20-مايو-2023
Getty

قاطع بن غفير وحزبه الحكومة منذ يوم الأربعاء وساهم بالتصويت مع المعارضة (Getty)

تصطدم الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو في أزمة جديدة، مرتبطة في تمرير مشروع قانون الموازنة، المصيري للحكومة الإسرائيلية الحالية، فالفشل في تمريره قبل 29 أيار/ مايو المقبل، يعني حل الحكومة بشكلٍ مباشر.

واندلعت أزمة الحكومة الإسرائيلية، يوم الأربعاء الماضي، عندما انسحب أعضاء من حزب "عوتسما يهوديت" بزعامة إيتمار بن غفير من الكنيست، احتجاجًا على تخفيض ميزانيات وزارة ’النقب والجليل’، مما أبرز أزمة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، بعدما تمكنت المعارضة من تمرير ثلاثة قوانين بمساهمة من أصوات حزب بن غفير في محاولة للضغط على الائتلاف الحاكم.

التقديرات في إسرائيل، تتحدث عن إمكانية تجاوز الائتلاف الحكومي لأزمة الميزانية 

وهدد إيتمار بن غفير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتوجه إلى الانتخابات من جديد، وذلك بعد مقاطعته للحكومة للمرة الثانية، خلال الشهر الحالي، حيث كانت المرة الأولى قبل العدوان على قطاع غزة.

وفي سياق محاولة نتنياهو معالجة الأزمات المستمرة في حكومة بعد أقل من نصف عام على بداية عملها، قال نتنياهو، أمس الجمعة خلال احتفال في مدرسة دينية بالقدس المحتلة: "ليس لدينا ولن يكون لدينا حكومة أفضل، لذا حان الوقت للتوقف عن التهديد والمقاطعة". مضيفًا: "أريد أن أقول شيئًا لأعضاء الائتلاف، لدينا حكومة وطنية، حكومة قوية، حكومة تهتم بـ’تراث إسرائيل’ والمستوطنات والشعب والمستقبل. لذلك، حان الوقت للتوقف عن التهديد ووقف المقاطعة، والتوقف عن تسلق الأشجار- يجب على الجميع العمل معًا وتمرير الميزانية من أجل الشعب والمستوطنات والبلاد والتوارة"، وجاءت كلمات نتنياهو أمام إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

Getty

وعقب كلمة نتنياهو، رد بن غفير، قائلًا: "رئيس الوزراء الذي أحبه كثيرًا، قال شيئًا مهمًا في خطابه، ’لا تتسلق الأشجار’. السيد رئيس الوزراء، الاغتيالات ليست تسلق أشجار، وقانون الإصلاح القضائي ليس تسلق أشجار، وبناء المستوطنات ليس تسلق أشجار، وإخلاء [طرد] الخان الأحمر ليس تسلق أشجار، وأخذ الهواتف من السجون ليس تسلق أشجار. يمكننا القيام بذلك، لدينا حكومة يمينية، ويجب ألا نفوت الفرصة".

ورغم إشارة بن غفير للاغتيالات والاستيطان، إلّا أن الأزمة الحالية بين حزبه والائتلاف الحكومي، تدور تحديدًا حول ميزانية وزارة "النقب والجليل"، وهي وزارة مخصصة للاستيطان وتهويد هذه المناطق، ويركز بن غفير عليها بشكلٍ كبير، نظرًا لحصول حزبه على الأصوات في هذه المناطق، ويحاول التأكيد على شرعيته الانتخابية فيها. وساهمت هذه الأزمة في توتر العلاقة بين بن غفير ونتنياهو، وبن غفير ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي هاجمه بن غفير نتيجة شكل الموازنة الحالي.

إلى جانب بن غفير، هدد عضو الكنيست آفي ماعوز، بالتصويت ضد مشروع قانون الموازنة، في حال عدم تخصيص الموازنة المتفق عليها لـ"هيئة الهوية القومية اليهودية"، وفق الاتفاقيات الائتلافية، وفي حال تنفيذ وعده، فإن عدد أعضاء الائتلاف سينخفض إلى 63، دون أن يشكل ذلك خطرًا على وجود الائتلاف.

Getty

وبحسب موقع "والا" العبري فإن زعيم ’أغودات إسرائيل’ ووزير الإسكان يتسحاق غودكنوبف، يهدد بالاستقالة من منصبه يوم الأحد، في حال عدم الحصول على نصف مليار شيكل إضافي من ميزانية الدولة، لصالح المدارس الدينية في الدراسات الأساسية.

ومن المقرر طرح مشروع قانون الميزانية للتصويت في القراءتين الثانية والثالثة الأسبوع المقبل في الكنيست. 

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن التقديرات داخل الائتلاف تشير إلى أن الميزانية ستمر في نهاية المطاف دون أي أحداث غير عادية، وذلك خشيةً من تفكك الائتلاف والإطاحة بالحكومة. وفي المقابل، يرفض نتنياهو وسموتريش فتح النقاش حول الميزانية، نظرًا لصعوبة التعديل عليها من ناحية تقنية خلال وقت محدود. والترجيحات في إسرائيل، تتحدث عن معالجة الأزمات المرتبطة في الميزانية من خلال لجنة المالية بالكنيست.

حزب بن غفير وحزب ’أغودات إسرائيل’ المتشدد دينيًا، هي أبرز الجهات التي تسعى لعرقلة المشروع

وترى المعلقة السياسية في موقع "والا" طال شلو، أن الفرضية التي تحكم نتنياهو حاليًا، هي أن أعضاء الائتلاف يعتبرون أنفسهم في "أفضل حكومة يمين ممكنة"، وبعد موجة التهديدات وعرقلة عمل الحكومة، ستكون النتيجة النهائية هي موافقتهم على الميزانية.

وفي سياق متصل، كشف أحدث استطلاع رأي في إسرائيل، صدر عن صحيفة "معاريف"، عن تراجع قوة الائتلاف الحكومي إلى ما قبل العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث أشار إلى أن المعارضة ستحصل وفي حال إجراء الانتخابات هذه الأيام على 66 مقعدًا مقابل 54 مقعدًا للائتلاف الحكومي، مع الاستمرار في تفضيل وزير الأمن السابق بيني غانتس على نتنياهو لنتصب رئيس الحكومة.