11-مايو-2022
العدد الأول من مجلة "العربي" (ألترا صوت)

العدد الأول من مجلة "العربي" (ألترا صوت)

هذه المساحة مخصصة، كل أربعاء، لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.


في كانون الأول/ ديسمبر عام 1958، أصدر "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب"، في الكويت، العدد الأول من مجلة "العربي"، التي تعنى بالمواضيع والقضايا الثقافية والاجتماعية والعلمية والفنية، وتسعى إلى إحاطة القارئ العربي بجديد المشهد الأدبي والإبداعي العربي والعالمي، وتقديم منوع شامل يتيح له الإطلاع على ثقافات عالمية مختلفة.

رفعت مجلة "العربي" لحظة صدورها شعار "هدية الكويت لكل العرب"، وسعى القائمون عليها إلى أن تكون مساحة ثقافية عربية جامعة

ولدت المجلة على وقع تصاعد الخطاب القومي العربي، وفي ظل أحداث عديدة فارقة في تاريخ المنطقة، مثل حرب التحرير الجزائرية، والعدوان الثلاثي على مصر، والوحدة بين مصر وسوريا، وغيرها من الأحداث التي ساهمت في تعزيز الشعور القومي العربي، الذي سعت المجلة في بداياتها إلى تمثيل حلمه بغير طريقة. 

وسعى القائمون على المجلة إلى أن تكون مساحة ثقافية عربية جامعة، تصدر في الكويت وتصل إلى جميع القراء العرب على اختلاف توجهاتهم وخلفياتهم السياسية والفكرية والثقافية، حيث رفعت المجلة شعار "هدية الكويت لكل العرب"، وكتب المصري أحمد زكي، أول رئيس تحرير للمجلة، في عددها الأول: "مجلة العربي لهذا الوطن العربي كله، من الخليج شرقًا إلى المحيط غربًا، ومن حلب شمالًا إلى المكلا وجوبا جنوبًا". 

وأضاف زكي: "العربي للفكرة العربية خالصة. وهي لكل ما يتمخض عن الفكرة العربية من معان. فهي ضد الجهل، ومع المعرفة في هذا الوطن العربي كله". وتابع العالم المصري: "العربي عندها أن أهل هذا الوطن العربي الكبير سواء، فهي لا تصل معنى العروبة بمعنى الأرومة والدماء (...) والعربي لا تصل معنى العروبة بدين، فكل الناس عباد الله". كما أكد أيضًا أن المجلة: "باسم هذا الوطن العربي وأهله، ترفض الاستعمار، الخفي منه والبادي، وتعمل على تقريب أجله، فهو لا بد ذاهب. ووسيلتها إلى ذلك الثقافة تنشرها، والوعي تحييه". 

ولدت المجلة على وقع تصاعد الخطاب القومي العربي، وسعت في بدايات صدورها إلى تمثيل حلمه بأكثر من طريقة

مثلت "العربي" لحظة صدورها علامة استثنائية فارقة في تاريخ الثقافة العربية، التي خصصت لها المجلة صفحاتها على مدار نحو 65 عامًا، لم تتوقف فيها عن الصدور إلا لمرة واحدة، ولمدة 7 أشهر تقريبًا، بسبب الغزو العراقي للكويت

ولم يقتصر محتوى المجلة على مجال ثقافي بعينه، بل شمل مجالات مختلفة منها الأدب بمختلف أجناسه، والفنون على اختلاف أنواعها، بين مسرح وسينما وفن تشكيلي، بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والتراثية والعمرانية، إلى جانب أخرى مخصصة للإضاءة على ثقافة وتراث مدن عربية، وعالمية، مختلفة.