18-أبريل-2017

محمد العباس/ سوريا

كنتُ أتابع كلمة ممثل دولة طوران في مجلس الدول، حين قررت أن أشتري أرنبًا. الأرنب كائن جميل، يحب الملفوف والجزر ولا يؤذي أحدًا. وحتى حين يعتدي على كروم الخضروات يقوم بفعلته بحب. نعم سأشتري أرنبًا ونصبح أصدقاء، يمكن للأرانب أن تصادق البشر. هناك في تاريخ الحيوان أمثلة كثيرة، كذاك الأرنب الذي سلّم "تيمورلنك "خرائط المغرب العربي على أبواب دمشق قبل قرون. ثم إني سأعلّمه الكثير ليصبح قبلة للأنظار، بل ربما لن أحتاج هذا.. ستصطفيه الطبيعة موهبة خارقة ربما، سيصطفيه الشعر مثلًا. يا الله ما أجمل هذا.. أرنبٌ يرتجل الشعر، يا سلام!

سيقف الأرنب خلف المنصة، ينظر في الأفق الأرنبي المرسوم أمامه، ثم يتحول بعينيه نحو الجمهور (أرانب أو بشر، ذاك تفصيل غير مهم) ثم يبدأ قائلًا مثلًا:
عصائر العشب الأخضر (لا تنس أن الأرنب يحب العشب والملفوف والجزر) 
تموجُ كليل بنفسجي ثقيل 
أقف خلف عمود نبطي في صحراء الشام 
خلفي غيم وغبار 
وأمامي حرّاس الهيكل 
يتقاسمون امرأة 
يغمسون جسدها في أرز وزبيب 
ويحتسون النفط مع الليمون.

سيصفق الأرانب حتى احمرار الأكف. يا عين ما أروع هذا! أو ربما ستصطفيه الطبيعة أديبًا! أرنب روائي، يا الله ما أجمله من أرنب، أكرم بهِ من أرنب! 
أكرم بأرنب غدا للعرب رابطةً 
وجزرة وحّدت للعرب معتقدا

يا سلام، ربما سيكتب رواية بعنوان "لا أحذية في أقدام الملوك ". يااااه هذا عنوان رائع! سيكتب ربما: حين مرت المرأة من الباب الشرقي تمسك بيدها طفلًا، كانت الشمس البرتقالية تختلط بغيم الشتاء الرمادي.. يا عين من هذه الفاتحة الروائية!

سنصبح صديقين، وحين تربح روايته أو ديوانه جائزة ربما سأزوجه من أرنوبة جميلة، سأصطحبه إلى النهر، هناك قرب الجسر حيث بات يوسف ليلته الباردة قبل أن يدخل قصر المرأة نصف العارية في رواية "أصل العالم".

نعم، صديقي الأرنب، ما أجملك من كائن. 
أرانب وبشر.. بشر وأرانب.. جزر وملفوف.. شعر ورواية.. وطن وقضية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أسطوانة

اخلع الجلد الذي عليك