19-مارس-2022
صلاح

"Getty"

تتصدر أخبار مستقبل النجم المصري محمد صلاح مع ناديه الإنجليزي ليفربول وسائل الإعلام هذه الأيام، حيث لم تُسفر المفاوضات التي بدأت منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بين رامي عباس وكيل أعمال الفرعون المصري وإدارة الريدز عن أي اتفاق حتى الآن.

صلاح

وبحسب تقارير صحفية إنجليزية فإن صلاح يطالب براتب أسبوعي يقارب الـ 400 ألف جنيه إسترليني، وهو ما تراه إدارة النادي الإنجليزي مبلغًا كبيرًا مقارنة براتبه الحالي، والذي لا يتجاوز 200 ألف جنيه إسترليني.

يتمّ صلاح في 15 يونيو/حزيران القادم عمره الثلاثين، وهو عمر يُنذر بقرب الوصول إلى نهاية المسيرة في عالم المستديرة

ينتهي عقد نجم الريدز في يونيو/حزيران 2023 ، ما يشكل ضغطًا على ليفربول للاستفادة من بيعه إلى ناد آخر في حال وصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود، ولكن بعيدا عن المال، ما هي الأسباب التي يجب أن يبقى صلاح من أجلها في عرين الريدز؟

صناعة المجد مع الريدز

ما إن خطت قدما محمد صلاح ملاعب "البريميرليغ" موسم 2017/2018 حتى بدأ بتحقيق الأمجاد مع ليفربول، ليبدأ مسيرته بأفضل شكل ممكن معهم؛ مسجلًا 44 هدفًا ليكون أكثر لاعب في تاريخ ليفربول تسجيلًا للأهداف في موسمه الأول، ومحققًا عدة جوائز فردية أبرزها لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وجائزة الحذاء الذهبي، توالت بعدها الإنجازات وتحقيق البطولات مع الفريق، ليتوج مع ناديه ببطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الثاني، وبطولة الدوري في موسمه الثالث، بعد غياب 29 سنة عن خزائن النادي.

صلاح

أرقام الفرعون المصري لم تتوقف، فبتسجيله هدفه العشرين في "البريميرليغ" هذا العام يصبح ثاني أكثر اللاعبين مساهمة بالأهداف في تاريخ مشاركات ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز، بجملة 158 هدفًا (115 هدفًا و43 تمريرة حاسمة) بالتساوي مع روبي فاولر، حيث يحتل الصدارة أسطورة خط الوسط ستيفن جيرارد الذي ساهم بـ212 هدفًا (120 هدفًا و92 تمريرة حاسمة)

كل هذه الأرقام وغيرها جعلت صلاح يستحوذ على قلوب جماهير النادي المعروفين بشغفهم وعشقهم الكبير لناديهم، لينعكس ذلك عليه، فهل يفرّط بأن يكون يومًا ما لاعب ليفربول الأفضل على مر التاريخ، إن استمر بهذه الوتيرة واستمر النادي بتحقيق الألقاب؟

مغامرة الانتقال والاستمرار بالتألق
يتم صلاح في 15 يونيو/حزيران القادم عمره الثلاثين، وهو عمر يُنذر بقرب الوصول إلى نهاية المسيرة في عالم المستديرة، فعودتنا كرة القدم أن قليلا من اللاعبين يحافظون على تألقهم بعد تخطيهم الثلاثين، والأمثلة على ذلك كثيرة لأشهر نجوم الكرة مثل رونالدو "الظاهرة" ورونالدينيو البرازيليين وأسطورة الأرجنتين الراحل مارادونا وغيرهم.

صلاح

نعم ليس بالضرورة أن يكون تراجع مستوى محمد صلاح حتميًا في السنوات القادمة القريبة، فكما ضربنا أمثلة على نجوم تراجع مستواهم بعد هذا العمر بالمقابل هناك نجوم مستمرون بالتألق بعد تخطي الثلاثين، مثل كريستيانو رونالدو وميسي ومودريتش وليفاندوفيكسي، بل إن بعضهم وصل لقمة نجوميته بعد الثلاثين كما الحال الآن مع كريم بنزيمة، ولكن في حال انتقال النجم المصري إلى فريق آخر، ما هي احتمالات انسجامه بسرعة مع فريق آخر، وتأقلمه ربما في دوري مختلف وحفاظه على مستواه، وهل تستحق تجربته الجديدة المحتملة مغامرة كهذه وهو بهذا السن؟

ليفربول في سكة البطولات مع كلوب

تعيش جماهير الريدز أجمل أيامها منذ قدوم المدرب يورغن كلوب في 2015، فقد استطاع المحنّك الألماني إعادة ليفربول إلى سكة الانتصارات وجعل ملعب الأنفيلد جحيمًا لزواره مجددًا، بعد بناء فريق نموذجي متجانس، احتاج لإعداده 3 مواسم حتى يحصد معه 5 بطولات في 3 مواسم تلتها، محصلة ممتازة خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار وجود منافسين شرسين على المستوى القاري، والندية الكبيرة في "البريميرليغ" الدوري الأقوى عالميًا.

صلاح

محصلة قابلة للزيادة بكل تأكيد فكلوب عرف طريق البطولات مع فريق مستقر يحوي لاعبين من الأفضل على مستوى العالم في مراكزهم، وهو ما يطمح له كل لاعب، وما يأتي من أجله كثير من النجوم، لا العكس.

صلاح

أرقام النجم المصري هذا العام، وتنافس فريقه حتى الآن على لقبي "البريميرليغ" و "التشامبيونزليغ" تجعله -وإن كان الحديث مبكرا على هذا- مرشحا قويا لنيل الكرة الذهبية في حال تحقيقه لإحدى البطولتين على الأقل واستمراره بالتألق، فهل يكون هذا الأمر عاملًا مؤثرًا في حسم مصير "فخر العرب" مع ليفربول؟