08-مارس-2022

اصطفافات خطيرة بشأن الحكومة الليبية (رويترز)

الترا صوت – فريق التحرير

بدأت في ليبيا ملامح اصطفافات عسكرية تهدد بوقوع مواجهات مسلّحة، وذلك على خلفية منح مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا الثقة لرئاسة الحكومة، في مقابل تمسك عبد الحميد الدبيبة بمنصبه كرئيس لحكومة ليبيا، ووصفه حكومة باشاغا بالحكومة الموازية.

بدأت في ليبيا ملامح اصطفافات عسكرية تهدد بوقوع مواجهات مسلّحة، وذلك على خلفية منح برلمان طبرق "مجلس النواب الليبي" فتحي باشاغا الثقة لرئاسة الحكومة

وأثر الدبيبة على مواصلة عمله في منصبه لحين إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في الرابع والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي والتي أُجّلت إلى موعد غير محدّد، الأمر الذي تسبب في أزمة سياسية جديدة بدأت تأخذ طابعًا عسكريا مع اصطفاف قوات مسلحة خلف الدبيبة وأخرى خلف باشاغا، وذلك في غرب ليبيا وبالتحديد في العاصمة طرابلس ومدينة مصراته المحورية. أمر يقلب المعادلة من صراع "شرق ضد غرب أو محور طرابلس مصراته ضد محور بنغازي" إلى صراع داخل الغرب الليبي بحكم انتماء كل من الدبيبة وباشاغا لمدينة مصراته.

اقرأ/ي أيضًا: استقطاب حاد عقب اختيار باشاغا رئيسًا للحكومة الليبية ومحاولة اغتيال الدبيبة

وفي التفاصيل، أفادت مصادر عدة أن العاصمة الليبية طرابلس تشهد استنفارًا أمنيًا كبيرًا، وذلك تحسبًا لأي طارئ بعد منح "مجلس النواب الليبي" الثقة لفتحي باشاغا الساعي لتسلم مهامه بعد تعيين أعضاء حكومته وخلع عبد الحميد الدبيبة من رئاسة الحكومة، ورفضه الانصياع لتلك النتيجة وتسليم السلطة. مع الإشارة إلى أن فتحي باشاغا صرّح في وقت سابق عزمه دخول العاصمة طرابلس لكن بشكل سلمي.

وبناء على ذلك، ارتفعت وتيرة تحركات السيّارات الأمنية في طرابلس، كما لوحظت عمليات تكثيف واسعة للحواجز الأمنية في منافذ العاصمة وطرقاتها الرئيسية، وهو ما يزيد المخاوف من إمكانية وقوع مواجهات مسلحة بين أنصار الحكومة الجديدة وحلفاء حكومة الدبيبة.

تتزايد هذه المخاوف خاصة أن مجموعة مسلحة من مدينة مصراتة الواقعة في غربي البلاد، احتجزت يوم الخميس الماضي ثلاثة وزراء في حكومة باشاغا، هم وزير الخارجية حافظ قدور ووزيرة الثقافة صالحة التومي ووزير التعليم التقني فرج سالم، وقامت أيضًا بقفل الأجواء أمام وزراء هذه الحكومة، لمنعهم من الوصول إلى مقر مجلس النواب في مدينة طبرق، في الشرق الليبي، للمشاركة في جلسة تأدية اليمين الدستورية للحكومة، والتي انعقدت الخميس الماضي.

وعلى الرغم من أن مواقف قوى عسكرية كبرى في العاصمة طرابلس ما تزال غامضة من حكومة باشاغا، فإن الاصطفافات العسكرية بدأت تطلّ برأسها، حيث أعلن 65 فصيلًا مسلحًا في مصراتة، في بيان مشترك، رفضهم تغيير حكومة الدبيبة، كما أصدرت تشكيلات عسكرية أخرى بمسمى "قادة وكتائب وثوار القوى المساندة للجيش الليبي"، بيانًا انحازوا فيه للدبيبة واعتبروا فيه أن تشكيل حكومة جديدة يأتي في إطار مساعي مجلس النواب للتمديد لنفسه، وتأجيل الانتخابات.

في مقابل ذلك، أعلن 118 فصيلًا مسلحًا من مصراتة دعمهم تغيير الحكومة وتعيين باشاغا رئيسًا لها، بحجة أنها ستكون أولى إفرازات "اتفاق ليبي - ليبي"، ينهي حالة الانقسامات والاحتراب في ليبيا، وينشد الاستقرار المأمول للبلاد.

لكن متابعين للشأن الليبي قللوا من أهمية هذه البيانات والإعلانات، معتبرين أنها لا تمثل أحجامًا كبيرة، وإنما تبدو في الحقيقة مجرد أسماء وأرقام هدفها زيادة الزخم وترك الأثر، أكثر من كونها فصائل تتمتع بقوة أو وجود حقيقي وكبير على أرض الواقع.

على الرغم من أن مواقف قوى عسكرية كبرى في العاصمة طرابلس ما تزال غامضة من حكومة باشاغا، فإن الاصطفافات العسكرية بدأت تطلّ برأسها

كما غابت عن تلك البيانات أسماء قوى عسكرية كبرى، ما يزال موقفها من المشهد الحكومي الحالي غامضًا، على غرار جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والذي يتخذ من قاعدة امعيتيقة مقراً له، واللواء 777 مشاة، بقيادة هيثم التاجوري، والذي يتخذ من معسكر 77 وسط العاصمة مقرًا، بالإضافة لكتيبتيْ "رحبة الدروع" في تاجوراء، التي تعد المنفذ الشرقي للعاصمة، و"فرسان جنزور" في منطقة جنزور بالمنفذ الغربي.