07-يوليو-2022

عدة خلفاء محتملين لجونسون (Getty)

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الخميس، عن تخليه عن زعامة حزب المحافظين، داعيًا قيادة الحزب لاختيار بديل له. وفي كلمة له أمام الصحفيين قال بوريس جونسون إنه "من الواضح أن إرادة حزب المحافظين هي أن يكون هناك زعيم جديد ورئيس وزراء جديد". وأضاف "سأواصل مهام منصبي حتى يتم اختيار قائد جديد".

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الخميس، عن تخليه عن زعامة حزب المحافظين، داعيًا قيادة الحزب لاختيار بديل له

 وتابع السياسي اليميني المثير للجدل: "عينت حكومة جديدة مع استمراري في تولي مهام رئاسة الوزراء. حاربت كثيرًا لبقائي في منصبي، ليس لأنني أردت فعل ذلك لكن لأنني شعرت أنه واجبي وعملي". مضيفًا "حاولت إقناع زملائي خلال الأيام الماضية بعدم تغيير الحكومة، وأندم بشدة لأنني لم أتمكن من الاستمرار بتنفيذ المشاريع".

وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن وسائل إعلام بريطانية أنباء عن عزم رئيس الوزراء البريطاني تقديم استقالته من منصبه. وجاء هذا الإعلان بعد استقالة أكثر من 50 وزيرًا ومسؤولًا بالحكومة في موجة استقالات كبرى داخل حكومته، وتمرد داخل حزب المحافظين مع دعوات كثيرة لتنحيه خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وصباح اليوم استقالت وزيرة التعليم البريطانية الجديدة غداة تعيينها في منصبها، كما استقال كل من وزير الدولة لشؤون إيرلندا الشمالية براندون لويس، والوزيرة في وزارة الخزانة هيلين وايتلي، ووزير الدولة لشؤون الأمن والحدود داميان هندز، ووزير المعاشات غوي أوبيرمان، ووزير العلوم والبحث والابتكار جورج فريمان، ووزيرة التعليم ميشال دونيلان.

وكان ست وزراء قد استقالوا أمس الأربعاء، وهم وزراء الداخلية والصناعة والمالية والصحة والأمومة والطفولة وشؤون ويلز، بينما أقال جونسون  وزير الدولة لشؤون الإسكان والمجتمعات مايكل جوف الذي أفادت وسائل إعلام في وقت سابق بأنه أخبر رئيس الوزراء بأن عليه أن التنحي. وفي رسالة استقالته إلى جونسون قال وزير الدولة لشؤون ويلز سايمون هارت: "بذل الزملاء قصارى جهدهم في السر والعلن لمساعدتك على تحويل مسار السفينة، ولكنني للأسف أشعر بأننا تجاوزنا النقطة التي يمكن عندها حدوث ذلك".

كما دعت المدعية العامة لإنجلترا وويلز سويلا برافرمان الأربعاء جونسون إلى الاستقالة وأعلنت أنها سترشح نفسها لتحل محله في أي سباق لقيادة حزب المحافظين لتصبح اول مسؤولة بريطانية مرشحة لخلافة جونسون. إذ قالت في تصريحات لوسائل الإعلام "أعتقد أن الوقت حان لتنحي رئيس الوزراء"، وأضافت أنها لا تريد الاستقالة من منصبها ولكن "إذا كان هناك تنافس على القيادة فسأضع اسمي في الحلبة". ووفقًا لوسائل اعلام بريطانية، سيستمر جونسون في منصبه إلى حين تعيين زعيم جديد لحزب المحافظين خلال مؤتمر سيعقد في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

ردود فعل مرحبة

وفي أولى ردود الفعل على قرار جونسون بالاستقالة، قال زعيم حزب العمل المعارض كير ستارمر إن "استقالة بوريس جونسون من رئاسة الوزراء بشرى سارة للبلاد". وأضاف " كان يجب أن يحدث ذلك منذ فترة طويلة، كان دائمًا غير لائق للمنصب، كان مسؤولًا عن الأكاذيب والفضائح والاحتيال على نطاق كبير".

كما قال نائب رئيس حزب المحافظين جاستن توملينسون "كنت من فريق بوريس حيث أظهرت الانتخابات العامة أنه نجمنا المفضل في زمن الانقسامات السياسية التقليدية، كانت هناك تقلبات وهبوط، لكنه كان مشحونًا بالحراك الاجتماعي والفرص. استقالته كانت حتمية، كحزب علينا أن نتحد بسرعة ونركز على الأمور المهمة. هذه أوقات خطيرة على جبهات عديدة".

تأتي هذه التطورات في وقت انتقد فيه العشرات نزاهة جونسون علنًا بعد أن أقر بارتكابه "خطأ" بتعيينه في شباط/فبراير الماضي كريس بينشر في منصب مساعد المسؤول عن الانضباط البرلماني للنواب المحافظين، حيث استقال هذا الأخير الأسبوع الماضي بعد اتهامات بالتحرش.

والثلاثاء أقرت رئاسة الحكومة بأن رئيس الوزراء تبلّغ في 2019 باتهامات سابقة حيال بينشر وأنه كان محور شكاوى تتعلق بسوء سلوكه الجنسي. لكن جونسون تجاهلها عندما عينه، على الرغم من أن الحكومة كانت قد نفت تلك الأخبار من قبل. وتضاف إلى ذلك قضايا أخرى ذات طابع جنسي في البرلمان. فقد أوقف نائب يشتبه في أنه ارتكب عملية اغتصاب وأفرج عنه بكفالة منتصف حزيران/يونيو الماضي، كما استقال نائب آخر في نيسان/أبريل لأنه شاهد فيلمًا إباحيًا في البرلمان على هاتفه النقال. وحكم على نائب سابق في أيار/مايو بالسجن 18 شهرًا بعد إدانته بتهمة الاعتداء جنسيًا على مراهق في الخامسة عشرة.

ويعاني جونسون بالأساس من تداعيات فضيحة كادت أن تعصف بحكومته بعد أن نُشر تقرير دامغ عن إقامة حفلات في مكتبه ومقر إقامته في داوننغ ستريت، في انتهاك لقوانين الإغلاق الصارمة المتعلقة بكوفيد-19، وفرضت عليه الشرطة غرامة. كما أفلت جونسون قبل أسابيع من تصويت على سحب الثقة قرره نواب حزبه المحافظ.

الخلفاء المحتملون

تشير التوقعات أن وزير الدفاع البريطاني بن والاس هو المرشح الأوفر بين أعضاء حزب المحافظين ليكون زعيم الحزب القادم. كما يبرز اسم وزيرة التجارة بيني موردانت. وتمتلك موردانت شعبية كبيرة داخل حزب المحافظين، ولعبت دورًا محوريًا في عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما تمتلك شخصية قوية وقيادية.

تشير التوقعات أن وزير الدفاع البريطاني بن والاس هو المرشح الأوفر بين أعضاء حزب المحافظين ليكون زعيم الحزب القادم

يبرز كذلك اسم  وزير المالية المستقيل ريشي سوناك، الشاب البريطاني ذو الأصول الهندية الذي يمتلك شعبية جيدة داخل الحزب، ولديه حضور قوي بين طبقة الشباب.