28-أغسطس-2018

تكرر افتعال الاتحاد المصري للأزمات مع صلاح (Sky)

كتب النجم المصري محمد صلاح، هدّاف وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي العام الماضي، على حسابه بتويتر، تغريدة اشتكى فيها من تجاهل الاتحاد المصري لكرة القدم، لرسائله ورسائل مدير أعماله، واعتبر أن هذا الإهمال في معالجة ومتابعة مشاكل اللاعبين، يضر بهم وبالتالي بمصلحة المنتخب المصري والكرة المصرية.

يتجدد الخلاف بين محمد صلاح والاتحاد المصري لكرة القدم، وهذه المرة بعد أن رفض الأخير الاستجابة لطلبات بديهية لصلاح

في اليوم التالي صدر بيانٌ عن مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، ردًا على تغريدة صلاح، نفى تلقي الاتحاد أي رسائل من صلاح، وقال إن كل ما ورد إلى الاتحاد كان من قبل وكيل صلاح. البيان الذي خرج البعض لينفي صحته، حمل بشدة على صلاح ووكيله، وقال إن الطلبات التي تقدم بها صلاح إلى الاتحاد "غير منطقية" وأن الاتحاد "لا يميز بين لاعبيه حفاظًا على وحدة المنتخب".

اقرأ/ي أيضًا: الاتحاد المصري لكرة القدم في مونديال 2018.. احتراف الصبيانية والاستخفاف

وعلى كل لم يكن هذا البيان مختلفًا عما صرح به أعضاء في مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم. بعدها أعلن محمد صلاح أنه سيظهر في مقطع فيديو، لتبيان الأمور، وتوضيحها للجمهور، ليكون على علم بتفاصيل ما حدث.

 

 

 

عرض محمد صلاح وجهة نظره من خلال ثلاثة مقاطع فيديو، فند فيها الطلبات التي رفعها وكيله إلى الاتحاد المصري لكرة القدم، والمتعلقة بشكل أساسي بأمور السلامة العامة والخصوصية التي يحتاج إليها لاعبو المنتخب في معسكرات التدريب.

وشدد صلاح على أن مطالبه ليس لنفسه فقط، وأنه لا يطلب معاملة خاصة، بل إنه يطالب الاتحاد المصري بأن يعمم المطالب على كافة لاعبي المنتخب، وأن يتعامل معهم بحرفية، مع تأمين راحتهم وسلامتهم.

وقال صلاح إنه من غير المنطقي أن يصل المعجبون إلى غرفة نوم اللاعبين في فندق إقامة المنتخب، وفي أوقات متأخرة بعد منتصف الليل. موضحًا أن رفضه للأمر، وطلباته إجمالًا، لا علاقة لها بالغرور أو التكبر، وإنما هي أمور بديهية في كرة القدم في العالم كله.

وقد كرّر صلاح عدة مرات في الفيديو، أنه لم يطلب أي تمييز عن غيره، بل يطالب باعتماد المعايير العالمية لناحية الأمن والسلامة والخصوصية، وقال إن الاتحاد المصري لديه الإمكانيات لتحقيق ذلك، مشيرًا إلى المبالغ الطائلة التي دخلت الاتحاد بعد صعود مصر لكأس العالم، الذي يُذكر هنا أنه كان بهدف حاسم لمحمد صلاح.

ختم صلاح مقاطع الفيديو بإبدائه الاستغراب من زعم الاتحاد المصري عدم وصول أي رسائل إليه من اللاعب، وأن ما وصله كان من وكيل اللاعب، أو كما أسماه الاتحاد "طرف ثالث" و"كولومبي"، في تلميح إلى أنه أجنبي ولا يعرف مصلحة مصر!

على مواقع التواصل الاجتماعي، حدثت حالة من الانقسام في التأييد بين صلاح والاتحاد المصري، غير أن الأغلبية كما يتضح انحازت لموقف محمد صلاح، معتبرة أن مطالبه منطقية، وعلى الاتحاد تلبيتها، خاصة وأن ما أشار إليه صلاح من أجواء الفوضى وعدم تأمين الراحة للاعبين، كانت باديةً بوضوح في معسكرات المنتخب في كأس العالم الأخير بروسيا، وكانت سببًا في الهزائم التي مني بها المنتخب المصري. ودُشنّ وسم "#صلاح_يأمر" إعرابًا عن الدعم لصلاح ومطالبه.

غير أن المثير للاهتمام في قضية صلاح، هو دخول تركي آل الشيخ على خط المشكلة، بتدوينة على فيسبوك قال فيها إنه وبصفته رئيسًا لما يعرف بالاتحاد العربي لكرة القدم، فهو يقف إلى جانب الاتحاد المصري، وأنه لم يستطع إكمال مقطع الفيديو الخاص بمحمد صلاح بسبب "فلسفته وغروره"!

دخول الشيخ على خط المشكلة بين صلاح والاتحاد المصري، اعتبره كثيرون تدخلًا "سافرًا" آخر من آل الشيخ في شؤون مصرية خالصة. ولم ينس جمهور صلاح، تمنيات آل الشيخ لتعرض محمد صلاح للإصابة قبيل المونديال، في فيديو شهير نُشر له، معتبرين أن مشاكل آل الشيخ شخصية جدًا مع نجومية محمد صلاح التي ربما يفتقدها المنتخب السعودي الذي لم يستطع تحقيق أي إنجاز قاري أو دولي تحت مسؤولية آل الشيخ.

وقد رفض الجمهور المصري كلام الشيخ، واعتبروا أن القضية هي بين لاعب مصري واتحاد منتخب، وأن كونه رئيساً للاتحاد العربي لا يبرر له التدخل السافر وبهذا الشكل، وأنه حري به أن يلتفت إلى مشاكل المنتخب والاتحاد السعودي، الذي ضخت له ملايين الدولارات، وذهبت هباءً بعد فشل المنتخب بتحقيق أي إنجاز دولي أو قاري، والشيخ هو المسؤؤل الأول عن هذا الإخفاق. ويرى الجمهور المصري، أن تركي آل الشيخ الذي تمنى إصابة محمد صلاح قبيل المونديال في فيديو نشر له، لا يمكنه أبدًا أن يدعي الغيرة والحرص على الكرة المصرية.

يُذكر أن هذه المشكلة لم تكن الأولى بين الاتحاد المصري لكرة القدم ومحمد صلاح، فقبل اشهر، وقبيل انطلاقة المونديال الأخير، وضعت صورة صلاح على طائرة المنتخب المخصصة لرحلته المونديالية، دون استئذان اللاعب المرتبط بعقد رعاية ودعاية مع شركة أخرى.

ثم تجدد الخلاف بعد ذلك في معسكرات المونديال، وحين أجبر صلاح على التقاط صور مع الرئيس الشيشاني، تعرض بسببها لهجوم من الصحافة الغربية، بسبب السمعة السيئة للرئيس الشيشاني في ملف حقوق الإنسان.

وكما يشير البعض من المعلقين على هذا الخلاف، يبدو أن الاتحاد المصري يسعى بكل جهده لاستغلال نجومية صلاح العالمية لمكاسب خاصة، دون الالتفات لمصلحة المنتخب، ونجمه الأول محمد صلاح.

 

اقرأ/ي أيضًا:

6 ساعات من "ادعم محمد صلاح".. تُرغم الحكومة المصرية على إنهاء أزمة الرعاة

ثقب السياسة الأسود يختطف محمد صلاح وسويسرا في بطولة كأس العالم