28-ديسمبر-2016

رئيسة مجلس الإدارة نائلة تويني مع الزميل ناجي شربل في مبنى "النهار" (أنور عمرو/أ.ف.ب)

يقفل "بعض" موظفي جريدة "النهار" اللبنانية سنتهم بالحزن، فيما ينتظر آخرون بقلق مصيرهم. خصوصًا أن كثرًا منهم يشعرون أن خيبتهم الأخيرة، جاءت من المكان الذي أدوا فيه عمرهم وبذروا فيه حياتهم المهنية واليومية، ولم يلقوا في الختام سوى "إنهاء خدمة" بلا تعويضات. وفي التفاصيل، أن رئيسة مجلس الإدارة النائب نائلة تويني، أبلغت 20 موظفًا من أسرة الصحيفة، بإنهاء خدماتهم من دون إعطائهم أي تعويضات عن السنوات التي خدموا فيها. على أن يشمل هذا الإنهاء 100 موظف في أول العام الجديد. وهو عام يبشر كسابقه، بأنه عام مأساوي على الصحافة البيروتية، التي تعاني من "شح" في الموارد، وقلة في الدعم السياسي، بعد أن أوقفت جهات عربية دعمها للصحافة المكتوبة في لبنان.

أبلغت "النهار" 20 موظفًا بإنهاء خدماتهم من دون إعطاء تعويضات لهم

ففي وقت، تنهي "السفير" أيامها الأخيرة، بإصدار العدد الأخير منها يوم السبت المقبل، تتهيأ إدارة النهار إلى تنفيذ خطة الصرف، التي بدأتها منذ أعوام، حين تخلت في أول مرة في العام 2009 عن عدد كبير من موظفيها، وعلى رأسهم الروائي إلياس خوري وأدمون صعب ووليد عبود ومي يعقوب عقل، واستمرت في مسلسل الصرف، بعد توقفها عن دفع الرواتب، منذ حوالي سنة ونصف. وكانت الدفعة الثانية من الصرف، شملت كبير المحررين في الصحيفة الروائي محمد أبو سمرا، وبعض الموظفين في المحاسبة والتدقيق اللغوي. ومع العجز المالي، بدأت "النهار" بتقليص نفقات الصحيفة، فخففت من عدد المستكتبين وقلصت الإصدار الورقي إلى النصف، من 24 صفحة إلى 12 صفحة فقط. وطالبت بعض الصحافيين بتحويل عقودهم الشهرية إلى يومية أو الكتابة بصيغة الفريلانسر.

اقرأ/ي أيضًا: ديك "النهار".. حين يتقيأ عنصرية ضد السوريين

ويشغل بال الصحافيين والموظفين في "النهار"، بعد هذا القرار، مصيرهم بعد عدم دفع تعويضاتهم. لا سيما أن اقتراح إدارة الصحيفة، يقتضي بدفع الرواتب المتراكمة فقط، والتوقيع على أوراق تتعهد بعدم دفع تعويضات لسنوات الخدمة. وهذا الأمر يثير جدلًا في الصحيفة التي تأسست في العام 1933. خصوصًا أن الموظفين لا يريدون أن يتكرر "سيناريو" صحيفة "المستقبل"، وهو الصرف من دون دفع التعويضات الفورية أو الواضحة.

وهناك تعويضات ضخمة قد يحظى بها موظفون يعملون في الصحيفة منذ 50 عامًا، من أمثال إلياس الديري (الذي عرف بزيان)، وإيميل خوري، وغيرهم، إلا أنه تم الاتفاق مع الكاتبتين في الثقافة لور غريب ومي منسى، على تقديم استقالتهما ودفع التعويضات لاحقًا. ويبدو أن أزمة "النهار" مرتبطة، بشكل أو بآخر بأزمة سعد الحريري المالية. فهو يملك ما يصل نسبته إلى 38 في المئة من الصحيفة، إلى جانب مالكين آخرين يعتبران أن الصحيفة باتت عبءًا ثقيلًا عليهم، فضلًا عن توقف الدعم السعودي للصحيفة التي كانت أحد أهم أبواقها في السنوات الأخيرة.

لا يزال الرقم النهائي المتوقّع التخلّي عنه غير معروف، لكنه قابل للارتفاع في الأيام القليلة المقبلة. وكانت تويني قد عقدت قبل شهرين اجتماع تحرير ضمّ عددًا من الصحافيين، حيث أبلغتهم نيّتها التخلي عن نحو 100 موظّف، غالبيتهم من مؤسسي "النهار". يومها، لفتت إلى أنها تسعى لتقليص عدد العاملين الذين يكلّفوها أعباء، مع العلم أنها لم تدفع مستحقات الموظفين منذ 14 شهرًا. كذلك، هي تحاول إيجاد صيغة تكاملية بين العدد الورقي لـ"النهار" وبين الموقع الالكتروني الذي تعول عليه كثيرًا.  

اقرأ/ي أيضًا:

مي شدياق.. عنصريات الحرب الأهلية باقية وتتمدد

المستشار الإعلامي بالنكهة اللبنانية