21-أبريل-2021

تظاهرة ضد عنف الشرطة في مينيسوتا (Getty)

بعد  شهر تقريبًا، تحل الذكرى السنوية الأولى لمقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد بطريقة وحشية، حيث مات اختناقًا عندما قام رجل شرطة أبيض يدعى ديريك شوفين بمحاولة تقييد حركته من خلال وضع قدمه على عنق فلويد، ما جعله يطلق جملته الشهيرة "لا أستطيع التنفّس" قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وتحوّلت هذه الجملة إلى شعار تبنته حملات مناهضة التمييز العنصري ومعارضة استخدام الشرطة للعنف خلال  التظاهرات، فيما بات الركوع على الركبة، في محاكاة لحركة الشرطي تمثل صرخة رمزية واضحة ضد التمييز العنصري، استخدمها ناشطو وسائل التواصل، الرياضيون، وغيرهم من المشاهير في المجالات المختلفة.

 لا تزال قضية مقتل جورج فلويد تتفاعل، وقد تمّ من خلالها مؤخرًا تسليط الضوء على استخدام أسلوب "التقييد الجسدي" في المدارس الأمريكية

وبالرغم من مرور هذه المدة، فإن هذه القضية لا تزال تتفاعل، وقد تمّ من خلالها تسليط الضوء على استخدام أسلوب "التقييد الجسدي" لمنع الآخر من الحركة، والتي تستخدمها الشرطة الأمريكية، كما تستخدمها المدارس الداخلية والكليات في أمريكا، لتقييد الطلاب "المشاغبين" وخاصة من ذوي البشرة السمراء، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، التي نقلت تقريرًا حديثًا عن دائرة التعليم في مينيسوتا، يشير إلى أن 2800 طالب تعرّضوا لأكثر من 12600 عملية تقييد حركة خلال العام الدراسي 2020-2019، وبالرغم من أن النسبة انخفضت 25 % عن العام الذي سبقه، إلا أن السبب في ذلك هو إقفال المدارس والجامعات لفترات طويلة بسبب الحجر الصحي الذي جاء ترافقًا مع جائحة كوفيد -19. لكن التقرير يعزو هذا الانخفاض أيضًا إلى الجهود المبذولة أخيرًا على مستوى الولاية، لتدريب المعلمين على كيفية حلّ النزاعات باستخدام الأساليب الوقائية، مثل التدخل السلوكي الإيجابي. وتشير بيانات ولاية مينيسوتا إلى أن 781 معلمًا و153 طالبًا تعرّضوا لإصابات مختلفة، خلال محاولات المعلمين تقييد الطلاب جسديًا خلال العام الأخير.

اقرأ/ي أيضًا: نقاشات بريطانية محتدمة حول الاعتداءات والعنف الجنسي في المدارس

في سياق متصل نشر موقع منظمة the74million  بالتعاون مع صحيفة الغارديان، دراسة تحت عنوان  "جورج فلويد ليس وحيدًا، آلاف الطلاب في مينيسوتا يتعرضون للاحتجاز الجسدي سنويًا"، أشارت  إلى أن التشريعات الحكومية والفيدرالية المعلقة ستضع قيودًا على قدرة المدارس على تقييد الطلاب، في المقابل فإن بعض المعلمين يعتقدون أن أسلوب التقييد ضروري وبالغ الأهمية في حالات الطوارئ القصوى، في الوقت الذي يدعو مناهضو التقييد إلى الحظر الكامل لهذا الأسلوب، الذي أصبح مع الوقت روتينيًا،  بشكل خاص ضد الطلاب السود.

ونقلت الدراسة عن المحامية والناشطة المتخصصة في شؤون الأطفال موراندو ريم، قولها إن مشكلة ضبط النفس هي مشكلة عامة، وليس علينا أن نتفاجأ في حال قام المعلمون بتقييد الطلاب، في وقت نرى فيه رجال الشرطة، المفترض أنهم تلقّوا تدريبات،  عاجزين عن ضبط أنفسهم، وينتهي الأمر بهم بتقييد الناس وقتلهم. وقالت إن ملايين الأشخاص شاهدوا ديريك شوفين وهو يضغط على رقبة جورج فلويد، فيما عمليات التقييد في المدارس يتمّ غالبًا إخفاؤها.

وتجدر الإشارة إلى أنه وللمرة الأولى منذ مقتل جورج فلويد، خرجت إدانة رسمية مؤخرًا من قبل أحد رجال الشرطة في مينابوليس لاستخدام أسلوب التقييد الجسدي بطريقة وحشية، حيث  نقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن رئيس مدرسة شرطة مينيابوليس ميداريا أرادوندو، إدانته لطريقة تعامل زميله ديريك شوفين مع جورج فلويد، واعتبره تصرّفًا خاطئًا وفق كل المقاييس، رافضًا استخدام القوة المفرطة ضد شخص مقيد لا يستطيع الحركة، مشيرًا إلى أن الأمر لا يشبه التدريبات التي يقدمونها للشرطيين، ولا ينتمي لقيمهم وأخلاقياتهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

اليونسكو: 100 مليون طفل لن يستوفوا الحد الأدنى من مهارات القراءة بسبب الجائحة

استطلاع لرويترز يكشف تأثير إغلاق المدارس الأمريكية على صحة الطلاب العقلية