25-مايو-2023
الملحّن الكويتي عبد الرحمن البعيجان (1939 – 2000)

الملحّن الكويتي عبد الرحمن البعيجان (1939 – 2000)

هذه المساحة مخصصة لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.


يستعيد الكويتيون فترة الستينيات والسبعينيات بوصفها "الحقبة الذهبية" للأغنية الكويتية التي ازدهرت خلال هذين العقدين، وحققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وشهرة واسعة على مستوى الخليج والعالم العربي. وهذا يعود إلى ظهور مجموعة من الأصوات المميزة والفريدة خلال تلك الحقبة من جهة، وسعي الملحنين الكويتيين إلى تطوير الأغنية الكويتية والنهوض بها من جهة أخرى.

ويُعد الملحّن الراحل عبد الرحمن البعيجان (1939 – 2000) أحد أبرز هؤلاء الملحنين الذين اشتغلوا على تطوير وتجديد الأغنية المحلية الشعبية، ومنحها بُعدًا تعبيريًا وتصويريًا يفتح لها آفاقًا جديدة خارج أجواء التطريب التقليدية. كما ويُعتبر من أوائل الملحنين الذين اشتغلوا على إدخال المقدمة الموسيقية الطويلة إلى الأغنية الكويتية، وأول فنان كويتي يقدّم فن الأوبريت.

اشتغل عبد الرحمن البعيجان على تطوير الأغنية الكويتية ومنحها بُعدًا تعبيريًا وتصويريًا يفتح لها آفاقًا جديدة خارج أجواء التطريب التقليدية

ويرى البعض أنه صاحب مدرسة خاصة في التلحين، وأنه لعب دورًا مهمًا في وصول عدد كبير من الفنانين إلى الجمهور، سواءً من خلال اكتشافهم أو عبر الألحان التي قدّمها لهم.

ولد البعيجان بمنطقة القبلة بمدينة الكويت عام 1939، وعُرف عنه شغفه بالموسيقى والغناء منذ صغره، إذ يُقال إنه كوّن ثقافته الموسيقية من خلال استماعه إلى كبار فناني عصره، كالمصريين محمد عبد الوهاب وأسمهان وليلى مراد، والكويتيين عبد الله فضاله وعبد اللطيف الكويتي ومحمود الكويتي وغيرهم.

ومع دخوله مرحلة الشباب، بدأ الراحل بالعمل على تطوير موهبته الموسيقية. ويُروى أنه اشترى حينها عودًا دون علم عائلته وبدأ يتعلّم العزف عليه بالسر، فأخذت موهبته حينها بالتبلور شيئًا فشيئًا. وبهدف منح هذه الموهبة طابعًا جديًا وأكاديميًا، سافر خلال ستينيات القرن الفائت إلى القاهرة للدراسة في المعهد العالي للموسيقى العربية. 

لكن مسيرته الفنية بدأت فعليًا قبل سفره إلى القاهرة من خلال أغنية "خليني على بالك"، تأليفه وتلحينه، التي تقدّم بها إلى لجنة الاستماع والنصوص بالإذاعة الكويتية، وغنّاها غازي العطار، عام 1960. وخلال النصف الثاني من الستينيات، قدّم البعجيان مجموعة من الأغاني التي نالت شهرة واسعة في الكويت وخارجها، أهمها "تكون ظالم" التي غنّاها الراحل عبد الكريم عبد القادر، وهي أول أغانيه، و"يابو الموجه" التي تُعد أشهر أغاني الراحل حسين جاسم.

جمعت عبد الرحمن البعيجان بعبد الكريم عبد القادر علاقة مميزة سواءً على المستوى الشخصي أو الفني، حيث قدّما معًا مجموعة من الأغاني الخالدة في ذاكرة الأغنية الكويتية والخليجية، مثل: "ليل السهارى"، و"وين مرساك"، و"ما نسيناه".

وإلى جانب عبد القادر وحسين جاسم، لحّن البعيجان للعديد من الفنانين الكويتيين، منهم: مصطفى أحمد، ويحيى أحمد، وخليفة بدر، وصالح الحريبي. كما لحّن لبعض الفنانين العرب، مثل وردة الجزائرية، وشريفة فاضل، وسعاد محمد، وبديعة صادق، وعلية التونسية، وكارم محمود، وغيرهم.