18-مايو-2023
غلاف الكتاب

الصفحة الأولى من الكتاب

هذه المساحة مخصصة لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.


"تاريخ الكتاب: من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر"، لمؤلفه الدنماركي سفند دال، محاولة في تدوين سيرة شبه شاملة لتاريخ الكتاب ومراحل تطوّره منذ اختراع المصريين القدماء لورق البردي، وصولًا إلى ظهور الآلة وازدياد اعتماد البشر عليها في صناعة الكتاب منذ مطلع القرن العشرين.

صدر الكتاب، الذي يُعتبر من المراجع المهمة في بابه، مطلع ثلاثينيات القرن الماضي. فيما صدرت طبعته العربية منتصف 1958 عن "المؤسسة القومية للنشر والتوزيع"، في القاهرة، بترجمة محمد صلاح الدين حلمي ومراجعة توفيق إسكندر، اللذان أشارا في تقديمهما له إلى أن دال: "أودع كتابه ثروة علمية، وعمقًا في البحث، يجعله في مصاف أندر الكتب في بابه".

يستعرض دال تاريخ الكتاب ومراحل تطوره منذ نشأته وصولًا إلى العصر الذي ألّف فيه كتابه

ويغطي المؤلَّف الذي جاء في حوالي 350 صفحة، وضم 42 فصلًا، مرحلة زمنية ضخمة تمتد منذ عهد الفراعنة وصولًا إلى أواخر العقد الثاني، أو مطلع العقد الثالث من القرن المنصرم. كما يمتد أيضًا على مساحات جغرافية واسعة تشمل مصر، والصين، وبلاد ما بين النهرين، واليونان، وأوروبا خلال العصور الوسطى، وغيرها.

وعبر تنقّله بينها، يقدّم دال بحثًا مفصلًا في تاريخ الكتاب منذ نشأته وحتى العصر الذي ألّف فيه كتابه. ويستعرض، في السياق نفسه، مراحل تطوّر الورق، منذ ظهوره في الصين، ودور العرب في وصوله إلى الغرب. وذلك بالإضافة إلى الإضاءة على تاريخ المكتبات، الخاصة والعامة، منذ عصور ما قبل الميلاد، مرورًا بالعصور الوسطى، وانتهاءً بالقرن العشرين.

ويفرد المؤلف فصولًا من كتابه لتاريخ تجليد الكتب، الذي تتبع مراحل تطوره منذ عصر الفراعنة وحتى القرن العشرين، سواءً التجليد بورق البردي في مصر القديمة، أو بالأغلفة الجلدية والحوافظ الخشبية والحجرية خلال العصر الإغريقي، وكذا التجليد بالذهب والفضة والأحجار الكريمة في أوروبا خلال العصور الوسطى.

ويتناول المؤلف مراحل تطوّر تقنيات تصوير الكتب، فيبدأ أولًا بالتصوير عبر التلوين اليدوي، ثم ينتقل إلى التصوير عبر الحفر على الخشاب والنحاس، قبل أن يتوقف عند التصوير الشمسي والآلي الحديث. ويستعرض، ضمن هذا السياق، تاريخ الطباعة ومراحل تطورها في الصين وأوروبا، إضافةً إلى وقوفه عند تجارة الكتب والقوانين التي نظّمت هذه التجارة.