة علاقات عامة لتلميع صورة أسماء الأسد شريكة بشار بالإجرام". وأضافت متسائلة: "منذ متى تعلن عائلة الأسد عن مرضها؟ والمضحك أن أسماء نفسها لا ترضى بالتسوق إلا من الخارج، فكيف تقبل العلاج من السرطان بالمستشفى العسكري؟!".

لكن الكاتب ياسر سعد الدين ذهب أبعد من ذلك، حين غرد عبر حسابه الرسمي على تويتر: "لا يُستبعد أن الإعلان الشفاف غير المسبوق عن مرض أسماء ووقوف زوجها معها، قد يكون تمهيدًا لخروج الأسد من الحكم باتفاق دولي وبطريقة مشرفة بذريعة التفرغ لعلاج زوجته!".

اعتبر البعض أن الإعلان عن إصابة أسماء الأسد بالسرطان في هذا التوقيت، له أغراض سياسية بحتة

وعلى صفحته بفيسبوك، كتب الصحفي محمد كناص تدوينة طويلة يحلل السبب بالإعلان عن الإصابة بالمرض في هذا الوقت تحديدًا، إذ رأى أن ظهور أسماء الأسد في المستشفى العسكري "رسالة لتخدير مشاعر الشبيحة"، و"رسالة للعالم كي يتعاطف مع زوجة المجرم الجميلة التي تعيش أيامًا قد تكون الأخيرة في حياتها من أجل السماح لها لتلقي العلاج في أوروبا مثلًا؛ وبذلك يكون مرض أسماء هو بداية التطبيع مع نظام الأسد". وأنها كناص تدوينته بالتنويه لأن "النظام لا يقدم على هكذا خطوة مجانًا"، في إشارة لطريقة الإعلان عن إصابة زوجة الأسد بسرطان الثدي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد فشله "الباهر" في الرياضيات.. حافظ بشار الأسد مادة تهكم السوشال ميديا!

معرض مكتبة الأسد للكتاب.. رسالة الثقافة الدموية