12-يناير-2025
الدمار في مدينة صور جنوب لبنان

(AP) الدمار في مدينة صور جنوب لبنان

يواجه النازحون اللبنانيون الذين دُمّرت منازلهم خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان صعوبات متزايدة في إعادة إعمارها والحصول على تعويضات أو مساعدات مالية. ورغم مرور شهر ونصف على وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" و"حزب الله"، لا تزال مناطق واسعة من جنوب وشرق لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، في حالة خراب.

ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي، في تشرين الثاني/نوفمبر، تُقدر الخسائر التي لحقت بالبنية الأساسية في لبنان بنحو 3.4 مليار. وعلى عكس عدوان عام 2006، الذي تمكن فيه "حزب الله" من المساهمة في إعادة الإعمار التي انطلقت سريعًا وبلغت تكلفتها حينها 2.8 مليار دولار؛ يواجه الحزب الآن تحديات عديدة تمنعه من لعب دور فعال في هذه المسألة، رغم دفعه تعويضات لكثير من النازحين. 

في المقابل، تواجه الحكومة اللبنانية تحديات اقتصادية كبيرة ونقصًا في السيولة يمنعها من تقديم مساعدات ملموسة للنازحين المتضررين، خاصةً أن الجهات الدولية المانحة قد تكون غير قادرة على تقديم مساعدات كبيرة في ظل احتياجات ما بعد الحرب في سوريا وقطاع غزة. 

لا تزال مناطق واسعة من جنوب وشرق لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت، في حالة خراب

ويقول العديد من اللبنانيين المتضررين إن التعويضات التي دفعها لهم "حزب الله" أقل بكثير من تكلفة الأضرار التي لحقت بمنازلهم، في حين لا يزال كثيرون ينتظرون الحصول على هذه التعويضات التي وعد بها الحزب.

وفي تقرير أعدته "أسوشيتد برس"، وتضمن عدة شهادات للبنانيين متضررين من الحرب، قالت أم لأربعة أطفال تدعى منال، وتبلغ من العمر 53 عامًا، من قرية مرجعيون جنوبي لبنان، إنها لم تتلقَ أي أموال بعد، مضيفةً: "ربما لم يحن دورنا بعد".

وقال محمد، وهو من ضاحية بيروت الجنوبية التي تعرضت لأضرار كبيرة جراء الحرب، إن والده حصل على 2500 دولار من "حزب الله"، معتبرًا أنه مبلغ غير كاف لتغطية الأضرار التي لحقت بمنزلهم، وتقدّر بـ4 آلاف دولار. وقال محمد للوكالة: "أخذ والدي المال وغادر معتقدًا أنه لا جدوى من الجدال"، مشيرًا إلى أن عمه عُرض عليه 194 دولارًا فقط كتعويض، وقال له "حزب الله" حين اشتكى: "لقد ضحينا بدمائنا، فماذا فعلت في الحرب؟". 

في المقابل، يقول آخرون إن "حزب الله" عوضهم بشكل عادل، حيث قال عبد الله سكيكي، الذي دُمر منزله بالكامل في ضاحية بيروت الجنوبية، إنه تلقى 14 ألف دولار أميركي من مؤسسة "القرض الحسن"، المرتبطة بالحزب. 

وصرّح مدير مؤسسة "جهاد البناء" الإنمائية، التابعة لـ"حزب الله"، إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة المتضررين، مشيرًا إلى أن فرق المؤسسة قامت بمسح أكثر من 80 بالمئة من المنازل المتضررة في جميع أنحاء لبنان. 

وأضاف أنهم بدأوا في تعويض الأسر المتضررة، وكذلك: "في تقديم مدفوعات لإيجار عام"، موضحًا أن تعويضاتهم: "تشمل 8 آلاف دولار للأثاث، و6 آلاف دولار لإيجار عام للذين يعيشون في بيروت، فيما يحصل أولئك الذين يقيمون في أماكن أخرى على 4 آلاف دولار نقدًا للإيجار". 

يُذكر أن خسائر البنية الأساسية والاقتصاد اللبناني من الحرب بلغت 8.5 مليار دولار أميركي، وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وبحسب تقرير البنك الدولي، هناك 99.209 وحدة سكنية تضررت، 18 بالمئة منها دُمرت بالكامل. بينما يوجد في ضاحية بيروت الجنوبية وحدها 353 مبنى مدمر بشكل كامل، إضافةً إلى أكثر من 6 آلاف منزل متضرر. 

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء، سعدي الشامي، للوكالة، أن هذا التقدير لا يشمل الشهر الأخير من الحرب، مؤكدًا أن الحكومة اللبنانية: "لا تملك الموارد المالية لإعادة الإعمار". كما أشار إلى أن البنك الدولي يدرس مشروعًا طارئًا لدعم لبنان يركز على المساعدات المستهدفة للمناطق الأكثر احتياجًا للمساعدة، مضيفًا أنه: "إذا شارك البنك الدولي، فمن المأمول أن يشجع المجتمع الدولي على التبرع بالمال".