يختبر بعض الأشخاص الإصابة بحساسية الربيع مع حلول هذا الفصل من كل عام، والتي تؤثر أعراض الإصابة بها على الحياة اليومية للمصاب.
تستعرض هذه المقالة الحساسية الموسمية في الربيع، وتُعدد أبرز أعراض حساسية الربيع، بالإضافة إلى حساسية الربيع الجلدية والعلاقة بين حساسية الربيع وضيق التنفس، كما تذكر خيارات علاج حساسية الربيع المتاحة.
أعراض الحساسية الموسمية في الربيع
قبل الحديث عن أعراض الحساسية الموسمية في الربيع، لا بُدّ من التعرّف على أنواع الحساسية أولًا، حيث تُقسم الحساسية إلى قسمين رئيسيين هما:
- الحساسية الموسمية: ينتشر هذا النوع من أنواع الحساسية في مواسم مُحددة، وأشهرها الحساسية الموسمية في الربيع، وعلى نحو أقل الحساسية الموسمية في الصيف والخريف، وفي أغلب الحالات تكون بسبب انتشار حبوب اللقاح في الجو.
- الحساسية المُزمنة: يُصيب هذا النوع بعض الأشخاص على مدار السنة ولا يقتصر على موسم مُعيّن، وغالبًا ما تكون بسبب الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والعفن وغيرها.
وللتأكد من نوع الحساسية، قد يُجري الطبيب عدّة فحوصات للتأكد ومعرفة نوعها، وتشمل الفحوصات والاختبارات التي قد يُجريها الطبيب ما يلي:
- وخز الجلد: في هذا الفحص يقوم الطبيب بخدش الجلد بشكل بسيط ووضع كمية صغيرة من مسببات الحساسية المُختلفة، وذلك بحثًا عن ردة فعل لأي مادة من المواد هذه.
- اختبار الحقن: يقوم الطبيب عند إجراء هذا الفحص بحقن كمية صغيرة من مسببات الحساسية تحت الجلد، وانتظار فيما لو حدث رد فعل معين بسبب مادة من المواد.
- فحص الدم: يقوم المُختبر بأخذ عينة من دم المريض، ثم يقوم بحقن مسببات الحساسية داخل هذه العينة، لمعرفة ما إذا كان عدد الأجسام المُضادة سيزيد بعد حقن المادة أم لا.
حساسية الربيع
كما ذُكر في الفقرة أعلاه، تُعتبر حساسية الربيع ضمن الحساسية الموسمية التي تُصيب الأشخاص في فصل الربيع. وتُعتبر حبوب اللقاح التي تُطلقها الأشجار والورود ونباتات مختلفة في هذا الوقت من السنة، السبب الرئيسي للإصابة بحساسية الربيع.
وتحدث حساسية الربيع عندما يتعامل جهاز المناعة مع حبوب اللقاح على أنّها مصدر خطر دخل إلى الجسم، فيبدأ بإطلاق الهيستامين في الدم، الأمر الذي يتسبب بظهور أعراض الحساسية المعروفة، والتي سيأتي المقال على ذكرها في الفقرة التالية.
أعراض حساسية الربيع
تختلف أعراض حساسية الربيع من شخصٍ إلى آخر، كما أنّها تتراوح بين الأعراض الخفيفة والشديدة، لكن يمكن إجمال أعراض حساسية الربيع العامة بما يلي:
- احمرار العين وانتفاخها.
- سيلان الأنف.
- العطس.
- حكة في العينين أو الأذنين.
- انسداد الأنف.
- صعوبة في التنفس.
كما يمكن أن يُصاب الشخص بأعراض حساسية الربيع الأقل شيوعًا والتي تشمل على:
- الصداع.
- ضيق في التنفس.
- الصفير.
- السعال.
علاج حساسية الربيع
هناك مجموعة من الخيارات المتاحة في علاج حساسية الربيع، منها علاجات منزلية أو علاجات طبية. ويتوفّر العديد من أدوية علاج حساسية الربيع في الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية. وتشمل خيارات علاج حساسية الربيع:
- مضادات الهيستامين: تتوفّر مضادات الهيستامين بعدةّ أشكال، منها الحبوب أو البخّاخات أو القطرات أو الكريمات، التي يُمكن استخدامها بناءً على أعراض حساسية الربيع المُراد علاجها، حيث تعمل مضادات الهيستامين على علاج أعراض حساسية الربيع مثل الحكة وسيلان الأنف والعطس.
- مزيل الاحتقان: يتوفر العديد من منتجات إزالة الاحتقان في الصيدليات، وتعمل هذه المنتجات من خلال تقليل احتقان الأنف وفتح الجيوب الأنفية المُغلقة، لكن ينصح بعدم استخدام هذه المُنتجات على فترات طويلة، لما قد تُسبّبه من تلفٍ للغشاء المُخاطي الذي يُغلّف القنوات الأنفية.
- قطرات العيون: يمكن أن تساعد قطرات العين في علاج أعراض حساسية الربيع المتمثلة في احمرار العين أو حكة العين.
- البخاخات الأنفية: هناك عدة أنواع من بخاخات الأنف التي تعمل على فتح القنوات الأنفية أو تهدئتها.
حساسية الربيع الجلدية
يُقصد بمُصطلح حساسية الربيع الجلدية أعراض حساسية الربيع التي تُصيب الجلد بالتحديد، إذ يُمكن أن يتأثر الجلد بحساسية الربيع من خلال عدة طرق، منها:
- مسببات الحساسية: يمكن للجلد أن يتفاعل مع مُسببات الحساسية، مثل شعر الحيوانات الأليفة أو حبوب اللقاح أو العفن، ويظهر تفاعل الجلد مع هذه المُسببات من خلال الحكة الشديدة، والتي قد تتسبب في خدش الجلد وجرحه، الأمر الذي قد يُفاقم من حالة حساسية الربيع الجلدية ويتسبب بظهور البثور والندوب.
- إفراز الهيستامين: في ردّة فعله تجاه مُسببات الحساسية، يُفرز الجسم الهيستامين، الذي يُمكن أن يصل إلى الجلد والبشرة ويتسبب في تهيّجهما واحمرارهما.
- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية: تُشير الأبحاث والدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية مثل الإكزيما منذ الطفولة، هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض حساسية الربيع الجلدية.
وتشمل خيارات علاج حساسية الربيع الجلدية على:
- المحافظة على ترطيب الجلد باستمرار، وذلك من خلال المحافظة على ترطيب الجسم كاملًا من خلال شرب كميات كافية من الماء، بالإضافة إلى استخدام منتجات ترطيب الجلد اللطيفة الخالية من المواد الكيميائية الضارة.
- الحفاظ على الجلد المُتهيّج نظيفًا وعدم حكّه بعنف، وذلك لمنع الإصابة بالتهابات بكتيرية أو فيروسية نتيجة الجروح. ويُنصح باستخدام صوابين خالية من المعطرات والمواد الكيميائية القوية.
- في الحالات الشديدة من حساسية الربيع الجلدية، يمكن اللجوء لاستخدام كريمات الهيدروكورتيزون لعلاج الحكّة الشديدة.
حساسية الربيع وضيق التنفس
هناك علاقة وطيدة بين حساسية الربيع وضيق التنفّس، حيث أنّه عندما يستنشق الشخص إحدى مُسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح أو العفن أو الغبار، يُطلق جهاز المناعة الأجسام المُضادة لمهاجمتها، الأمر الذي قد يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية، مما يجعل الشخص المُصاب يشعر بضيق التنفس.
ويمكن تفسير العلاقة بين حساسية الربيع وضيق التنفس من خلال طريقتين تؤثران على مجرى التنفّس، وهما:
- التهاب الأنف التحسسي: يُعرف أيضًا باسم حُمّى القش، ويؤثر هذا الالتهاب على الأنف والجيوب الأنفية، وتتمثّل أعراضه في العطس والاحتقان والشعور بحكّة في الأنف والعينين، وفي حالات متقدمّة، يشعر الشخص بضيق التنفّس وصعوبته من خلال الأنف.
- الربو التحسسي: يؤثر الربو التحسسي بشكلٍ خاص على الرئتين، ويكون أكثر تطورًا وصعوبة عند الأشخاص المصابين أصلًا بالربو. وتشمل أعراض الإصابة بالربو التحسسي السعال والصفير وضيق في الصدر وضيق في التنفس.
نصائح للوقاية من حساسية الربيع
هناك مجموعة من النصائح التي قد تُساعد في الوقاية من الإصابة بحساسية الربيع، أو التقليل من الأعراض الناتجة عنها، ومنها:
- محاولة البقاء داخل مكان مغلق في الأوقات التي يكون فيها الجو مليئًا بحبوب اللقاح أو مسببات الحساسية الأخرى، والتي عادة ما تكون في وقت الصباح.
- إبقاء الأبواب والنوافذ مغلقة خلال فصل الربيع، وذلك لمنع حبوب اللقاح أو الغبار من الدخول إلى المنزل.
- استخدام أجهزة تنقية الهواء للتخلص من مسببات الحساسية الموجودة في المكان.
- تنظيف البيت باستمرار، خصوصًا الأماكن التي يُمكن أن يتراكم فيها الغبار وتتجمّع فيها حبوب اللقاح.
- عدم الجلوس بين الأشجار والأزهار.
- غسل الشعر والجلد جيدًا بعد العودة من الخارج، لأنّ مسببات الحساسية تتراكم في أجزاء الجسم هذه.
- استخدام القناع أو الكمامة في حال كان الجو مليئًا بالغبار أو حبوب اللقاح أو مسببات الحساسية الأخرى.