14-ديسمبر-2022
كأس العالم في قطر

قطر كتبت التاريخ في مونديال مميّز (Getty)

عادت الأنظار إلى قطر ليلة أمس عبر المباراة الأولى من دور نصف النهائي من كأس العالم بمباراة الأرجنتين وكرواتيا التي انطلقت الساعة العاشرة بتوقيت الدوحة، وحقق فيها نجوم التانجو الأرجنتيني الفوز على كرواتيا بثلاثة أهداف نظيفة. ولم يبقَ من صفحات قصة أول مونديالٍ عربي سوى الخاتمة المنتظرة، بعد المباراة التي ستحدد هوية المرشّح الثاني للقب، بين أسود الأطلس ومنتخب الديوك الفرنسي.

ونحن على مقربة من وداع مونديال 2022، لا بد لنا أن نحتفي بما كان مونديالاً تاريخياً بحقّ شهد تحطيم الكثير من الأرقام القياسية

لكن ونحن نودّع مونديال 2022، فلا بد لنا أن نحتفي بما كان مونديالاً تاريخياً بحقّ شهد تحطيم الكثير من الأرقام القياسية بقي بعضها صامداً لعقود، عبر إعادة التنويه ببعض الأرقام والإنجازات غير المسبوقة في أول مونديال على أرض عربيّة. 

أسود الأطلس يدخلون التاريخ

ربما كان أهمُّ وأجمل رقم سجّله مونديال العرب هو صعود أول بلدٍ عربي وأفريقي إلى دور نصف النهائي، مع استمرار رحلة أسود الأطلسي. وقد نجح المنتخب المغربي في تسجيل العديد من الأرقام التاريخية منها:

  • أول منتخبٍ أفريقي يصل إلى دور نصف النهائي. كانت غانا في مونديال 2010 هي أقرب المنتخبات الأفريقية إلى تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، ولكنها خرجت في المباراة الشهيرة، بعد "تصدّي" سواريز لهدفٍ محقّق في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي. طُرد سواريز والدموع تنهمر من عينيه، ولكن دموعه تحوّلت خلال ثوانٍ إلى صرخات البهجة بعد إضاعة أسامواه جيان لضربة الجزاء. تأهّلت الأوروغواي بعد ذلك إلى نصف النهائي بضربات الجزاء.

المنتخب المغربي

  • أول منتخبٍ عربي يصل إلى دور نصف النهائي (وربع النهائي). على صعيد المنتخبات العربية فإن أفضل مسيرةٍ لمنتخبٍ عربي كانت لمنتخب الجزائر في مونديال 2014 الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إقصاء ألمانيا والصعود إلى دور الثمانية، ولكن أبطال المونديال نجحوا بالتأهّل في الوقت الإضافي بنتيجة 2-1. بعيداً عن الجزائر، نجحت المغرب بالتأهّل إلى الأدوار الإقصائية في مونديال 1986 وخرجت أمام ألمانيا الغربية، والسعودية في مونديال 1994 (الذي شهد هدف سعيد العويران الشهير)، حيث خرج المنتخب السعودي على يد منتخب السويد.
  • أكثر منتخب عربي جمعاً للنقاط في دور المجموعات بـ7 نقاط: كان هذا الرقم من نصيب السعودية التي جمعت ست نقاط في مشاركتها عام 1994 بفوزها على بلجيكا والمغرب وخسارتها أمام هولندا التي تصدّرت المجموعة في تلك النسخة. إلا أن المغرب نجحت بجمع سبع نقاط بفوزين وتعادل مكّناها أيضاً من تصدّر مجموعتها. من الجدير بالذكر أن المغرب أيضاً هي أول منتخب عربي يتصدّر مجموعته بمشاركته عام 1986 التي ضمّت أيضاً إنجلترا وبولندا والبرتغال.
  • أقوى دفاع في البطولة بهدفٍ وحيد سجّله نايف أكرد بالخطأ في مرمى بلاده أمام كندا، بل وأبعد من ذلك، لم تستقبل شباك ياسين بونو سوى هدف مباراة كندا في آخر 7 مبارياتٍ رسمية، 3 أهداف في آخر 10 مباريات لو احتسبنا المباريات الودية، حيث تعادلت المغرب مع قطر بنتيجة 2-2 قبل المونديال. كان آخر هدف سُجّل في شباك المغرب في مباراةٍ رسمية بتاريخ 9 يونيو/حزيران في مباراة تصفيات كأس أمم أفريقيا أمام جنوب أفريقيا، وقد فازت المغرب بالمباراة بنتيجة 2-1. لعبت بعد ذلك المغرب أمام ليبيريا وكرواتيا وبلجيكا وكندا وإسبانيا والبرتغال واستقبلت هدفاً وحيداً.
بونو

لو كان لنا أن نفترض أن المغرب ستفوز بالمونديال دون استقبال أي هدفٍ آخر، فسيكون لها أن تحقّق إنجازاً تاريخياً عجز عنه كل أبطال المونديال السابقين. نجحت كلٌّ من إسبانيا (2010)، وإيطاليا (2006)، وفرنسا (1998) بالفوز بالمونديال باستقبال شباكهم هدفين فقط، ولكن لم يسبق لأي منتخبٍ فائزٍ بكأس العالم أن يفوز بالمونديال باستقبال هدفٍ واحدٍ فقط.

ويُضاف إلى ذلك تحقيق المغرب لأرقامٍ قياسيةٍ أخرى:

  • أطول سجلٍ خالٍ من الهزائم لبلدٍ أفريقي في ست مبايات.
  • ياسين بونو أول حارسٍ أفريقي ينجح في المحافظة على نظافة شباكه لأربع مباريات أو أكثر

مونديال عالمي

كان مونديال قطر أيضاً مونديالاً عالميّاً شهد مستوياتٍ غير مسبوقة من المشاركة والتنافسية. ولتكن البداية مع المنتخبات العربية مرةً أخرى.

  • كانت هذه المرة الثانية في تاريخ كأس العالم التي شهدت مشاركة أربع منتخباتٍ عربية بعد مونديال 2018 في روسيا. شارك في هذا المونديال كلٌّ من المغرب وتونس والسعودية وقطر، أما في عام 2018 فسافر إلى روسيا كلٌّ من السعودية ومصر والمغرب وتونس. ولكن بطبيعة الحال شهد مونديال قطر أفضل تمثيلٍ عربيٍّ في تاريخ المونديالات. فبعيداً عن تأهّل المغرب، نجحت المنتخبات العربية بجمع 14 نقطة (3 السعودية، 4 تونس، 7 المغرب) مقارنةً بسبع نقاط في مونديال 2018 (السعودية 3، تونس 3، المغرب 1).
  • شهد المونديال أيضاً الانتصار الآسيوي والعربي الأول في التاريخ على منتخب الأرجنتين بعد الهزيمة الصاعقة لأبطال العالم في مناسبتين أمام السعودية. حرمت السعودية بذلك الفوز منتخب التانغو من تحطيم الرقم القياسي لأطول سلسلةٍ خاليةٍ من الهزائم بعد وقوف سجل الأرجنتين عند 35 مباراة وفشلها بتجاوز رقم إيطاليا بـ37 مباراة، إذ كان على الأرجنتين عدم تذوّق طعم العزيمة في جميع مبارياتها لتجاوز رقم إيطاليا.
  • يُضاف إلى ذلك طبعاً فوز تونس على فرنسا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
مشجع تونسي في قطر
  • أجمل دليل على عالمية مونديال قطر كان أيضاً هو نجاح منتخباتٍ من القارات الست بالتأهل إلى الأدوار الإقصائية لأول مرةٍ في تاريخ كؤوس العالم.
  • أثبت هذا المونديال مستوياتٍ غير مسبوقة من التنافسية العالمية بأفضل مشاركةٍ للمنتخبات الآسيوية والأفريقية في التاريخ، حيث نجحت 3 فرق آسيوية (أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية) بالتأهّل إلى الأدوار الإقصائية لأول مرةٍ في التاريخ، فيما وصل منتخبان أفريقيان إلى الأدوار الإقصائية لثاني مرةٍ في التاريخ بعد مونديال 2014 هما السنغال والمغرب.
  • كان مونديال قطر أيضاً أول مونديالٍ في التاريخ يشهد تفوّق عدد المنتخبات الآسيوية المشاركة في كأس العالم، أو بوصفٍ أدق المنتخبات المنضوية تحت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، على نظيرتها الأفريقية. شارك من آسيا 6 فرق هي اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية والسعودية وإيران وقطر، مقابل 5 فرقٍ أفريقية هي المغرب وتونس والسنغال والكاميرون وغانا.
  • من عالمية مونديال قطر أيضاً الحضور الجماهيري الكبير، حيث وصل عدد حضور مشاهدي كأس العالم إلى 2.45 مليون مشاهد في دور المجموعات فقط، متفوّقاً على مونديال 2018 الذي شاهد مباريات دور المجموعات فيه 2.17 مليون مشاهد.
  • شهدت مباراة الأرجنتين والمكسيك أيضاً أكبر حضورٍ جماهيري في استاد لوسيل (88966 مشاهد) منذ نهائي 1994 الذي جمع بين البرازيل وإيطاليا، والذي استضافه ملعب "روز بول" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث وصل عدد المشاهدين إلى 94194 مشاهد.
  • امتدت عالمية مونديال قطر 2022 إلى نسبٍ غير مسبوقة من المشاهدات التلفزيونية في عددٍ من القارات. فشهدت مباراة إنجلترا وأمريكا أعلى نسبةٍ مشاهدة لمباراةٍ للمنتخب الأمريكي للرجال في التاريخ بعددٍ وصل إلى 19.65 مليون مشاهد، وكذلك الأمر لمباراة اليابان وكوستاريكا التي شاهدها 36.37 مليون مشاهد في اليابان. وكان هناك أيضاً مباراة إسبانيا وألمانيا التي شاهدها 11.9 مليون متابع بعددٍ فاق مشاهدي أي مباراةٍ من دور المجموعات من مونديال 2018 في روسيا.
  • شهد مونديال قطر أيضاً مستوياتٍ غير مسبوقةٍ من التنافسية في دور المجموعات، حيث كان هذا أول مونديالٍ لم ينجح فيه أي فريق بالفوز بجميع مبارياته في دور المجموعات منذ زيادة عدد المشاركين إلى 32 منتخب.

تاريخُ يُكتَب

لم يخلّ مونديال قطر أيضاً من تسجيل بعض الأرقام القياسية المذهلة، منها:

  • دخل ورنالدو التاريخ بكونه اللاعب الوحيد الذي يسجّل في خمسة كؤوسٍ عالم مختلفة. حقّق رونالدو هذا الإنجاز الإعجازي بعد تسجيله الهدف الأول أمام غانا من علامة الجزاء. بجانب رونالدو، هناك 3 لاعبين سجّلوا في أربع مونديالات مختلفة هما الألمانيان ميروسلاف كلوزه (2002، 2006، 2010، 2014)، وأوفه زيلر (1958، 1962، 1966، 1970)، وميسي (2010، 2014، 2018، 2022). الغريب أن رونالدو لم ينجح أبداً في التسجيل في الأدوار الإقصائية في مشاركاته الخمس.
رونالدو في قطر
  • رونالدو هو أيضاً واحد من 3 لاعبين شاركوا في هذا المونديال ليحقّقوا إنجازاً صعباً بالمشاركة في 5 مونديالات مختلفة، إلى جانب ميسي ولاعب خط الوسط منتخب المكسيك ونادي ريال بيتيس أندريس غواردادو. والمفارقة أن اللاعبين الثلاث هم قادة منتخب بلادهم، وثلاثتهم شاركوا بالمونديالات الخمسة نفسها: 2006، 2010، 2014، 2018، 2022. نادي المونديالات الخمسة لا يضمّ مع اللاعبين الثلاثة سوى الألماني لوتار ماتيوس الذي شارك في مونديالات 1982، 1986، 1990، 1994، 1998.
  • بهدفه أمام بولندا في دور الـ16، أزاح أوليفير جيرود تيري هنري من صدارة هدّافي فرنسا، وأصبح الهدّاف التاريخي لمنتخب فرنسا بتسجيله 53 هدفاً بعد تسجيله لهدفٍ آخر أمام إنجلترا في دور ربع النهائي. جيرود هو أيضاً أكبر لاعبٍ يسجّل لفرنسا في كأس العالم على الإطلاق.
  • كما نجح هاري كين بمعادلة رقم واين روني بالعدد نفسه من أهداف جيرود -53 هدفاً. وكان كين سيتفرّد بصدارة هدّافي منتخب الأسود الثلاثة لو نجح في تسجيل ضربة الجزاء الثاني التي احتُسبت لإنجلترا أمام فرنسا.
  • أصبح هاري كين أيضاً أكثر من حمل شارة القيادة لمنتخب إنجلترا في كؤوس العالم بـ11 مباراة.
  • نيمار هو الآخر نجح بمناصفة صدارة هدّافي منتخب البرازيل مع بيليه بـ77 هدفًا، وذلك بعد تسجيله لضربة الجزاء أمام كوريا الجنوبية.
  • على الرغم من الخروج المبكّر والمخيّب لمنتخب ألمانيا، دخل الحارس الألماني مانويل نوير التاريخ كأكثر حارسٍ يشارك في نهائيات كأس العالم بـ19 مباراة. ويلي نوير الحارس الألماني سيب ماير والحارس البرازيلي كلاوديو تافاريل بـ18 مشاركةٍ لكليلهما.
  • ربما لم تحقّق البرازيل المنال بخروجها من كأس العالم أمام كرواتيا. ولكنها تبقى أعظم منتخبٍ في تاريخ كأس العالم. تبقى البرازيل هي المنتخب الوحيد الذي شارك في جميع نسخ كأس العالم، والمنتخب الوحيد الذي نجح بالتأهّل من دور المجموعات في جميع مشاركاتها، وأيضاً صاحب أطول سلسلةٍ خاليةٍ من الهزائم في تاريخ دور المجموعات التي وقفت عند 17 مباراة بعد هزيمة البرازيل أمام الكاميرون.
  • أيضاً، أصبحت البرازيل أكثر منتخبٍ يلعب مبارياتٍ في تاريخ كأس العالم بـ114 مباراة بعد خروجها أمام كرواتيا، تليها ألمانيا بـ112 مباراة بعد خروجها من دور المجموعات، حيث تناصف المنتخبان قائمة أكثر المنتخبات التي لعبت مبارياتٍ في كأس العالم قبل مونديال قطر.
  • في المقابل، بعد فوزها على كندا في مباراتها الافتتاحية، أصبحت بلجيكا صاحبة أكبر عددٍ من الانتصارات المتتالية في دور المجموعات في تاريخ المونديال بـ8 انتصارات.
  • نجحت فرنسا في كسر لعنة البطل بتاهّلها لنصف النهائي، وهي أول منتخبٍ أوروبي ينجح بذلك منذ البرازيل عام 1998. فرنسا نفسها خرجت من دور المجموعات في مونديال 2002 بعد فوزها بمونديال 1998، وكذلك الأمر لإيطاليا (2006، 2010)، وإسبانيا (2010، 2014)، وألمانيا (2014، 2018).
  • في حال فازت فرنسا بكأس العالم، فستحقّق إنجازاً نادراً جداً بالفوز بموندياليين متتالين. فقط البرازيل وإيطاليا حقّقا هذا الإنجاز. فازت البرازيل بمونديالي 1958 و1962، وإيطاليا بمونديالي 1934 و1938.
  • على صعيد اللاعبين الشباب، كان نجم منتخب إنجلترا بوكايو ساكا (21 عام) أصغر لاعب يسجّل هدفين في أول مباراةٍ له في كأس العالم منذ عام 1966 عندما سجّل بيكينباور هدفين بعمر 20 عاماً.
  • كما أتمّ نجم منتخب ألمانيا وبايرن ميونخ جمال موسيالا 13 مناورةٍ ناجحةٍ أمام كوستاريكا، وهو أكبر عددٍ من المناورات الناجحة في مباراةٍ واحدة في تاريخ مباريات كؤوس العالم.
  • أخيراً لا بد لنا من ذكر نجم المونديال وهدافه الأول: كيليان مبابي الذي دخل التاريخ كأصغر لاعب يسجّل 9 أهداف في تاريخ المونديال وعمره لا يتجاوز 24 عاماً.
امبابي
  • سجّل مبابي حتى اللحظة 9 أهداف في مشاركاته في كأس العالم، وهو بذلك ثاني أكثر لاعبٍ فاعل (غير معتزل) سجّل في كؤوس العالم في 12 مباراة على مدار كأسي عالم، بعد زميله في باريس سينت جيرمان ليونيل ميسي بـ10 أهداف. لا يفصل بين مبابي والألماني ميروسلاف كلوزة سوى 7 أهداف ليعتلي قائمة أكثر اللاعبين تسجيلاً في تاريخ المونديال. 

 

ميسي في خانة منفردة

مونديال قطر هو تاريخٌ يُكتب أمام ناظرنا. جادت علينا هذه المناسبة العالمية بالكثير من اللحظات والذكريات التي لا تُنسى، التي جعلت العرس القطري، وأول مونديالٍ يُقام في الشرق الأوسط وعلى أرضٍ عربية، مونديالاً تاريخياً بحقّ. ولكن في فصول الكرة المتوالية، ربما يكون هذا المونديال تاريخياً قبل كل شيء لأنه المرة الأخيرة التي نرى فيها ميسي يلعب في بطولة كأس عالم.

لا يزال حلم ميسي بمنح بلاده كأس عالم مستمراً مع وصول التانغو إلى النهائي، وميسي نفسه كان له الفضل الأول بذلك، وكعادته، كان ميسي فوق العادة وحطّم بمفرده عدداً من الأرقام الصعبة التي بقيت صامدةً لعقودٍ طويلة.

  • سيصبح ميسي أكثر لاعبٍ مشاركةً بتاريخ كأس العالم بـ26 مباراة بعد أن لعب مباراة نصف النهائي اليوم، والنهائي. يعادل ميسي اليوم في نصف النهائي أمام كرواتيا رقم لوتار ماتيوس بـ25 مباراة. كانت المشاركة الأولى للبرغوث في مونديال ألمانيا 2006 وعمره يقارب الـ19 عاماً، وقد شارك في 3 مباريات، وسجّل أيضاً أولى أهدافه أمام منتخب صربيا ومونتينيغرو.
  • ميسي لاعبٌ متكاملٌ بحق، ومن ذلك قدرته على صناعة الأهداف التي لا تقلّ أهميةً وإبهاراً عن تسجيلها. بصناعته للهدف الأول أمام هولندا، أصبح ميسي أكثر لاعبٍ صناعةً للأهداف في الأدوار الإقصائية في كؤوس العالم بـ6 أهدافٍ صنعها ميسي لزملائه في كؤوس العالم، متفوّقاً على بيليه الذي لم يستطع صناعة أكثر من 4 أهداف في الأدوار الإقصائية.
ليونيل ميسي
  • أرقام ميسي الإعجازية تشمل أيضاً أنه في الوقت نفسه أصغر وأكبر لاعبٍ يسجّل ويصنع في المباراة نفسها في المونديال. حقّق ميسي هذا الرقم قبل بعمر 18 عاماً و357 يوماً بفوز منتخب بلاده على صربيا ومونتينيغرو في مونديال 2006، عندما صنع الهدف الرابع لزميله هيرنان كريسبو في الدقيقة 74، ومن ثم سجّل الهدف السادس في الدقيقة 88. وأمام أستراليا بعمر 35 عاماً و155 يوماً سجّل ميسي الهدف الأول لبلاده في مباراة ثمن النهائي في الدقيقة 35، وصنع هدف بلاده الثاني لجوليان ألفاريز بالدقيقة 57. عاد ميسي ليكسر الرقم نفسه في مباراة بلاده أمام هولندا بعمر 35 عاماً و161 يوماً، بصناعة هدف مولينا بتمريرةٍ جميلة في الدقيقة 35، ومن ثم سجّل الهدف الثاني من علامة الجزاء في الدقيقة 73.
  • ميسي هو الهداف التاريخي لمنتخب الأرجنتين، وهو بهدفه أمام هولندا أصبح الهداف التاريخي لمنتخب بلاده أيضاً في كؤوس العالم مناصفةً مع جابريل باتيستوتا بـ10 أهداف لكليهما، قبل أن يتفوق عليه في المبارة أمام كرواتيا ليرفع رصيده إلى 11 هدفًا. ويملك ميسي بالطبع فرصةً مواتيةً ليتفرّد بهذا الرقم في حال سجّل في النهائي.