29-أبريل-2017

تتخبط الفضائيات المصرية في أزمات مختلفة قبل رمضان (جيانلويجي غارسيا/أ.ف.ب)

جدل، صراع، إثارة.. كلمات تأتينا يوميًا مرفقة بأخبار عن القنوات الفضائية المصرية وما يدور بداخلها. سواء اتفقنا أو اختلفنا حول أهمية تلك القنوات ودورها الإعلامي، نظل جميعًا مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث داخل تلك القنوات. نسمع يوميًا عن انتقال الإعلاميين بين القنوات واعتصامات العاملين لعدم صرف مستحقاتهم، ثم نسمع عن مبالغ طائلة تُصرف على برامج "معينة" وأجور ضخمة لإعلاميين بعينهم، وهو ما يصيب المشاهد بحالة من الارتباك وعدم الفهم. "ألترا صوت" يرصد ما يدور داخل إدارات تلك القنوات، خاصة مع اقتراب الموسم الأقوى بالنسبة للفضائيات، وهو الموسم الرمضاني.

عرف دمج سي بي سي والنهار فشلًا سريعًا حيث انفصلا ونتج عن ذلك أزمات إدارية عديدة أثرت على تطوير المحتوى المقدم كما رُوج له

اقرأ/ي أيضًا: الإعلام المصري.. خارطة مشبوهة

"سي بي سي" و"النهار".. فشل سريع

بعد فترة قصيرة من دمج الشبكتين التلفزيونيتين، قرر الطرفان فضّ الشراكة، وذلك بعد فشل الإدارة الموحّدة في سداد مرتبات العاملين لأول مرة، بالإضافة لشعور قناة "النهار" أن الموسم الأفضل لها، وهو شهر رمضان، سوف يذهب دون بصمتها المعتادة، حيث تعتمد القناة بشكل كبير على الموسم الرمضاني في جمع أرباح تمكّنها من الاستمرار طوال العام.

بعد البداية المليئة بالوعود والأمنيات في تأسيس كيان إعلامي عملاق "يتصدى لتطوير الإعلام الخاص بمختلف وسائله على مستوى المحتوى والشكل البصري ووسائل الاتصال الحديثة، وينافس كبريات القنوات والمجموعات الإعلامية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط"، جاء الانفصال مؤخرًا ليعلن فشل عملية الدمج، بعدما تسبب ذلك في خسائر فادحة وتأثير على مجريات سير العمل بالشبكتين.

وأكدت مصادر بقنوات سي بي سي أن دمج الشبكتين تسبب فى حدوث العديد من الأزمات بالقناة منها تأخر رواتب العاملين، وهو ما لم يكن يحدث قبل الدمج وكذلك. وكشفت المصادر أنه خلال فترة الدمج كانت تحدث مشاكل إدارية بين قيادات الشبكتين، فيما يخص انتقال عدد من البرامج ومقدميها، لافتة إلى أن شبكة قنوات النهار استعانت بمذيعين وبرامج من قنوات "سي بي سي" وليس العكس.

ورغم نفي بعض المصادر داخل القناة خبر الانفصال وتأكيدها أن "التعاون المشترك بين الشبكتين لا يزال مستمرًا في بيع الفقرات الإعلانية وشراء المحتوى"، وأن ما حدث هو "اتفاق داخلي على فصل الإدارات لضمان سهولة تسيير العمل داخل القنوات"، إلا أن الواقع يخالف تلك الأقاويل، حيث اتفقت إدارة الشبكتين على أن يبقى الحال كما هو عليه، أي أن الإعلامي خيري رمضان وشريف مدكور أصبحا ضمن قائمة "النهار" بدلًا من "سي بي سي" على أن تنضم قناة "إكسترا نيوز" الإخبارية إلى مجموعة قنوات "سي بي سي".

وشهدت الفترة الماضية مشكلات متكررة في تنظيم العمل وتعطّل عمليات التصوير وتوقف الخدمات الطبية للعاملين بالشبكتين، فضلًا عن تناقص الموارد البشرية الكفؤة بعد حركة الاستغناءات العشوائية التي تمت في إطار عملية الدمج، بالإضافة إلى ما شهدته القناتان من إضراب للعاملين الذين تم فصلهم مؤخرًا.

وكانت آخر الأزمات توقف التصوير الخارجي لمدة يومين بسبب إضراب شركة النقل المسؤولة عن حركة السيارات بسبب عدم دفع الشبكة مستحقات الشركة، غير أن الخسارة الأفدح  كانت من نصيب قناة "النهار رياضة" بعدما فشلت عمليات نقل وتصوير المباريات وكذلك عدم تحقيق عائد إعلاني مجدٍ من وراء شراء الدوري الممتاز "ب"، الذي دفعت فيه شركة "فيوتشر ميديا" ما يقارب من 60 مليون جنيه.

اقرأ/ي أيضًا: الإعلام المصري على الفلسطينيين لا معهم

"الحياة".. تدهور ومستحقات متأخرة

تسيطر حالة من الغضب الشديد على العاملين بقناة "الحياة" بعد عدم تمكن إدارتها من صرف مستحقاتهم للشهر الثالث على التوالي

حالة من الغضب الشديد سيطرت على العاملين بقناة "الحياة" بعد عدم تمكن إدارتها من صرف مستحقات العاملين للشهر الثالث على التوالي، في الوقت الذي تعاقدت القناة، المملوكة لرجل الأعمال والسياسي السيد البدوي، مع عدد من مقدمي البرامج والفنانين، ومنهم برنامج "دوري الحياة" الذي تم تخصيص ميزانية ضخمة له، وكذلك التعاقد مع الممثل صلاح عبد الله لتقديم برنامج "سطوح عم صلاح".

الغريب أن إدارة القناة رفضت صرف مستحقات العاملين بالبرامج الجديدة، حيث ذكرت مصادر من داخل القناة أن الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، الذي يقدّم أحد البرامج على شاشة "الحياة" لم يتقاض أجره حتى الآن، وأشارت المصادر إلى طلب الإدارة من مجدي الجلاد ومن العاملين في البرنامج الانتظار لما بعد عيد الفطر القادم لصرف مستحقاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يعاني العاملون بالقناة من ضعف شديد في الإمكانيات، حتى أنهم طالبوا بتجديد دورات المياه بمقر القناة بعد تدهور حالتها.

أما على المستوى الفني، تعاني برامج "الحياة" من أزمة شديدة تتجلّى آثارها في المستوى الفقير الذي تظهر عليه، فلا يوجد فريق مونتاج جيد بعد رحيل طاقم الفريق السابق، وذلك بعد مماطلة القناة في سداد مستحقاتهم المالية، وقيام الإدارة بتعويض رحيلهم بالتعاقد مع "متدربين" جدد، وهو ما أثرّ بالسلب على مستوى البرامج.

"القاهرة والناس".. الجدل مستمر

تعتمد قناة القاهرة والناس على إثارة الجدل لجذب المشاهدين، سواء بالموضوعات المطروحة أو مقدمي البرامج أو طريقة التناول

تحاول إدارة قناة "القاهرة والناس" المملوكة لرجل الإعلان طارق نور استعادة توازنها مجددًا بعد سلسلة الخلافات التي نشبت في عدد من برامجها وانتقال بعض المذيعين والعاملين بها إلى مجموعة "دي إم سي" الجديدة، وعلى رأسهم أسامة كمال، المقرّب من مؤسسة الرئاسة.

المشاكل في القناة لا تنتهي، بدءًا من إيقاف برنامج الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى مرورًا بالمعارك الكلامية لبرنامج "نفسنة" النسائي الذي تقدّمه القناة.

مؤخرًا، نجحت إدارة القناة بقيادة اللبناني ميلاد أبي رعد في استغلال عدم التوافق بين الإعلامية بسمة وهبي وقناة "أون لايف"، والتي كانت تقدّم من خلالها برنامج "سيدة الشرق"، لتتعاقد معها لتقديم برنامج جديد يحمل اسم "هتكلّم" على شاشتها، وهو البرنامج الذي أثار جدلًا واسعًا في أولى حلقاته، حيث استضافت وهبي شخصًا قالت إنه "كاهن عبدة الشيطان" وتناولت في تلك الحلقة قضية عبدة الشيطان التي عاودت الظهور في الآونة الأخيرة. 

وتعتمد القناة منذ نشأتها سياسة تعتمد على إثارة الجدل لجذب المشاهدين، سواء بالموضوعات المطروحة أو مقدمي البرامج أو طريقة التناول، ويبدو أنها ستعاود المشي على نفس الدرب الذي لا تعرف له بديًلا.

اقرأ/ي أيضًا:

"عسكرة" الإعلام المصري.. لم تعد الموالاة كافية!

الشيخ "ميزو".. شيزوفرينيا الإعلام المصري